part 12

86 12 32
                                    

.
.
.
.
.
── ✦ ─ ◈ ─ ✦ ──

كُنت جالساً على مِقعدي اتكأ على يدي بينَما نظري مُوجه لخارج النَافذة تَحديداً نَحو تلك الطيور التي تُحلق في السَماء واكتَفيت بتَأمُلها ، شَرد ذهِني بكل تأكيد مَع كُل تلك الأفَكار التي تَحوم داخل راسي ولم أكن مُركز حتى على شَرح المُعلمة . لا يَهم اساساً ، تبقت بضع دقائق وتَنتهي الحِصة ثُم أعَود للبيت .

اكتَشفت أن ذلك الطالب الذي يُدعى نوا مَعي في الصَف ذاته مُنذ البداية ، صَراحة لم الحَظ وجُوده ، اظن ان هَذا طَبيعي فلم يَكن تَركيزي مُنصب نحو الطُلاب العَاديون

بعد نِصف سَاعة رن الجَرس اخيراً ليَنتهي الدرس وخَرج الجمِيع بالتَوالي ، بات الصَف فارغاً وأكثر هُدوئاً لم يَبقى سوى ثَلاثة لا غير ومُنهم أنا ، لست النُوع الذي يَميل للخروج في التَجمعات لذا فضَلت تَرك زُملائي يَخرجون اولاً ؛ شَريكي في المِقعد ايضاً لم يَخرج باكراً هَذه المَرة كان مَشغول  في كتابة كلمات غَريبة في صَفحات دفتَره وبخَط غير مَبذول عليه أي جَهد ، نَظره كله مُثبت على ما يَكتبه كانت عيناه لا تَحمل أي ذرة حيَاة أثناء قيَامه بِذلك وكأنه لم يُدرك حتى الآن أن الكُل ذهب وانتهى الدوام .

وضَعه مُريب وغير مُطمئن...

« هاي  ڤاي !.»

اوه صَحيح  ...ذاك المَجنون ايضاً لم يُغادر بعد ، اتجه نَحوي بابتِسامة خافتة مُسالمة بيَنما يَحمل حقيبته على كتفه ثُم وقف بِقربنا قائلاً

« ايُمكنك أن تمَنحني بعَض الوقت مع زمِيلك ؟ »

قال جملته هَذه وهو يُشير بإصبعه نَحو شَريكي الذي بدأ وكأنه لم يَسمعه ولا يَعلم أنه المَقصود اساساً  ، أنه في عالمه الخاص حرفياً بل لا يُدرك وجُودنا حتى

« اه ، اجل لا باس »

استَقمت بقدماي وأدخَلت أغراضي داخل حَقيبتي ثم حمَلتها على كتِفاي واخيراً ارتَديت قبَعتي السَوداء بعدها همَمت برحيل ، ألقيت نَظرة أخيرة على الاثنان قبل خُروجي من الصَف كُنت اتَسائل أن كانا يَعرفان بعَضهما أو شيء من هَذا القبيل ، حسناً لا يهم لا شأن لي في الأمر ، الافضل أن أذهَب وارى تلك الورقة واثق أنه لا يُوجد إزدحام كالسَابق .
.
.
.
.

سِرت في المَمر بتَريث ولم يَكن هُنالك غيري يسير عليه ، اقتَربت أخيراً من الوصول للمَوقع الذي أريده الا أنني لمَحت تلك الفَتاة ذات الشَعر الاسود الطويل من بعيد أنها مَعي في نَفس الصَف

لقد كانت تُحدق في الورقة المُعلقة بصَمت

لحظة لمَحها لي مُتقدماً ناحيتها قامت بإعطائي ظَهرها ورحلت وانا اكتَفيت بالتَحديق في أثرها إلى أن اختَفت ، في جميع الأحوال لا حَاجة لأن اتَبعها هي ليستْ من اولوياتي ، أعَدت اهتمامي للورقة وبالفِعل كان بها الأهداف وغيَرها من المُعلومات

 الزّنبَقَ الفِضيَ || Silver tulips "قيد التعديل"Where stories live. Discover now