37 | الوحش

26.3K 962 417
                                    

..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..

لقد كان مشهد جميل لشيء واحد يأمل كلٍ منا حدوثه في يومٍ ما.. الدفئ الذي ينشأ عندما نكون بجانب بعضنا البعض، الإنعكاس في غروب الشمس في المكان الذي نجلس فيه.. نتوق لمثل هذه الأشياء الرائعة في كل مساء، الرقص في كل ليلة، واللعب في الصباح، تزهر قلوبنا بكل ما هو جميل.. لم نشعر بهذا القدر من السعادة والحياة من قبل، حيث يضفي وجودنا جمالاً للمكان في هذه الأمسية الرائعة.

لكن هنا والان لم تكن كذلك ابداً.....حيث كان زجاج الاطباق يتناثر في تلك الغرفة وزجاج الكؤوس يلمع في الأرضية والنبيذ يملىء المكان بجانب ذلك الزجاج المنتثر....

كانت انفاسه المتسارعة ما يمكنك سماعها في غرفة الجلوس الكبيرة الذي يضيئها مصابيع صغيرة على الطاولات الصغيرة....احمر وجهه وانتفخت عنقه فبرزت عروقه كأشجار الخريف، ثمّ تدفق عليهم كما يتدفق النهر في موسم فيضانه يده اليسرى ترجف غضبا جحيميا وقلبه يرتجف خوفا وقلقا.. بعدها قال بصراخ إلى الرجال الواقفين امامه وهم يحنون رؤسهم :

"كيف اختفت من امامكما ؟؟؟رجلين بحجم الحائط..تختفي فتاة بحجم الكف من امامكما وانتما تنظران كالاحمقان.."

اشتد فزع سكان القصر فقد كانوا مهددين بكارثة شاملة لا يسلم من أذاها أحد...انه غضب جون بعد اكثر من خمسة سنوات...انه يعيد ذات الشيء قبل سنوات...غضبه لا يسلم منه أحد...هو مستعد الآن ليحرق ويهدم القصر فوق رؤوسهم جميعاً فقط بسبب اختفاءها...مستعد لفعل كل شي لرؤيتها من جديد قلبه، عقله، روحه، كل انش فيه لا يتحمل فكره انها بخطر أو أن مكروها أصابها صغيرته كانت بين يديه... وكم لعن نفسه انه وافق على طلبها منهزما امام عسليتها ذاك الشهد الذي يقطر عسلا من عينيها.. يتمنى فقط أن تكون بخير حينها سيعاقبها أشد عقاب هذا ما كان يفكر به جوه..

قبل 17 ساعة :
.... flash back....

أشرقت أنوار الصباح...ففتحت النوافذ..وقبلتها الشمس بأشعتها الذهبية...حينها شعرت بأنّها ألقت عليها بظلالها أنواراً من الأمل والتّفاؤل...اتكأت بكوعيها على طرف النافذة ومناظرة حديقة القصر التي امامها وتستمتع بلسع اشعة الشمس الدافئة لجسدها....

تذكرت ليلة امس والتي من المفترض ان تنتظر جون لكي يخبرها وهي شخص غير صبور بتاتاً...تنهدت بخفة ثم التفتت تنظر إلى جون النائم على السرير بعمق...ابتعدت عن النافذة التي تركتها مفتوحة ثم دخلت إلى الحمام تأخذ حماماً ومن ثم ترتدي ملابسها بتفاؤل أيضاً...فهي قررت فعل كل شيء اليوم بتفاؤل لعلها تجده...

اثناء استحمامها الذي دام لأكثر من نصف ساعة استيقظ جون بجانبه يبحث عنها لكنه لم يجدها...فتوقع انها تستحم لذلك استقام الآخر ببطىء وارتدى تيشيرت اسود بنصف اكمام وفتح حاسوبه يلقِ نظرة على اعماله التي قام بتأجيلها لليوم...وفي ذاك الحين وبعد نصف ساعة أخرى أو حتى أكثر من ذلك فهاته الفتاة تحب الانتعاش بحوض الاستحمام حتى لو دام ذاك ليوم بأكمله...

إعجوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن