تَحَوُّل وَ قَتْل

617 44 143
                                    

سَوَادٌ قَدْ احْتَلَّ السَّمَاءَ ، وَ نُجُومٌ مُشِعَّة بِضَوءٍ مُعْطِيًا مَنْظَرًا سَاحِرًا وَ مُريحًا لِلْنَظَر ، أَصْوَاتُ الْمَظَلاتِ الْخَضْرَاء وَ هِيَ تَتَرَاقَصُ مَعَ نَسِيمٍ رَقِيق ، الْهُدُوءُ هُوَ الْمُسَيْطِر ، لَمْ يَدُم هَذا الهُدوء بِسَبَبِ صَوْتٍ قَاطَعَهُ ، إِنَّهُ صَوْتُ أَوْراقِ الْأَشْجَارِ وَ هِيَ تُدْهَس بِسَبَبِ شَخْصٍ مَا ، ذَكَرٍ أَو أُنْثَى؟ لَن أُخْبِرَكُم حَالِيًا ( ما راح اقول اذا ذكر او انثى عشان بدي توقعاتكم، وَ طبعًا راح اسرد عنه بصيغة ذكر ) ، خَرَجَ هَذا الشَّخص لِلْبَحْثِ عَن غَرَضٍ يَخُصُّه وَ قَد أَضَاعه فِي مَا سَبَق ، لِتَظْهَر أَمَامه كُتْلَةٌ مِنَ الْفِرَاءِ الرَّمَادي ، إِنَّهُ ذِئْبٌ ضَخْمٌ ! ، يَبْدوا مُخيفًا حَدَّ الْمَوتِ بِعيُونِه الْحَادَّة التَّي تَملِكُ لَوْنًا دَمَوِيًّا ، وَ الْجُرحِ الذَّي يَستوطِنُ يُمْنَاها ، وَ لُعَابه الذَّي يَسُيل وَ تَنَفُّسُه الثَّقِيل ، نَعَم لَقَد وَجَدَ فَرِيسَتِه ، أمَا بالنِّسبَةِ لِذَاكَ الشَّخْص فَهُوَ قَد اسْتَلطَفَ ذَلك الذِّئب ، يَبْدو أَنّه لَا يُدْرِكْ بِكَونه مُفْتَرِسًا ، فَذِئاب غَابَتِهِم لَيـست بِمُفْتَرِسَة كَثِيرًا ، فَقَط تُصـبِح مُفْتَرِسة حِيْنَمَا يُؤذِيهَا أَحَدُهُم ، هِيَ مُسَالِمَة لِلْغاية ، أَمَّا عَن هَذَا فَيَبدوا أَنَّه مُسْتَذئب رُبَمَا؟ .
اقْتَرَبَ يَمُدُّ يَدَه نَاوِيًا الْمَسْدَ عَلَى فَرْوِه فَهُوَ يُحِب الذِّئاب، لَكِنَّه انْقَضَّ عَلى يَدِه مُسَبِّبًا أَلَم الْآخَر ( تذكير: ذكر او انثى ما راح اقول عشان بدي توقعاتكم ، اعتقد مع البارتات رح تعرفوا) ، حَاوَلَ ابْعَاده بِلُطْف لَكِنَّه يأبى الْابْتِعاد ، لِيَتَنَهَّد رَاكِلًا الذِّئْبَ عَلَى مَعِدَتِه مُسَبّبًا هَرَبَه لِيُكْمِل هُوَ بحْثَه.

دَقَائِق مَرَّت لِتُصبِحَ 12:00 ، إِنَّه مُنْتَصَف اللَّيل وَ هُوَ فِي مَكَانٍ مَكْشوفٍ لِلْقَمَر ( مكشوف لي و لكم 👁👄👁) ! هَذَا يَعْنِي شَيْئًا وَاحِدًا.........
وَقَعَ عَلى رُكْبَتَيهِ وَ يَديه تَشُدُّ الْعُشْبَ بَيـنَما يَئنُ مُتَأَلِّمًا ، وَ هَا هُوَ الْفَروُ الْأَبْيَض بَدَأَ يَنمو فِي جَسَدِ هَذا الشَّخص ( او الشخصة 🤓) ، وَ أَنيابه كَذَلك ، وَ عَيْنَاهُ تَزدادُ حِدَّة ، أُذُنَيه اسْتُبْدِلَت بِأُخرى فِي أَعْلَى رَأسِه ، جَسَدُه ازْدَادَ ضخْمًا بَيْنَمَا غَرائِزُه اشْتَعَلَت بِدَاخِلِه ، هَذَا يَعني أَنه يُريدُ الطَّعام إِنَّه جَائِع ، يُحِب الذِّئاب وَ هَا هو أَصبح مُسْتَذئِبًا.
وَقَفَ مُطْلِقًا فِي هَـذِه الْمُنَاسَبَةِ الْمُخِيفَة عوَاءً يَقْشَعِر لَهُ الْأَبْدان .

وَ بالْفِعْل اسْتَيقَظَت تِلْكَ الْفَتَاة عَلَى صَوته مَفْزوعَةً ، إِنّها لِيسا الْمُلَقبة بِذات الرِّداءِ الْأَحْمَر ، وَقَفَت مُتَّجِهَةً لِنَافِذَةِ غُرْفَتِهَا تَنْظُر لِمَصْدَر الصَّوت أَي الْغابَة ، ثَوَانٍ لِيْطْلِقَ عُواءً مِن جَدِيد جَاعِلًا الطُّيور تُهَاجِر عُشّهَا بِفَزَع ، كَمَا الْحَال مَعَهَا فَقَد هَجَرَت غُرْفَتَها مُقْتَحِمَةً غُرفَةَ أخْتِهَا الْكُبرى جِيني ( انا بنص الليل:)، حَسَنًا ، لِيسا تَخشى الْمُستَذئِبين فَهِي دَائِمًا تَقرَأ عَنْهُم وَ عن مَصَاصي الدّماء وَ الأشباح وَ مُشْتَقاتهم ، تُصَدق وُجودَهم وَ بِشِدّة ، هَذَا طَبيعي بالنِّسبة لِفَتاة بالسَّادِسة عَشْرَ مِن عُمرِهَا .

RED RIDING HOOD🧣/ LISKOOK  مُكتملةWhere stories live. Discover now