دِينترِي || YM

-١- زَنبقُ الوَادي

‏Enjoy

****************

- حَدَثّ في مملكة نيبون عام ١٦٠٩ م-

.

تلوث أثار الفحم الأسود أجزاءً من وجهه و يديه كذلك و يضع ما لديه من تركيزٍ على القطعة الحديدية بين كفيه

داخل سفينةٍ عملاقة متهالكة ترسوا بجانب الميناء تنهكه الاعمال الشاقة و التي فُرضت عليه و على من يشاركونه طبقته الاجتماعية

يُخفي خصلات شعره أسفل قبعةٍ من القش و قماش قميصه و الذي من المفترض أن يكون عسلياً تحول الى اللون الأسود

تلتقط أذنيه أحاديث من يشاركونه العمل من كبار السن الى صِغارهم

كان محور الكلام هو عودة جيوش مملكتهم خاسرين من حرب استمرت لأشهرٍ عدة و أن أحد قادة جيشهم قد هُزِم بِفعل أيدي متمردين من داخل صفوفهم

الجميع يتنبأ بالقادم الأسوأ و لم تخرج كلمة متفائلة من فم أحدٍ فابتسم جيمين اثر تلك الاحاديث التي تطال اذنه منذ ولادته لكنه لم يكترث كثيراً، بل تابع عمله بصمت

لم يكن لُيلقي باللوم عليهم فالمحيط و الأيام التي يعيشها ذوي الطبقة الفقيرة تبعث بالقرف والملل و الكثير من الأفكار السلبية

ولا شيء يبشر بخيرٍ قادم

و مع وجود ملكٍ لا يأبه بحال شعبه و النظام الطبقي الذي يحتل البلاد تتوضح معالم الخطر المتربص بهم

"حين يخرج الملك لإلقاء خطبته ستسمع بالتأكيد جملة أن دينتري البعيدة مازلت مِلكٌ لنا و ثقافتنا العظيمة ستزرع جذورها هناك و هذا ما نُعِده انتصاراً عظيماً"

"أنت تحسن تقليده جيمين"

قلب جيمين عيناه و أكمل حديثه ساخراً

"تفوه بالأمر ذاته حين احتللنا جزءاً بسيطاً من مملكة تشو"

ضحك المتواجدين إثر تقليد جيمين لملكهم والسخرية منه و أحدهم قام بالتربيت على قبعته لتقع أرضاً و يظهر من أسفلها خصلات شعره الطويلة و التي تصل الى أسفل كتفه

" ألن تقصه جيمين, يستحيل تصديق أنك فتاً حين تدير لنا ظهرك "

قال أحدهم ليبتسم جيمين و ينفي بينما يعيد جمع شعره و يخفيه أسفل قبعته مجدداً

" إنه بمثابة عدد الأيام التي قضيتها أنتظر عودته, لذا حين أقصه يعني أنني قطعت الأمل تماماً"