بُعده اللاشي

1.2K 23 4
                                    

يحضنه بين أضلعه يكاد يدخله إلى قلبه حباً فيه وخوفاً عليه من عالم كهذا يحمل ليالي شديده ك قوة هطول المطر الآن ..
: حبيبي كم انتظرت هذه اللحظه بشوق لم تعلم ما جعلتني أمر به من بؤس !
قال يدفيه بمعطفه رغم أن الأخر يرتدي واحد إلا أنه يريده وسط أعماقه ..
: حقاً ؟
قال وهو ينظر بأعينه اللامعه و هو رافعاً رأسه المبلل نسبياً إليه
: لاتدري بعد
ابتسم برضى على إجابته ودفن رأسه في منتصف قفصه الصدري ويديه الصغيره عليه يستمع إلى نبضات قلب الآخر .. بدأت مرتفعه بشكل عجيب وكأنها ستنفجر إلى الخارج لكن بعد قليل الضربات تصدر صوت مزعج لا يشبه النبض أبداً .. عقد حاجبيه إنه يشبه صوت إنذار ابتعد عن أذرعه يلتفت يمين ويسار يبحث عن مصدر الصوت .. ظناً منه أنها سياره الإسعاف !
: من أين يصدر هذا الصوت ؟
نظر إليه عندما لم يتمكن من معرفه منبع الصوت ..
: لا أعلم أبحث جيداً
رفع كتفيه دلاله على كلامه ...
اخذ يدور ويركض هنا و هناك يصرخ بأن يتوقف الصخب .
——
شهق بتفاجئ مديراً رأسه .. رمش ينظر إلى منبه هاتفه قام باغلاقه وأخيراً توقف الصخب المزعج .. وفي النهاية هو لم يكن بين أحضان حبيبه وهذه لم تكن رده فعله كل شيء كان من نسج مخيلته .. ربما كثره التفكير فيه جعلت كل خليه في رأسه تنسج هذا الخيال
: ياسر
دخلت أخته عليه غاضبة من قلة إهتمامه بنفسه وتأجيل ذهابه لكشف مابه من عله ..
جنان : أمي تقول أن عليك القيام و الآن إلتمس إليك منذ أسبوع ، أنني أخبرك صحتك مهمه ولهذا حجزت لك موعد بالفعل الساعه الرابعة عصراً .
ياسر : حسناً ، لقد فهمت أنا راحل الآن .
توجه إلى حمامه لفعل عادات إستيقاظه اليومية ..
" حسناً أخته محقه هو لماذا يأخر فحص آفته إن تفاقمت سيندم على هذا ولكنه لا يحس بالندم الآن ؟؟ "  يفكر بينما يمسك وجهه بكلتا كفيه جالس على مقعد المرحاض " كل شيء سيكون بخير " هذا ما تأمله قبل قيامه والأستعداد للباقي .
——
ياسر : أمي أنا ذاهب الآن ..
قال وهو ينظر إلى نيران الفرن
أم ياسر : صباح الخير يابني فلتسرح هيا ..
قالت له مبتسمه رد لها بواحده أكبر واخذ نظره أخيره على أخته كما بالقابل هي كانت تفعل بطرف عينها ، سانده يدها على طاولة المطبخ تساعد أمها بطبخ الفِطار .
——
إنه يجلس على كراسي الإنتظار ملامحه وجهه منقبضه إشاره إلى تقرفه يكره رائحه الدواء و الغذايات وصوت غرس الإبره بالوريد
و صرير الأسره عند سحبها لمكان ما .. يمقت كل شيء يخص هذا المكان المعتم بالأبيض هو يعاني من رهاب المشفى .
فصل رأسه عن أفكاره عندما سمع صوت فتح الباب !
: ياسر ؟؟
ياسر بقي ينظر له كأنه نسى اسمه هو لا يستطيع تصديق عينيه فكيف اذنه ؟
ياسر : نعم
قالها مبتلعاً ريق جوفه .. بينما يتكئ ب يديه لمساندته بالوقوف رجليه تهتز هو لم يستطع .. كل شيءٍ به بدأ بالشعور بالحر وقلبه يرتعد يفرز الكثير من السوائل معرقه مفاصل جسمه .. بعد عناء و كد استطاع النهوض ببطئ .
ياسر : لحظات فقط وأعود هل تسمح لي ؟
الطبيب : ا نعم بالطبع يمكنك .
أوجف حتى وصل لدوره المياه وأخير سقطت دمعته هو لم يراها وهي عالقه في طرف رمشه ؟ أليس كذلك ؟!  قام بغسل وجهه ويتمنى عدم ملاحظته و إن سأله الطبيب سيقول من الآلم ولكن وجع قلبه أقوى ! لما عليه مواجهه هذا القدر دائماً ؟
دلف بعدها ياسر مباشرة إلى العياده .
الطبيب : إذاً ماهي مشكلتك ؟
ياسر : لا أستطيع التنفس بسهوله أو حتى .... حتى
بقي ينظر له الطبيب وهو قاعد على كرسيه معطيه مساحته لإكمال جملته .
: و أعاني من ضيق .
الطبيب : حسناً يمكنك الإستلقاء على الكرسي .
استلقى ياسر ممد رجليه بقي يدُيم النظر في وجهه لم يتغير كثيراً اللحيه حقاً زادته ملاحه أكثر ، انتبه على الممرضه وهي تناول الطبيب معدن أغمض عينيه فور رأيته بيد الطبيب مفكراً هل سيحقنه بإبره أم لا ؟ ولكن ماحاجتها !
: لاتخف فقط سألتقط أشعه لعظمة أنفك .
ياسر فتح عينيه بتمهل بعد سماعه لكلام الطبيب القاصد به طمأنته .
يراقب تحركات يده حتى صدر ضوء من الجهاز مُطلقاً أشعه لداخل جدران أنفه ، تنهد الطبيب عند وضوح الصوره ناظراً إلى مساعدته
الطبيب : Just give me the speculum
ياسر لم يفهم ماقاله أو بالأصح لم يسمع هو منذ إن بصره وهو يحاول إغلاقها ، لكي لاتظهر له لمعه الشوق واللهفه في كل جزء بها .
كان ينظر فقط له لم يستطع إبعاد عينيه عنه لثانيه لقد كان مصعوق لما كان على أخته حجز موعد عند هذا الأسم بالتحديد !!
هو ليس الطبيب لصرف الدواء هو كل ترياقه للجوى .
و ياسر لا يستطيع إنكار هذه الحقيقة .
الطبيب : هل أنت خائف ؟
ياسر قام بإيماءة برأسه هو لا يستطيع النطق بعد يشعر بشيء يمنعه .
ابتسم له الطبيب بصمت ، فقط حينها لاحظ الشيء الأسود الرفيع بنهايته كاميرا ليستطيع اخذ نظره شاملة ، أنه الشيء الذي لا يفترض أن يخاف منه !
تحرك الطبيب يقوم بإدخاله عميقاً مزامنة لرفع ياسر لرأسه
: ممرضه هل يمكنك مساعدتي بتثبيت رأسه ؟
لما لا يقوم هو بمسكه ياسر تذكر عندما يقوم حبيبه بالعبث بشعره و شعّثه له ، يتذكر أن حبيبه كان يُعلمه دائماً بكم هو هائم برائحة شعره و تقريب أنفه في كل مره تسنح له الفرصة ، هو يستغل كل لحظه حتى و ياسر غير مدرك به .
فتح عينيه عند شعوره بيد على رأسه ، يكره أن يُلمس هنا فقط كان حبيبه من لا يزعجه بفعلها .
ولكنه منزعج أكثر الآن هي لا تسند رأسه فقط ، بل أيضاً يد الطبيب ل تساعده في التوسع في أنفه أكثر .
مرت مده منذ آخر مره أحس فيها بذلك الشعور المُحرق .
وبدون قصد منه و لشدة مايشعر به من وجع أو لنقل خوف هو وضع يده على يد الطبيب يضيق عليها ، ينبهه بوحشة فعلته .
الطبيب : هل آلمتك ؟
ما انفك عن الضغط على يده وهو يهز رأسه بالإيجاب .
انتهى الطبيب من عمله ، و ياسر إبتغى الرجوع وعدم الإمساك بيده أو حتى النهوض من السرير في الصباح .
شعر ب بُعد الجميع الطبيب والممرضه ، و النور الساطع بدأ يخف من على جفنيه الرقيقه .
: انتهى
سمع الطبيب ففتح عينيه مره آخرى وكان يزيل قفازيه الطبية .
ياسر : خلُص ؟
الطبيب : نعم لقد انتهينا .
ياسر على يقين أنه يقصد الفحص ، و لكن لما شعر و كانه يتكلم عنهم ؟ أو هذا يرجعه إلى ماضي فقط .
ياسر : إذاً ما المشكلة بي ؟
الطبيب : كما توقعت تعاني من انسداد في الأنف يضيق عليك مجرى التنفس .
ياسر : و كيف سأقوم بمعالجته ؟
الطبيب : العملية هي الطريق الوحيد .
تقلبت ملامح وجه ياسر جراء سماعِه للكلام
الطبيب : لاتخف إنها عمليه بسيطه جداً ، سنزيل من داخل ما يسد المجرى عبر شق بسيط لن تأخذ العمليه أكثر من ساعتين ،
أي شيء أخر ؟
ياسر : لا ، لقد فهمت .
هو خائف ومتردد ولكن هناك مايقلقه أكثر ، ماذا إن لم يستيقظ مجدداً ، ماذا إن كان لايستطيع الهمس لعشيقه بكم هو مُشتاق له ؟ أو حتى الشعور بحضنه لآخر مره ؟ ماذا إن مات بدون كل هذا ! كلها مخاوف تراوده منذ إنفصاله عنه ، هو لا يريد حدوث هذا أبداً .
——
لقد انتهت مُناوبته اليوميه ، هو مازال يفكر بلقائه هذا و القدر كيف له أن يلعب به هكذا ؟ في الحقيقة هو توقع هذه اللحظه لكن ليس بهذه السرعه ، قد تقبل كونه وحيد و بدون حبيبه الصغير !
فلماذا يظهر قبالة وجهه الآن ؟؟  هذا ليس عادلاً و بشده .
و في وسط تفكيره باغته طيفه ، بشعره اللطيف ، و بريق نظراته البريئة .
كيف هو الآن مُفرط بكل مايحمله هذا الشخص من جمال ملائكي ؟
تذكر كيف نهض من مجلسه بعد سماعه لخبر إجراء العميلة بعد ثلاثة أيام  ، هو يعلم ب رهابه من الإبر والمشفى ، لكن ليس باليد حيله .
و استذكر كيف عاد إلى مكتبه واقف ، و الآخر ينظر له قبل التوجه إلى فتح الباب ، ملامحه مبهمه ينظر إلى لوحه اسمه الموضوعه على المكتب قبل أن يهم بخروجه .
" عبدالله الشمري "
——
عبدالله : أمي لقد عُدت .
والدة عبدالله : أهلاً بك ، لتجالسني يابني قليلاً قبل أن تنام .
قالت وهي تخيط بعض من ملابس إبنها الصغير المُمزقه أثر لعبه لكرة القدم .
: كيف حالك و العمل ؟
عبدالله : بخير ، متعب قليلاً لكنني أعتدت ذلك .
والدة عبدالله ندهت على ابنها
: نعم أمي
والدة عبدالله : لم أعد أسمع أخبار صديقك ، ماذا كان اسمه ؟
عبدالله : من ؟
أُلجم عبدالله و تهكُم واضح كان على معالم وجهه ، هو يعرف من هي تقصد بالضبط !
والده عبدالله  : هذا الشاب الصغير ياسر ، ماذا حصل له ؟ أصبحت صامت عن أخباره و لم يعد حاله يطري على لسانك ؟
عبدالله صمت قليلاً : اه امي .. هو بخير
قال و هو يحرك رأسه بتأني كما يحصل بالداخل في تأمله لشبح ياسر .
والدته : إذاً لماذا لم تبقوا كعادتكم دائماً تخرجوا مع بعضكم ؟ 
عبدالله : إنه يعمل بقطاع أخر !
والده عبدالله : و هل هذا سبب يمنعكم من اللقاء ؟
قالت تقهقه بخفه مع إبتسامه صغيره .
عبدالله : لا .
والده عبدالله : المهم و الاهم أنه حصل على وظيفة .
عبدالله : نعم صحيح .
كانت إجاباته مختصره ، ينظر بصمت إلى الأسفل ، فكيف لا و هو يكذب على والدته ؟
ماذا يقول لها أنهم  ليسوا كما قبل و ليس كدح العمل السبب بل الفراق .
استأذن ذاهباً بعد توديع والدته ، أراد البقاء أكثر و لكن و ليس هذا الموضوع قد طُرح .
——
١٠ رجب ١٤٣٤ هـ
٥٤ : ١١ م
ياسر ليس بالأقل حيره الآن ، ليس من إخبار والديه بالعمليه التي يجب عليه إجراءها ، بالطبع والدته ارتعبت و لكنه بعث لها الآمان بقوله
: أمي لا داعي لكل هذا ، جنان من ستكون مرافقة معي .
يضم يديها بين كفيه الصغيره بينما يحثي على ركبتيه ، يقنع والدته بالجلوس وعدم تحميلها ما يفوقها طاقة ، ب رأي فُرض من أخته بالطبع .
و لأن حالته حرجة كُتب له تنويم ، للتأكد فقط أنه لايشكو من علة آخرى .
جنان : نعم أمي ، أنا سأتبرع للبقاء حوله و الإعتناء به طوال فتره مكوثه بالمشفى .
أمه لم يكن لديها خيار آخر ، هي بالفعل متعبه طوال الأسبوع بسبب جيمع تلك المناسبات .
و حالما رضخت أنه للواقع ، هو أراد الوقوف لكن بدأ يستشعر بعض البروده على قميصه ، دم !!
و يدنس جميع ماهو يلبسه ، شعر بالدوار و هو يحاول سد أنفه لكنه سقط من جديد ، لم يقدر على ذلك !
أمه و جنان الآن ليسوا بأقل ذهول ، لقد كان بخير تماماً قبل دقيقة ؟
لا أحد في البيت ينقله للطوارئ ، حتى أبيه الذي أصرت أمه على ذهابه مع ابنه للموعد ، لكن ياسر عارض بأنه كبير بالفعل .
أخته بدأت تحوم و أمه ليس لها إلا حيله البُكاء ، فكرت في فكره غير مُستحْسنه إطلاقاً ، لكن لا خيار آخر ، ستتصل ب أحمد ، قد يكون آخر شخص لكنه الأقرب الآن و هذه هي الطريقة هي السريعه لإنقاذ أخيها .
فتحت له الباب و قد وصل في ثلاث دقائق لأنه يسكن بالجوار ، عندها أبصر بعيناه منظر أقسم أنه قد تعافى منه .
الذكريات لا تتركه أبداً ، إنها تفتري عليه ، تجعله مصدقاً بالتعافي !
هاهي تعيده لتك الحادثة البشعه التي تلاحقه ك الكابوس دائماً ، مُصره أنها ستُشعره بكل ماقد ممكن أن يحسه من سوء .
—-
أحمد : من المسؤول عن خروجه مُهمل رعاف قد يصيبه ؟
عبدلله وبدوره ك طبيب قد إنتهت مناوبته لليوم ، يكتب التقرير على ورقه في مكتب الإستقبال ، مستعداً للخروج .
في تلك اللحظه توقف عن فعلته ليعرف مصدر الصراخ هذا ؟
أدار رأسه إليه لم يكن إلى أحمد ، بل إلى المستند عليه و دمه يلطخ ثوب أحمد !!
بقي ثابت في مكانه ، تجمدت جميع عظامه و توقفت عن الحراك !
عينيه صارت تتخيل أسوأ حدث قد يؤدي إلى جفاف عيناه مفتونة ياسر حبيبه .
آخر نظره له قبل تجمع الممرضين و بعض من الطاقم عليه كان يبادله بعين ذابله ، مغلفه بسواد و ضبابيه مالحه .
——
: حالته حرجه ، يجب أن نقوم بها سريعاً ، لا نستطيع التأخر أكثر  .
: إنه محق ، إذا متى سنقوم بها ؟
كانوا الأطباء يتحدثون عن تقديم وقت العملية ، ينتظرون كلام المستشار الأخير و قد حدد الساعة الحادية عشر صباحاً .
عبدالله صامت يقابلهم بظهره ، لا يريد المشاركة ، ليس و الذي يتحدثون عنه هو حبيبه السابق !
: عبدالله أنت ستكون المسؤول عن تبليغه بالخبر ، و حالته الصحيه إلى أن يخرج .
عبدالله الآن ليس لديه فرصه أمام قرار المستشاري .
——
٢٢ : ٣ ص
قبل دخول عبدالله لتنفيذ عمله بإخلاص كعادته ، سمع صوته و هو يحادث أخته
: هل وصل بعد ؟
جنان : نعم ، إنه تحت بالفعل عند مدخل البوابه .
قاطعهم الطرق على الباب يستسمح بالدخول ، إجابه ياسر آذنه له بالولوج .
عبدالله : إذاً كيف حالك ؟
يستجوبه بينما يقيس له كم مقدار مل يحتاجه من المغذي الذي سبقته الممرضه بوضعه له في وقت سابق .
دقيقتان مرت منذ طرحه لسؤاله و ياسر فقط يتأمل ،
همست أخته ب أسمه لتوقظه من سرحانه .
ياسر : ها .. نعم أنا أحسن حالاً الآن .
عبدالله : إذاً نظراً إلى حالتك و حفاظاً على سلامتك عمليتك ستكون بعد تسع ساعات ، قبيل الظهر .
: أبتعد عن أي روائح حساسه لكي لا تهيج فتحات أنفك التنفسية .
ياسر : لكن كم تستغرق العملية ؟ هل سأبقى فتره طويل بعد إجراءها ؟
عبدالله : لا تخف إنه شق صغير كما شرحت لك سابقاً ، و لتسائلك الآخر سنعرفه بعد العملية بوقت قصير .
أكمل كلامه متمنياً له التوفيق .
وقتها دخل أحمد بباقه من الزهور و بطاقة صغيره غير واضح فحواها ، مع ثلاثة أكواب من القهوه السوداء كما يُعجب ياسر ، هو في الواقع من طلب منه ذلك ، لكن الورد كانت مفاجأه .
و لكن ريحه الورد فاحت في كل أنحاء الغرفة ، مستثيره إستغراب عبدالله .
أحمد : هذه لك ياحبيبي ، لعلها تهدئك و ....
عبدالله : أظن أنه ممنوع منها !
أحمد : القهوه ؟ و لكن ما علاقة ...
عبدالله : بل الزهور ، سوف يتحسس منها و ربما تسوء حالته .
قاطعه عبدالله للمرة الثانيه !
" لماذا هو جدي بالشأن هذا ! يمكنه الطلب مني بعدم شمها ، أم أنه يأخذ الأمر على منحنى آخر ؟ "
هذا ماكان يفكر به ياسر .
أحمد : لقد جلبت هديه له ، تعبيراً عن وجودي بجانبه ! لما عليك التدويّ هكذا ؟ هل لأنك لا تعرف قيمة الهديه بما أنك لا تهُدي أصلاً ؟
و كأن أحمد يذكره بتعامله سابقاً مع عشقيه ، و لأن أحمد كان أقرب ابن عم لياسر هو كان على علم بمدى حبهم ، سأل أحمد ياسر ذات مره " أنا أم عبدالله ؟ "
رد ياسر بدون تردد و ضياع وقت " لا تفكر مره آخرى أن تقارن ما أراه الآن به " و قلب وجهه إلى منظر الأشجار و إضاءة الطريق ،  هو يبتسم بخفه بينما بعض على إبهام يده المتكئة على النافذه ، و ذلك لم يخفى على أحمد و نتيجة لعدم تركيزه بالسواقه ؛ اصطدم بأحد السيارات
مسبباً ارتداده إلى يمين الباب و إصابته بجروح بسيطه ، عكس ما تسبب به لياسر من قفز إلى الأمام و إرتطم بالزجاج على أنفه بالتحديد ، مضيقاً له تنفسه .
قد أُخذ نفسه الوحيد من حياته وروحه التي يرى بها الكون ! إداً لما كان على أحمد السؤال من الأساس !! -
جنان توترت من الجو المشحون و كأن الكهرباء تُحيط بهم ،
قالت و هي تشاهد نظراتهما لبعض
: شكل القهوه يعكس قابليتها اللذيذه ! أحمد مارأيك بالمباشرة ؟ بعدها علينا جعله قليلاً يرتاح ؟ قالت تُشير لياسر
: شكراً أيها الطبيب سأكلمك حالما احتاج ياسر شيئاً .
و ياسر كل مايجول بباله كيف عرف عبدالله ؟
توجه أحمد إلى الجهه الآخرى من السرير حيث وقوف عبدالله لكن ليس لوقت طويل ، هو الآخر خرج على وقع جلوس أحمد بجانب ياسر يعطي إياه الورود الحمراء بينما يمسك يده .
——
ياسر يملك حسابه على تطبيق الإنستغرام ، منذ أيام يراوده لكن متردد جداً من المبادرة ، يخاف من رده فعله أن لا تكون كما يترجي ! يخاف الجفاء و البرود .
تبقى ست ساعات على موعد العملية ، نظر إلى جانب أخته التي تُزين السرير المُخصص للمرافق هو يدرك عدم راحتها فيه و تعبها معه عندما يوقظها حين يشتد آلمه في منتصف الليل .
جنان : أنهم قادمون ، احترس
ضحكت قاصده مجموعه من الأطباء و الممرضه هي تعلم كم يغيظه ما خلف قدومهم الذي لا شيء سوى طعنه بالإبره .
تجمعوا حوله من كل الجهات ، مستعدين ل إعطائه المغذي الرابع لليوم !
ياسر لا مشكلة لديه و لكن عندما يسحبها من وريده و يغرسها بالمغذي عينه ! هذا مُقيت !!
الطبيب ١ : لماذا ترجف بهذا الشكل ؟ هل أنت خائف ؟
قال وهو يبتسم لشكل ياسر الهلع مغمض العينيين .
رد عليه
: لست خائف ، لكن الجو بارد و هذه أول مره لي .
الطبيب ٢ : كم عمرك ؟
ياسر : عشرون .
تكلم راداً
: اوه لم أكن أتوقع أننا نتعامل مع طفل .
و قام يقهقه مع الأول على كلامهم .
ياسر ود او رد لكنه الآن تحت إشراف أيديهم .
كل هذا و عبدالله ينتظر إمتلاء المغذي ليكتب تقريره و يسلمه للمستشار ثم يعود لمنزله .
يريد الإجابة ب أكثر من هذا لكن رد ياسر قد يكفي ، هو لم يكن ليسكت ! لأنه و ببساطه يكره ملاطفه الطبيب بما قد يُثير إستياء المريض ، خاصة و هو مقبل على مواجهه عمليه جراحية .
——
٣٤ : ٦ ص
خرج من المشفى بعد تسليم تقريره الطبي عن حالات اليوم ، هو انتهى الآن و عليه العوده للبيت .
يفكر بينما يقود سيارته و عليه أنه ينام بعد يوم كهذا ، عندما يفكر بالأمر لا يستطيع التحديد ، هل يعتبره يوم مُكتظّ بالأحداث ؟ أم هو حقاً لا يعير إهتمامه لشيء و يراه يوم باهت ؟
" سأخذ غفوه بسيطه ساعتين كحد أقصى ، إنها السادسه صباحاً سأفيق على تمام الساعه الثامنة "
إقترب موعد العملية و عليه أن يكون واعي و ثابت .
إذاً لماذا قد مرت ساعه على كلامه هذا و هو حتى جفن عيناه لم يُغلقه !
تباً ، هو لا يريد فشل العملية و لا يريد أيضاً رؤيته مغطى بالدماء ، هو سيكون خلف الغطاء الأبيض بالطبع ، لكن فكرة أن تنزلق عينه على الآخر و يستوعب من هو تعيقه من الإستمرار .
ليست أول مره يُخيط الجراح ! الأخطاء لا دخل لها و لسيت متعلقه بالجراح ، لكن بالجريح مُعلقه .
——
" كيف حالك أتمنى أنك بخير أردت تمني عيد ميلاد سعيداً لك معيوفي أنا حقاً أهيمُ غراماً عندما تدعيني ب ياسو أنا أكتشفت حقاً مع الأيام أنه لا يمكنني العيش بدونك قلت لمرآتي هذا هو القدر لقد إنفصلتوا علي المقاومه لكن لم أُفلِح اشتياقي لك فاق جميع توقعاتي سأكذب إن قلت أنني لم أفكر بالمجيء لك ! أنا أعلم بكبر اللهفه بداخلي لك و حنيني إليك لذا ها أنا ذا مُذعن لك بأني لا أقدر على تخطيك و تخطي كل شيء متعلق بك لأنه في حياتي هذه الكل يذكرني بشيء فيك لأنك ربما تستحلني و أفكاري وحتى منامي ؟  القرار لك أنا جئت لك بنيه استرجاع مافاتنا من حياه بدون بعضنا إنها حتى لا تسمى حياه أصلاً ؟ بالنسبه لي لا لكن ماذا عنك ؟ أنا سأرضى ب قرارك مهما كان سامحني حتى و لو لم أكن المخطئ ترددت كثيراً قبل الكتابه لكن أُجبرت بما أنهم قدموها ! و أنا لا أريد الموت قبل مصارحتك إلى اللقاء الآن  "
و كان السطر الأخير كل ما يظهر من خارج الرساله ، اللعنه ! إنها الساعه الثامنه و الرُبع .
عبدالله لا يحتاج إلى معرفه من ؟ لماذا تمت بدونه ؟ لماذا لم يكن هناك معه ؟ ماذا إن كانت تلك المره الأخيره التي يراه فيها ؟
تفقد أيضاً رسائل تطبيق الواتساب منذ أنه مغلق إشعاراته ،  اعلموه بعد رجوعه بوقت كافي أن العمليه ستُجرى الآن لحالته الطبيه و أنهم مكتفون ب عدد الطاقم !
إنه في حاله صدمه عليه الذهاب و الآن دخل سريعاً الحمام و ارتدى الزي الخاص بالأطباء على عجله ، بدأ يحوم حول الغرفه كأنه نسي شيئاً مهما ، يده على جهته و يتنفس الصعداء .
——
وصل إلى المشفى ورأى فريقه فاستفسرهم عنه !
: العملية نجحت ، هو بخير .
هذا كل ما قاله المستشاري وعبدالله بالطبع ليس لديه الوقت للمجادله حول إكتفائهم بدون .
——
هو بخير و يتنفس الآن و لكنه كان يآن طوال الوقت عبدالله بالطبع ذهب ليسكن و يثبت و يستقر على روحه ، خلُص من مناقشته هو و الآخرين رغم أن ياسر لا يعي ما حوله ، البنج مازال تأثيره موجود .
——
أمه و أخته جنان حواليه قد زارت عائلته من قبل حينما أفاق من بنجه ، أخته أرادت إغاظته قليلاً لذا تحدثت عند أذنه بخفه .
جنان : هل تعلم من كنت تصيح ب أسمه تحت تأثير البنج ؟
ياسر : من ؟
جنان تهمهم تدّعي التفكير
: حسناً أمي كنت تصيح بها و أيضاً ...
حطت يدها على ذقنها تتلاعب به ، و ياسر بنفاذ صرخ يريدوها أن تعترف بدون كذب أو حتى لتضايقه فقط .
أمه التفت بعدما كانت تمسح على يده
: مابك هل أزعجتك جنان ؟ كم مره قلت لك دعيه يرتاح أن رأيتك مره ثانيه تكدرين خاطره سأطردك أقسم .
ياسر رأى أمه لأول مره عاملها هكذا و لكنه يريد معرفه من كان الذي يهلوس ب اسمه !
ياسر : أمي أنا بخير كنا نتحدث فقط .
ياسر و رغم رغبته الشديدة برؤيته أخته تُوبخ هكذا من قبل أمه إلا أنه كان ميت للجواب .
نظرا لبعضهما ، و جنان فهمته ف اقتربت مره أخرى ب هجْس في أذنيه
: عبدالله قلت أنك تريد عبدالله و هو قد سمعك لأنه كان يتأكد من عدم احتياجك للبقاء هنا أكثر .
ياسر تنهد بصوت مسموع
: هذا مُحرج للغاية .
قال و هو يغطي بذراعه الأكثر خفه عينيه .
جنان : أعلم ، لكن الرائع انك ستخرج غداً .
——
١١ رجب
٠٠ : ٦ م
: أمي سأخرج قليلاً لتنقية هوائي .
والدته : حسناً ، لكن انتبه و أي ضيق قد تحسه لا تتأخر بالرجوع هُنا ، الدكتور عبدالله قال أي شيء سيُدهور حالتك .
ياسر : ولكن أين قابلتيه ؟
والدة ياسر : لم أقابله ، تكلمت معه على الهاتف .
حذرته أمه على نفسه بما أن الجو يُنذر بهطول الماء و جنان اقترحت عليه .
: أنا و أنت نتمشى قليلاً ماذا قلت ؟
ياسر : لا داعي أريد التجول بحالي .
و خرج .
——
: كنت أعلم إن لم تجذبني رائحتك ، كنت سأركض لك بقدمي .
يحدثه بينما ينظر لظهره الكبير و هو مازال بلبس المشفى فوقه جاكيت خفيف بسبب تحسسه من جو ما فات ، مازالت الأسلاك في داخل و حوالي أنابيب أنفه تعوده عليها .
إلتفت إليه بعدما سمع حديثه هو سمع تنفسه من قبل في الواقع .
: كيف حالك ؟
ياسر : بخير ، بالطبع بأفضل حال أنت أمام عيني الآن .
عبدالله سار إليه بجسده و رأى أنه مكتف اليدين .
: هذا جيد ، ستخرج قريباً أنت حقاً قوي .
ياسر : تذكرت أن هناك من يُسعدني ، لكن لا أعلم هل هو سيقبل لعيش هذه السعاده معي ؟
عبدالله : ما كنت لأسمح لفرصه ثمنيه بالزوال من يدّي هكذا .
ياسر : أنا لا أحتمل أكثر ..
تكلم ودموعه على وشك انهمارها ، رفع أطراف أصابع قدمه ليتناسق مع طوله و أنامه يده ليحاوط عُنق عشيقه و جنته على هذه الأرض كما يسميه .
ياسر : احضني
و بالطبع بادله بكل سرور و صدر تنفسه يهبط و يطول .
أستشعر قطرات ماء لكن نسي شعورها كيف لا ؟ و هو بين أحضان حبيبه .
ياسر : هل اعتبر هذه موافقه ؟
عبدالله : فقط مرور الوقت سيُعلمك بذلك ، لكن الآن علي إعلامك بالدخول !
ضحك ياسر هو فهِم مقصده المطر سيشتد بعد قليل الدقائق و عليهم الرجوع الآن داخل المركز .
هو لن يهتم ، ياسر لا شيء أهم عنده من الذي يضمه لذلك قفز بخفه و طار كالريش على جسده ، يدخله عبدالله إلى أعماقه مع حمايته بالبالطو من القطرات الرقيقه ، تماماً كما حلِم .

        ____________________________
البدء : ٣ محرم  ٤٢ : ٩ ص
الإنتهاء : ٦ محرم ١٤ : ٣ ص
٣٤٣٥ كلمة .

و ماذا بعد ؟ Where stories live. Discover now