الفصل الأول

201 16 10
                                    

للحياةِ لونٌ آخر
الفصل الأول
( وما حياتي سوى بستان مليئ بالزهور والأشواك)
انقسم الليل من سيف النهار، ضوء خافت بدأ يطوق الأرض بحنان، يحث الناس على السعي لكسب رزقهم، تمددت اشعة الشمس لتحيط ببعض المنازل التي ظهر عليها مدى بساطة اهلها.
انهت ترتيل آيات القرآن الكريم مع ظهور شعاع الشمس الذي نفذ من شرفتها، ثم جلست على فراشها تتذكر أن خطيبها المدعو ب«ياسر» يريد أن يراها لكي يذهبوا سويًا لشراء بعض أثاث المنزل، وينتهوا  سريعًا من تنظيم الشقة قبل موعد الزفاف، ولكن كلما اقترب ذلك اليوم تشعر بانقباض قلبها، هي لم ترغب بالزواج منه ولكن والدتها هي من كانت تريد ان تزوجها سريعًا.
فاقت من شرودها على اقتحام والدتها الغرفة وهي تنظر لها بغضب تردف بصوتٍ حامل للسخط منها:
_ كل دا مجهزتيش، خطيبك جه برة يا استاذة مريم.
تطلعت لها بهدوءٍ ثم تمتمت في خفوت:
_ هغير وأجي.
استدارت والدة مريم السيدة فردوس سريعًا، تغمغم بكلماتٍ حملت بعضًا من الغضب المكتوم:
_ وياريت متصدريش الوش الخشب ليه تاني.
كادت ان تغادر فردوس ولكن اوقفتها مريم وهي توضح ببعض الجمل الصغير سبب تصرفها معه:
_ يا ماما أنا مش بصدر وش خشب.. بس مش لزمًا كل ما يجي اضحك واعمل حاجات ميصحش تتعمل زي ما حضرتك عايزني اعمل.. وغير كده أحنا مخطوبين مش مكتوب كتابتا حتى!
رمقتها بنظراتٍ مشبعة بالغيظ ثم لوحت بيدها في عنف، تكمل حديثها بتبرطم:
_ طالعة قفل زي أبوكي والواد هيطفش منك والجيران وبنت عمك هيشمتوا فينا.
حركت مريم رأسها بضيق من تصرف والدتها، وشعرت باليأس من استطعتها  تغير بعض معتقدات والدتها، فهي تريد أن تجعلها مثل ابنة عمها «سالي» تتدلل على خطيبها وتقوم بأفعال لا تصح خُلقيًا؛ لذا دائمًا تقع بصراع معها، فقد رسخ والدها السيد محمد  بعض الأخلاق التي يجب ان تتحلى بها الفتاة، فهما يريان أن الفتاة جوهرةٌ رقيقة لابُد من الحفاظ عليها من  الخدوش التي ستفسد جمال حياؤها، ونقاء قلبها.
*****
سارت مريم بهدوء نحو الغرفة التي يقبع بها « ياسر»، ترتدى ملابس فضفضة فما كان سوى فستان باللون السماوي معه خمار باللون الأبيض، وقفت امام الغرفة تستنشق بعض الهواء ربما تهدئ انقباض قلبها منه، فـ دائمًا يعاملها بقسوة وكأنها شخص مذنب ولابُد من أن يعاقب على ما فعله.
دلفت للداخل تلقي التحية بصوتٍ عذب قائلة وعي تقترب من المقعد:
_ السلام عليكم.
رفع ياسر بصره عن الهاتف الذي كان يعبث به، يتأمل شكلها بسخط قائلًا وكأنه يتلذذ بتحطيم قلبها:
_ وعليكم السلام يا شيخة مريم.. اخيرًا تكرمتي عليا وجيتي وأنتِ عارفة إني جاي بدري.
زفرت مريم بضيق،  ثم قالت وهي تتحاشي النظر بعينيه فترى المزيد من السخرية،  يكفي ما رأته في حديثه:
_ لو سمخت يا ياسر مفيش داعي للكلام دا.. واللقب اللي كل شويا تقوله عشان حطه حدود في كلمنا  .. أنا مش هعمل زي ما البنات بتعمل حاجات غريبة ميصحش تتعمل.. دا اسلوبي ودي طريقتي ياريت تتقبلهم.
صك على أسنانه من طريقتها المستفزة،  الباردة، يؤيد أن ينفجر بها ولكن تماسك قليلًا واردف بكلماتٍ تركت جرحًا بداخلها:
_ طيب يا ست الشيخة.. هتيجي معايا عشان نجيب العفش ولا  دي ممكن تضايق معاليكي؟!
ادمعت عينيها بضيق منه، ثم أجابت وهي تتمنى ان تنهي علاقتها به ولكن والدتها  كانت حاجزًا قويًا يمنعها من اتخاذ هذا القرار:
_ هسأل بابا الأول وأجي.
نهضت تغادر من تلك الغرفة ربما تستطيع ان تأخذ القليل من الراحة التي قيدها هذا المدعو بـ «ياسر»  باصفاد حديثه.
طرقت على الباب بخفة ثم دلفت لتسأل عما إن كان يمكنها الذهاب معه أم لا ولكن تفاجأت به يمسك رأسه بشدة،  وجهه المصطبغ بحُمرة غريبة مقلقة،  يتحدث بصوتٍ متألم:
_ الحقيني يا مريم.
هروالت نحوه بخوف،  تتطلع له وكأنها تريد من ينقذها،  شُل عقلها فأصبحت غير قادرة على التفكير او اخبار أحد بأن يساعدها، كلما ازداد تألم والدها اصبح جسدها يرتجف اكثر، وتزداد دموعها في الهطول، انتشلها من هذا المستنقع صوته المُتجرع كم من الآلام قائلًا:
_ هاتي الدوا.
انتبهت لكلمته وحركت راسها سريعًا، تتجول بعينيها داخل الغرفة في سرعة غريبة، تهتف في محاولة التركيز:
_ الدوا.. صح فين الدوا؟ اهوه!
مدت يدها تلتقط تلك العلبة الصغيرة الحاملة بداخلها بعض الحبات الدواء التي جعل بها الله الشفاء لهذا المرض المزمن، اسرعت نخو والدها واعطته تلك الحبة ثم ساعدته على أن يعتلي الفراش ولكن كان الأرهاق لايزال واضحًا فـ مفعول تلك الحبة لم يعمل بعد، حاول غلق حدقتيه يبحث عن الراحة التي افتقدها منذ دقائق في مصارعة ألمه.
خرجت مريم بهدوءٍ من الغرفة دون اصدار أي ضجيج، وذهبت سريعًا إلى ياسر لتعتذر عن تأخيرها الملحوظ قائلة وهي تدلف لداخل:
_ أنا آسفة بجد يا ياسر بس بابا...
قاطعها بقسوة ممزوجة بعنف،  ينهض من مقعده مغادرًا المكان:
_ يا شيخة اوعي..  أنا غلطان اصلًا أني قولت اخدك وأخرجك وأنتِ  معدومة الدم.
انطلق كالإعصار يغلق الباب بقوة خلفه لايزال يغمغم بكلماتٍ قاسية ولكن لم تصل لمسمعها،  في حين وقفت مريم تذرف الدموع على جرحًا قذفه بوجهه في عنف دون أن يضع بخاطره أن فؤادها المكلوم اصبح ينزف بألم.
******
داخل احدى الشركات..
زفرت بارهاقٍ واضح على ملامح وجهها الهادئة،  البريئة للغاية،  تتطلع للحاسوب الذي أمامها بتركيز،  تحاول انهاء ما تبقى من هذا العمل، ولكن شتت انتباهها صوت صديقتها تحثها على القايم قائلة:
_ يا ليلي خلصي البريك ( وقت الراحة)  عيخلص ومش هنلحق نتغدا كده.
اغلقت الحاسوب وهي تلقى نظرة أخيرة تحمل الرضا على هذا الملف الذي انهته للتو، تحمل حقيبتها متطلعة لصديقتها التي تشتعل غضبًا منها، قائلة بضيق:
_ خلاص يا سهيلة خلصت.. ثم أنتِ عارفة أني لزمًا اخلص الملف دا قبل البريك عشان طلب استعجل فيه.
نظرت سهيلة وهي ترفع حاجبها باستنكار تردف في غضب:
_ مش على حساب أكلنا يا ماما.
تقدمت بعدة خطوات صغيرة، تغمغم بنفذ صبر:
_ خلاص جيت اهوه.
رفعت يدها بالهواء تتمتم بصوتٍ متأثر:
_ الحمدلله يارب هاكل اخيرًا وبطني الغلبانة هتشبع، ربنا يسامحك يا ليلي يبنت ام ليلي على اللي انا حاسه دلوقتي.
ضربت ليلى كتف سهيلة بخفة، تتفوه بكلماتٍ امتزجت بضحك:
_ طب يلا يا استاذة خليني احكيلك كل اللي عمله وليد.
نظرت لها ببعض الضيق المكتوم، فهي الآن اعترفت لنفسها أنها تغار منها وبشدة، خاصة حديثها عما يفعله لأجلها، سارت معها نحو الكافتيريا ولكن كان قلبها يتألم من حديث صديقتها عن السعادة التي يقدمها لها زوجها فقد كُتب كتابهما عن قريب،  أم هي فلم يتقدم أحد لخطبتها، تشعر بتمزق روحها ما أن رأت ابتسامتها بينما العبوس دائمًا يرافقها، هل كُتب لها أن تظل هكذا دون شخصًا يسعى لرسم بسمتها كما يحدث مع صديقتها؟  شيئًا ما بداخلها يرغمها على ترك تلك الصداقة البائسة التي تقيدها بأغلال من الكره والحقد.
*******
بـ شقة السيد محمد..
جلست ضامة قدميها إلى صدرها، تتذكر كيف تمت خطبتها للمدعو ياسر، وأنها أصبحت كالدمية تحركها خيوط ويتحكم بها والدتها..
***
مدت يدها تفتح باب الشقة بعد يومٍ مرهق في العمل، تسير نحو غرفتها وهي تتخيل ملامح الفراش وشكل الوسادة، توقفت فجأة عندما استمعت لصوت رجولي غريب مختلط مع صوت والدتها ووالدها، قطبت جبينها بتعجب وسارت نحو غرفة الخاصة باستقبال الضيوف، تتساءل بداخلها من الزائر فعمها لم يدلف لـ هنا منذ سنين فهل عادت الروابط تترمم من جديد.
طرقت على باب الغ،فة ثم دلفت ولكنها تفاجأت بوجود شابٍ غريب يجلس بالقرب من السيد محمد، هتفت بحرج وقد تلون وجهها بالخجل:
_ آسفة مكنتش..
لم تكمل حديثها بسبب اندفاع والدتها لها تلقى بعض الكلمات التي كانت حجارة جاثمًا على صدرها بعد ذلك:
_ تعالي يا مريم أخيرًا جيتي.
تعجبت مريم من طريقة والدتها وتلك الفرحة التي تتراقص بحدقتها، وما أن جلست حتى هتف السيد محمد ببسمة تتأرجح على ثغره:
_ بصي يا مريم الأستاذ ياسر جاي يطلب ايدك.
توردت وجنتيها بخجل واضح، فهي لم توضع بمثل هذا الموقف من قبل  ولا تسطيع التصرف، اتسعت ابتسامة فردوس وهي ترى صمت ابنتها لتندفع بالحديث قائلة:
_ السكوت علامة الرضا.. وهي موافقة.
نظرت مريم إلى والدتها بصمت فهي لم تعترض عليه ولكن لم توافق كانت تتمنى أن تأخذ وقتها كباقي الفتيات وتعلم ماهية هذا الشاب، قررت الصمت حتى لا تضع والديها بمأذق ولكن اجتاح قلبها بعض الضيق.
مر بضعة أيام وتمت خطبت الأثنان ولكن ازداد تألمها عندما جلست كالدمية بخطبتها لا تشعر بأي نوعٍ من السعادة التي كان من المفترض أن تشعر بها، هل الخوف كان يمنعها من التلذذ بهذه اللحظة أم ماذا؟
مرت الأيام اكثر  ولكن كلما مرت ازدادت قسوة ياسر معها، يلقى كلماتًا قاسية، يتفنن في صُنع الجروح بها، فهو يريد أن يفعل ما يحل له وهي دائمًا تعترض على ما يريده، فـ هي تحمل الحياء الذي لم يسمح لها بأن تفعل ما يريده وخاصة أنه لم يتم كتب كتابهما.
***
مجرى حزين حُفر على وجهها تسير عليه قطرات صغيرة حملت الأسى بمعانيه، تشعر بالبأس من عدم وجود أحد يرى ما تشعر به، فدائمًا والدتها تريد أن تكيد زوجة عمها، وتعانفها إن قرر ياسر ان يسرد لها ما تعترض عليها محاولًا بذلك أن يصل لما يريده.
********
بـ الكافتيريا..
وضعت ليلى قدح الشاي بعد ان ارتشفت منه العديد من القطرات، تتحدث بنبرة رقيقة للغاية:
_ وليد أمبارح عمل مفاجأة وراح حجز في مطعم من الغاليين دول واتعشينا وكمان نقينا شكل العفش.. بصراحة كان يوم تحفه حسيت بحنية وليد أوي ربنا يحميه ليا، وكمان مامته طيبة اوي يا سوسو.
ظلت ليلى تسرد ما تشعر به من سعادة مع وليد وعائلته الطيبة، ولم تلاحظ تلك الغيرة الحاقدة التي تشتعل بقلب سهيلة،  فهي فقدت والديها منذ الصغر على عكس ليلى لم تفقد سوى والدها فقد،  دائمًا  يحالف الحظ ليلى بينما هي تقع في العقبات قاسية ربما تقضي على حياتها،  فاقت من شرودها على يد ليلى التي تتطلع لها بتعجب قائلة:
_ أنتِ  مش معايا خالص!
ثم اضافت تمازحهها:
_ هو الأكل تقل دماغك ولا إيه؟  
ابتسمت سهيلة ببرود تجيبها وهي تنهض:
_ كله كده.. تعالي نرجع المكتب.
حركت ليلى رأسها ظنًا منها أن سهيلة تشعر بالتعب أو شيئًا كهذا، بينما سارت الأخرى وهي تشعر بأقصى درجات الحقد عليها، وكأنها تريد أن  تقتلها فتعود وتشعر بالراحة التي اخذتها منها ليلى كما تظن!
*********
خرجت مريم من غرفتها تسير نحو الردهة بعد أن هدرت والدتها باسمها، تقترب منها في هدوء قائلة بنبرة ساكنة:
_ أيوة يا ماما.
اشارت فردوس لها بأن تجلس جوارها وبالفعل لبت مريم نداء والدتها وجلست جوارها تتطلع لها بتعجب في حين تحدثت فرودس بنبرة ذات مغزى:
_ شوفتي بنت عمك سالي خطيبها عمل معها إيه.. ومدلعها ازاي  مش خطيبك اللي ما فكر مرة يعزمك.
حركت مريم رأسها بالنفي، تحدثها بكلماتٍ موضحة:
_ لا يا ماما هو عزمني امبارح وأنا اللي رفضة عشان تعب بابا ومخرجناش.
صاحت بها والدتها قائلة بغضب:
_ ليه يا موكوسة في حد يرفض الدلع.
ارتسم الحزن على ملامحها وهي تجيب بصوتٍ حزين كلما تذكرت شكل والدها وهو يعاني من اجهاد:
_ لا يا ماما بس هو تعب اوي امبارح وأنا قلقت عليه وعشان كده اعتذرت عن الخروج.
ازداد غضب فردوس، ثم بدأت تنهرها بعنف دون ان تضع بحسبانها قلب ابنتها الذي يتألم من حديثها:
_ هتفضلي طول عمرك فقرية  ومش وش خير ابدًا، وهتخلي اللي يسوى واللي ميسواش يتكلم علينا وكله بسبب معتقداتك اله...
اوقفها صوت زوجها الذي خرج من غرفته يقول بحدة:
_ فردوس سيبي البنت في حالها.
نظرت له بغضب جامح ثم تركته مغادرة نحو المطبخ تغمغم بكلماتٍ غير مفهومة في حنق شديد، بينما جلس محمد جوار ابنتها يبتسم لها بحب قائلًا بحنان:
_ معلش يا مريم مامتك بتحبك وعايزة مصلحتك بس هي غشيمة حبتين.
تنهدة بيأس تجيبه:
_ عارفة يا بابا.
نظر لها بدقة شديدة، ثم قال بصوتٍ حنون:
_ إيه التنهيدة ظي بقي؟!
نظرت له بحزن ثم اجابته في ألم يجتاح صدرها:
_ حضرتك عارف إن أنا وماما مش متفقين ابدًا وهي بتشوف البنات برة وبتبقى عايزني اقلدهم، المشكلة انهم بيدلعوا يا بابا جامد وانا مش هقدر أعمل كده اخلاقي متسمحش ليا بأني أعمل كده، دا غير أني بوريه حقيقة شخصيتي يعني الحلو والوحش مش الحلو بس.. انا نفسي في الأمان والاستقرار يا بابا مش عايزة أكون خايفة في يوم يكتشف اني بكدب عليه في حاجة.
ابتسم بسعادة ممزوجة بفخر لابنته وتفكيرها الناضج، مد يده يربت على كتفها برقة، مردفًا بحب:
_ ربنا يبارك فيكِ يا بنتي وفي أخلاقك، هو دا الصح واللي الكل لزمًا يمشي بيه.
منحته ابتسامة باهته، ثم نظرت أمامها تفكر في سؤالٍ واحد هل خطيبها ياسر ابتلاء من الله ليختبر صبرها؟!
**********
وقفت تضع بعض المساحيق التجميل، تريد تغير شكلها للأفضل وتخفى تلك العيوب الظاهرة بشكلها، تشنجت تعبيرات وجهها بانزعاج عندما دلفت والدتها الغرفة تتساءل برضا:
_ خارجة مع خطيبك يا سالي؟
حركت رأسها بايجاز، تكمل ما بدأت به في هدوء، بينما ابتسمت جيهان والدة سالي بسعادة قائلة بمكر:
_ طيب يا حبيبة ماما روحي بس متتأخريش اوي ماشي وآه ياريت تخليه يقدم معاد الفرح الأسبوع دا بدل ما هيكون أخر الشهر طالما مفيش عطلها.
حركت سالي رأسها تجيبها وهي تركز بوضع المساحيق التجميل:
_ حاضر يا ماما.
اغلقت جيهان باب الغرفة تاركة ابنتها تكمل ما تفعله، ثم سارت نحو غرفتها ولكن رأت زوجها حسن ينظر لها بهدوء قائلًا:
_ هضيعي البنت يا جيهان.
صكت على أسنانها بغضب، تجيبه في برود:
_ ملكش دعوة دي بنتي وأنا حرة معها، وبكرة لما تتجوز  مش هضيع.
حرك رأسه بضيق منها بينما تركته وهي تبتسم بسعادة تتخيل صدمت فردوس إن علمت بزوج ابنتها في نهاية هذا الأسبوع.
********
جلست تتطلع للشاشة التي أمامها بملل، ولكن انتفضت من مكانها عندما رأت أسم خطيبها «ياسر»، اخذت نفسًا عميقًا ثم اجابة بعد ان اشعلت زر الرد:
_ السلام عليكم.
:_ وعليكم السلام. عاملة اية؟
قالها بهدوء حاول ان يتحل به، في حين اعتدلت مريم في جلستها وحدثته بنبرة مماثلة لخاصته:
_ الحمدلله.
زفر ياسر قليلًا ثم قال بصوتٍ يحمل بطياته الضيق:
_ هتخرجي النهاردة ولا هترفضي و تسبيني ملطوع.
شعرت مريم بحرج مما حدث معهما آخر مرة، ثم قالت باعتذار:
_ يا ياسر أنا آسفة أني اتأخرت عليك بالرد بس بابا تعب ونسي ياخد الدوا بتاعه، هستأذنه دلوقتي وابعتلك مسدج بالرد.
تنهد ياسر ببطء ثم اردف سريعًا:
_ ماشي.
اغلقت مريم سريعًا وسارت نحو والدها لتخبره بخروجها مع ياسر وبالفعل وافق ولكن بشرط ألا تتأخر بالخارج، أرسلت له أنها بانتظاره، ثم ارتدت ملابسها دون أن تتخيل ان اليوم هو محطة جديدة ستتغير بها حياتها!

للحياة لونٌ آخرWhere stories live. Discover now