«البيئة من أهم المؤثّرات على الفكر الإنساني، فمنذ خُلِقَ الإنسان وهو يتعامل مع بيئته بالشكل الذي يُلّبي حاجاته، فهي المحيط الذي يتأثّر به الفنّان وبالتالي ينعكس على نتاجه الفنّي، فالإنسان يتفاعل مع ما يُحيط به ويتكيّف حتّى يضمن الانسجام لنفسه فمصيره مُرتبط بهذا التبادل الذي يتم بينه وبين البيئة.»
مُصمّم الجرافيك فنّان تطبيقي: أيّ يستخدم رؤيته الفنّية في التعبير من أجل إيصال رسالة أو ترويج لسلعة.
وبالتأكيد البيئة لها دور في هذا، حيث أن المُصمّم يعيش في قالب مجتمعي مليء بالآراء المختلفة والتيّارات الفكرية والثقافات المتعدّدة، وهذا ينعكس كُلّيًا في تصاميمه أو الفن الذي يُقدّمه.
فالفنّانة السودانية (كمالا إسحاق) تقول:
«البيئة التي تربيّتُ فيها والأسرة الكبيرة والأجواء والمُمارسات الموجودة عند النساء في البيوت مثل التطريز والروايات والأساطير التي كانت ترويها.» الحبوبات « الجدّات لنا، لا سيما مُمارسة الزار وهو نوع من التقمّص، شكّلَ هويتي الفنّية، وذلك لأنّنا عشنا طفولة فيها الكثير من القصص ومخزون من المعرفة والتجارب لتكوّن العالم الفني الخاص بي.»
ويقول النحّات (عبده سليم): «لو انتقلنا إلى الفنّان في البيئة المدنية، فنجد أن الإيقاع في المدينة سريع يوازي صخبها فيتأثّر الفنّان بالسُرعة والتشتّت والأعمال الوافدة مِمّا يُعطي انطباعًا عن البيئة التي يُعايشها.»
الأمر غير مُقتصر على البيئة الخارجية، فلدينا بيئة اجتماعية متنوّعة يستسقى منها الإلهام، فنرى الكثير مِمَّن يتأثّر بأسلوب مُصمّمٍ ما، أو فنّان أو مُخرج وغيرهم.
فمثلًا المُصمّم (ديفيد كارسون) سُمّيَ بـ(عرّاب الغرنج) و (Grunge) هو أسلوب من أساليب التصميم، يُعَد حديثًا مقارنةً بغيره، لهُ شُهرة وسُمعة وقاعدة مُحبّين كبيرة، يعتمد على دمج الصور والخامات بحيث تبدو الصور قديمة وغير مُنسّقة.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وكما يتأثّر المُصمّم بالبيئة الطبيعية والاجتماعية يتأثّر بالظروف المحيطة كالتيّارات الثقافية، العادات والتقاليد، الأفكار الليبرالية، الحركات السياسة، انتقاد الظواهر الاجتماعية والقرارات الحكومية.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كما أن الإنسان ليس مستقبِلًا، بل معطيًّا كذلك، فهناك الكثير من الفنّانين الذين يُساهمون في تغيير آراء الناس و تفكيرهم، ويصل الأمر إلى جعل هذا الرسم أو التصميم رمزًا لهذه القضية.
وختامًا؛ التجاذب بين البيئة والمُصمّم يولد منه فنٌّ أصيل متماشيًّا مع الهويّة الوطنية ومضيفًا لها في أحيانٍ أخرى.
