part 25

66 9 18
                                    

.
.
.
.
── ✦ ─ ◈ ─ ✦ ──

على احدى اسَطح البِنايات المَهجورة ومُتشققة لشِدة قُدمها كان ذلك الشَاب ذا السَابعة عشَر عاماً جالسَاً فوق السيِاج المَعدني بإتزان تام غير مُبالي بالهُوة التي تَحت قَدميه و تُلوح له ، خُصلات شَعره الأسَود قد داعبتها نسَمات الخريف الخفيفة بينَما اعينه ذات زُرقة البَحر اخَذت تَتأمل مَنظر قرص الشَمس وهو يودع افق السَماء ناشراً تلك الخيوط البُرتقالية باهتة الحَرارة في الارجاء

كان يُدندن بِنبرة غنَائية مُنخفضة لإغنُية هو حتى لا يَعرف اسِمها فقط إراد ان يُسلي ذاته الضَجرة ولو قليلاً

"- الن تَنزل ؟ ، لا يَبدو ذلك آمَاناً -"

همهم المَعني بنَظرة إستِفهامية ناظراً لذاك الذي يَصغره عمُراً ليجيب عليه

«ليستْ أول مَرة لي ،
تَعال واصعد اعَدك لن أُسُقطك »

تَحدث الشَاب بمَرح مُوجهاً كلامه نَحو الفتى ذا الشَعر الأبيض الثلجي و العينان الرمَاديتين فقد كان في الجَانب الاخر يُمسك فُتحات السِياج بكلتا يَديه الصَغيرتين بينَما يُحدق في الإرتِفاع ببَعض الإرتياب الذي ظَهر على مَعالمه السَاكنة

« لا ..شُكراً ، على يَدك ساسَقط مؤكد »

نَبس ڤاي بذلك الرفَض تَزامناً مع جلوسه على الارضَية الإسِمنتية ليُسند ظهَره على السِياج ثُم اخذ كتَابه وشرع في قرأئت ما خُط عليه فقد وجَد مكاناً لا باس به في نَظره ، قهقه الأكبر بِخفوت ثُم ارجع جذعه للخَلف ليُصبح مُعلقاً راساً على عِقب بينَما يُثبت نفَسه بسَاقيه على الطَرف مانعاً السَقوط

« عجباً انت حَذر لدَرجة ممُلة »

« لدي خمس سَنوات علي ان اعَيشها دون كسُور و...»

تَوقف المُتحدث تِلقائياً عن إكمَال جُملته عِندما أدرك
ما قَاله فالتَفت بِحذر وآسف لذاك المُعلق مُستعداً للإلقَاء اعتَذاره

«همم؟ ، لمَا صمَت ؟ »

إلا أن ذا العَينين الزرقاوتين قابله بإبتِسامة مُطمئنة بسيطة جعلته يَتعجب للحَظة

« بَربك لا تَقل انك ظننَتني سَانجرح ،
لست هشَاً يا فتَى »

«.....»

زفر الأصَغر بقلة حيلة ثُم عاد لتَصفح صَفحات كتَابه مُتناسياً ما جرى ، لا حَاجة أن يَكون مُراعياً جداً كل مَرة ويَشعر بالسوء خصوصاً مع إريان والا سَيبدو بمَظهر من يُشفق عليه

 الزّنبَقَ الفِضيَ || Silver tulips "قيد التعديل"Where stories live. Discover now