مقدمة

450 25 4
                                    

مقدمة
أحيانًا ما تخدعنا الأيام متصيدة خطايانا ببراعة، وأحيانًا أخرى نخدعها نحن ناعتيها بالجحود والكفران.
***
ولج يحمل زوجته بسعادة غامرة تشع بأحداقه التي يخطو بها فوق جسدها الحار بين ذراعيه، ليهبط بجسده قليلًا ويضعها أرضًا برفق وما زالت أنظاره الماكرة تلهو فوق منحنيات جسدها، لينتفض قلبها بين صدرها خجلًا وتركض مبتعدة عنه تجلس بطرف الفراش مطأطأة رأسها أرضًا وهي تفرك فستانها الأبيض بكلتا يديها.
تابعها بحماسة وهو ينزع عنه حلته يُلقي قطعها بطول ذراعه حتى وقف أمامها عاري الصدر تمامًا وهو يطوف الغرفة مرددًا بسعادة كبرى:
- مين كان يصدق إني أفوز برحلة زي دي، وفي مكان زي ده، وكمان يوم دخلتنا؟!
فرك يده بهمة وهو يرمقها بنظرات مشتهية مرددًا:
- هقفل الشباك و أجيلك.
إلا أنه نزع عنه ساعة يده واتجه نحوها يضعها أعلى المنضدة الصغيرة قبل أن يخطو نحو النافذة يُغلقها، ليتسلل إلى مسامعها صوت ارتطام قوي، ويتناثر على وجهها وفستانها ذلك السائل الأحمر الحار. انتفض جسدها بقوة ورفعت أنظارها نحوه تستكشف الأمر، لتجده جسد مُلقي أرضًا ذبيح الرأس، ورأسه جوار باب الغرفة منهمرة دمائها كما تلك الدماء التي لطخت الجدران والسقف، وغطت أرضية الغرفة كنهر جارٍ. نهضت بصدمة وأعين جاحظة تستقصي الأمر الذي تخيلته أسوأ كوابيسها وهي تخطو نحوه بخطوات مرتجفة حتى اصطدمت بجسده فخرت صريعة إلى جواره دون أدنى مقاومة منها لهذا الموت الغادر.

#يتبع
#فاطمة_علي_محمد
#دوبلير
يوميًا الساعة ١٠ مساءً

دوبلير للكاتبة /فاطمة علي محمد. (مكتملة) Where stories live. Discover now