《1》

486 29 20
                                    

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل

01:00

الكابتن ليفاي والقائد إيروين سميث يتمشيان وحدهما بين مساكن الضباط، كانت أضواء أعمدة الإنارة خافتة والهدوء يعم الأزقة.

تحدث ليفاي لكسر الصمت:

-تلك العملاقة المتوحشة، سمعت أنها لا تزال راقدة في كتلة القذارة المتصلبة تلك..

إيروين وعيناه محتدتان:

-لن نتمكن من الاستفادة منها، اختار العدو أن يتصلب مع معلوماته.

خيم الصمت ثانية لكن إيروين تحدث:

-ما علينا الآن سوى الاستعداد لظهور عدو جديد، وهو على الأغلب بين صفوفنا.

-أخشى أنك تنوي دمار مكان آخر مثل ستوهيس.

ذبلت عينا إيروين لكنه قبل أن يتحدث توقف فجأة فتقدمه ليفاي بخطوتين ثم توقف بدوره:

-أوي، ماذا هناك؟ إيروين.

التفت ايروين للخلف، كان الطريق الذي تتشعب الأزقة منه خاليا من اي احد، بقي هكذا لبرهة فارتاب ليفاي لكن ايروين تابع سيره بشكل طبيعي من جديد.

-لا شيء..

ضيق ليفاي عينيه لكن لم يسأل أكثر، مشيا بضعة خطوات فتوقف إيروين ثانية:

-ليفاي، تأخر الوقت، أراك في الصباح.

-شقتك في هذا الاتجاه هناك، أليس كذلك؟

-أعرف. لكنني سأذهب إلى المكتب، يمكنك متابعة السير إلى شقتك.

صمت ليفاي ثم تحدث:

-إيروين، لن تسهر مع أوراقك مجددا.. لدينا عمل في الغد.

-سأكون بخير.

رمق ليفاي بنظرة ما فأدار الأخير ظهره:

-أراك في الصباح، دانتشو.

ثم انصرف ليفاي في إحدى الأزقة فوقف ذو الشعر الأشقر لبرهة بعدها سار ببطء، في إحدى الأزقة بالخلف، كان شخص ما برداء أسود ذي قلنسوة على الرأس وقناع فضي يخفي الوجه يقف متربصا وفي يده مسدس ويراقب القائد الذي أصبح على بعد ثلاثين مترا، التف المتربص داخل الزقاق وهيأ مسدسه ثم أومأ برأسه خارجا ثانية.. لكنه.... لم يعد يرى القائد!!

غادر الزقاق بسرعة وهو يخفي السلاح داخل ردائه ومشى ملتصقا بالجدار حتى وصل لزقاق آخر فأخرجه ورفعه إلى جانب رأسه وألقى نظرة للداخل، لا أحد.

أكمل سيره بحذر حيث أصبح مواجها للزقاق تماما وهو شاهر سلاحه فسمع صوتا بالداخل، دخل بحركة خفيفة والمسدس منتصب أمامه فوجد براميل مقلوبة، فزع والتفت ليغادر لكنه وجد القائد خلفه تماما فانتفض ليرفع سلاحه لكن الوقت لم يكن في صالحه حيث انقض إيروين عليه وثبت يده التي تحمل السلاح، أصبح وجهه مقابلا للقناع الفضي فانعكست ملامحه عليه:

-من أنت؟

حاول المقاومة دون جدوى.

-من الذي أرسلك؟

لا رد

سحبه أمامه خارج الزقاق فسقط ضوء المشعل على الجسد المغطى بالرداء، عصر يد المتربص بقوة فأفلت السلاح ووقع أرضا فركله إيروين بعيدا بعدها وضع يده على القناع لإزالته بهدوء لكن المتربص استطاع إفلات نفسه وأخرج سكينا هذه المرة وأسرع نحو الرجل الأشقر الذي راوغ ضرباته بمهارة ثم استطاع إمساكه بإحكام وثبت اليد التي تحمل السكين ثانية.

قال وهو يثبت الشخص من خلف:

-لست بالقوة التي تبدو عليها..

لف ساعده على بطن الخصم لتثبيته أكثر فاتسعت عيناه لدى ملامسة الجسد، انطلقت صيحة أنثوية مكتومة فهمس القائد:

-فتاة؟!

ثم قطب حاجبيه الكثيفين وترك الفتاة التي سقطت أرضا على ركبتيها تسعل ثم أمسكت السكين ثانية وحاولت الوقوف للانقضاض عليه لكن ركلة قوية مفاجئة جاءت في خاصرتها دفعتها لعشرة أمتار بعيدا وتركتها جسدا هامدا يسعل دما من تحت القناع، وكانت تلك الركلة من ليفاي، قال ببرود وهو يتقدم نحو الشخص الذي كان يعاني:

-نااه، إيروين، من كان يتوقع أن القذارة تنتشر حتى في هذا المكان ها؟ يجب أن ننظف هذا!

-ليفاي، تمهل. إنها مجرد فتاة ضعيفة، ليست خطيرة.

-ماذا؟ فتاة؟ تشه!

مشى إيروين نحوها وانحنى جالسا على ركبته وناصبا الأخرى للأعلى:

-كل ما نحتاجه هو معرفة هويتها.

كانت تضع كلتي يديها على بطنها والدم يتسرب من تحت القناع، أمسك إيروين القناع بهدوء وليفاي يقف خلفه شابكا ذراعيه ثم أزاله فظهر وجه المرأة التي تبدو في بداية الثلاثينات وعيناها الخضراوتان محتدتان ومتألمتان ومبللتان بالدموع، اتسعت عينا إيروين وتبدلت ملامحه إلى الدهشة:

-كايت!

-أوي، هل تعرفها؟

تحدثت المرأة بصوت متقطع وعيناها تتحديان القائد:

-إ.. إيروين.. أيها ال.. شيطان..لن أرتاح حتى.. أتأكد من.. من قتلك!!

هدأت ملامح القائد بينما أظهر الكابتن ليفاي اشمئزازه لكن أغمي عليها فورا فحملها إيروين ووقف بملامح عادية

-أوي..

-ليفاي، أحضر طبيبا إلى مكتبي، لا تخبر أحدا من فضلك.

-من هذه القذرة؟

نظر ذو الشعر الأشقر لوجه المرأة الشابة بين يديه وقد انسل شعرها البني الملتف فوق وجهها المتألم:

-كايت واتسون. وهي ليست قذرة، سأخبرك عنها لاحقا، أحضر طبيبا لنعرف أي عضو سحقته يا ليفاي.

-تشه!

《STOHESS WOMAN || امرأة من ستوهيس》Where stories live. Discover now