تَنَفَّسْ حتى يختنق الموت

24 4 1
                                    

مؤلم ، مؤذي ، مخيف .

اقف على تل .

لا يبعدني عن السماء الا خيط رفيع مرسوم برفق في الافق حيث انا الآن .

انا لا اريدها ، انا لا اريد هذه السماء

انا طير ، لا يريد ان يحلق

انا لا احب ان يسمونني طيرا ، ولا الطير صغير ، و لا جيلي .

اردت اسما جديدا عن كل ما يريطني بالماضي

الماضي لن يزول ، لكن البقاء فيه ليس الحل .

تداعب الستائر الشفافة لضوء القمر وجهي .

لمَ عسى القمر ان يفعل ذلك ؟

انا مشوه .

انا قبيح .

انا لا اشبه اي شيء .

حولت بصري للكائن الذي على يساري .

على عكس كياني المتوحش ، هو انسان .

صغير ، بحجم ساعدي (بين الكوع و كف اليد ، نصف ذراع)

يتمسك بالاصبع الاوسط من اصابعي الثلاث الطويلة .

يتمسك بها بشدة اكثر من اي شيء آخر . اكثر مما يتمسك بحياته .

اخشى ان اهبط لمستوى بصره فأحدثه فأخيفه بوجهي

اخشى ان اهبط لمستوى بصره فأحدثه، فلا يخيفه وجهي

انظر لملامحه الطفولية البريئة ، ثم انظر لنفسي فأَعجَب مما وصلت له

اعاود النظر الى وجهه ، صغير البشر الدونيّ عن العقد (اصغر من عشر سنوات ) بينما القمر يسكب ضوءه على ملامحه . أتألم ، حيثما لا يجدر بالمسوخ امثالي ان يصيبهم ، أتألم لأجله بشدة ، كيف لطفل ، ان ينظر للعالم بعينان ميتتان ، و يا ليته كان ضريرا ، لا بد و اني تأخرت في انتشاله من الوجع ، لا بد و ان ما رآه قتل روحه و قيدها في جسده ، تاركا اياها تندبه من الداخل ، ملامح ميته لاكثر كائن يجدر به ان يضج بالحياة

" يكاد القمر ان يكون بدرا ، اعتقد انه قد يكتمل غدا فما رأيك " قلت مخرجا اياه من داخل رأسه

"اعتذر انا لم الاحظ ، اعتقد ذلك " رد علي . كيف له ان لا يلاحظ القرص الوحيد المنير في ليلة دامسة كهذه ، و اعتذاره.. هل أجبر على الاعتذار هكذا دائما ؟

"اذن فيمَ كنت تفكر ؟"

"لم اكن افكر في اي شيء . للحظة ، كنت فارغا تماما ، بدا الهدوء مسالما جدا "

و يبدو ان حدسي خاب . هو لم يكن داخل رأسه ، بل لم يكن اصلا ، حيثما يعتريني شعور الذنب حيال ما اقترفت .قد كان الفتى يشعر بالسلام وافسدت الامر.

ما أزال سارحا فيه ..

يمد يداه لأعلى ، يريدني ان احملَه ..

أَحمِلُه .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 29, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

موتى يتنفسون (تكملة رواية تهويدة ارسطو باسلوب روائي محسن و جديد 🤍)Where stories live. Discover now