40 | كشف الحقائق

17.9K 919 439
                                    

...
...
...







قمة الخذلان ان تُعلم شخصا ما اول دروس الوفاء، ويلقيك في أقسى دروس الغدر.. ان توفيه كل حقوق العشق ويسلبك كل حقوقك الإنسانيه... تدور حول نفسك في حلقة مفرغة مبهمة تبحث عن الأسباب والمسببات، قمة الخذلان ان تهب الثقه فتضيع... ان تنشد في ظل أحدهم الأمان فيسلب منك الأمان والاستقرار... ففي النهايه الحب يتحمل الموت والبعد أكثر مما يتحمل الشك والغدر... والخيانة...

صدى بداخله يؤنبه... شيء يسمى بالضمير يحرقه... استعد لمواجهة العالم.. ولم يستطع مواجهتها بعد كلامها... وكأن ملايين الصواعق قد حلت على راسه... لم يستطع ان يخفي صدمته ولا تشنج فكه ولا اشتداد لون عينيه... ولم يخفى عنه أيضا احمرار خديها.. لمعان عسليتاها... ولا يدها الموضوعة على بطنها... وكانها تعلن عن مدى مصداقية قولها...

"لقد حاولت حماية طفلنا... انا حامل اللعنة"

لم تكن ولن تكون جملة عادية بالنسبه إليه... خفقان قلبه وثقل انفاسه يدل على هذا... حينها وفي تلك اللحظة أدرك انها هزمته مع القدر.... لم يقف القدر ابدا مع جون طيلة حياته.. ظن ان مارفل ستكون بطاقته الرابحة.. حظه... حياته وأغلى ما يملك جزء منه لم ينكر فرحته انه وفى بوعده... وعده ان ينجبا طفلا اخر يعوضان خسارتهما... وجزء منه شعر بالخيانة...

أراد وكم تمنى فقط لو أخبرته قبل حدوث كل هذا... ولكنها خططت ونجحت في خداعه... في حين انه لم يستطع احد لعب لعبة ضده أو خلف ظهره، في حين انه توقع غدر الجميع به حتى اقرب الناس اليه... سواها.... توقع الجميع غيرها... وهنا فقط شعر جون انه خسر حربا هلاكه قلبه.. عقله.. وحتى روحه... خسر حربا.. وخرج منها خال الوفاض... لما؟كيف؟ومتى؟... لم يستطع الاجابه عن هذه الأسئلة... فكر في لحظات صمته بتلك الأيام التي قضتها بدونه وكيف استطاعت ذلك..ربط كل الخيوط مع بعضها البعض... وادرك انه زوج فاشل... عاشق مجنون... وافشل من ان يكون ابا وقدوة لطفل لم يخلق بعد...

ابتعد خطوتين والتفت الى البحر... بنفس الملامح الجامدة المظلمة... ظل يتأمل عتمة الليل وانعكاس القمر على مياه البحر المالحة.. أرادت هي وبشدة ان تعانقه ان تشتم رائحته المخدرة ولكنه أوقفها قبل أن تتحرك حتى بكلامه :

"لم أفلح بحماية ليون... لذلك اتخذتي جانبا يوفر الحماية أكثر مني... فقط كي تحمين طفلي الثاني... بأي حق!!.."

ومرة أخرى اطلق سهما اصاب قلبها في المنتصف....

" الأمر لم يكن ابدا كذلك... كنت خائفة منك وعليك في ان واحد... خفت من ان تغضب لو علمت اني اريد الانسحاب من كل هذا... عملك... ما انت عليه... وخفت عليك من أعدائك الذين لا يكفون على نبش قبر لك كي يضعوك بداخله... "

" الانسحاب إذا..ما انا عليه...مهووس عاشق ادمنكِ لثلاث سنوات.. هذه تفكيرك بي إذا... لم اتوقع أقل من هذا... اعترف ان خطتك قد نجحت... زورتِ موتكِ في الخفاء... واكدّتِ موتكِ داخل قلبي مارفل..."

إعجوبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن