أول يوم في الجامعة، و أول يوم في حياة جديدة و مختلفة تماماً عن الحياة التي كانت تعيشها بطلتنا في ذلك البيت المتزمت الذي لا يُسمح فيه بالخروج مع الأصدقاء، ولا يسمح فيه بإستخدام الهاتف إلا للضرورة، ذلك البيت الذي لطالما أرادت بطلتنا الهروب منه و التعرف على العالم الخارجي، و ها قد أتت لها الفرصة في أول يوم في الجامعة
...
أستيقظت سراب قبل الفجر لتصلي قيام الليل كعادتها منذ الطفولة ثم جلست لتذكر الله قليلاً إلا أن يُؤذن الفجر لتصليه، ثم قامت بأخد حمام دافئ ليُهدئ من برودة جسدها في الشتاء، فنحن في بداية شهر أكتوبر
أنتهت سراب من حمامها لتذهب لتسرح شعرها على شكل كعكة لتتناسب تحت الخمار الذي لطالما اعتادت على ارتدائه منذ الصف الأول الثانوي، فقد كانت ترتدي الحجاب العادي من قبل، ثم ذهبت لتناول الفطور و كوب الشاي الذي لا تستطيع التخلي عنه كل صباح لتذهب في الأخير لأرتداء ملابسها و تجهيز حقيبة لتحمل بها مستلزمات الجامعة
...
الساعة 7:45 صباحاً، وصلت سراب إلى الجامعة بعد أن قام والدها بإيصالها، لتقف أمام باب الجامعة و هي تنظر إلى كليه العلوم و بداخلها خوف و قلق من الذي ستواجهه في الداخل، فمنذ الصغر و هي لا تعرف سوى نفس صديقاتها و لا تأخد دروسها إلا في المنزل و لم تذهب إلى مدرسة مختلفة منذ الحضانة ولا تعلم كيف ستواجه حياتها الجديدة في الجامعة
أنتهت محاضرات سراب في يومها الأول لتذهب إلى الكافتيريا للحصول على بعض الطعام لتجد فتاة تأتي للجلوس بجانبها و هي تمد يدها للمصافحة بأبتسامة و تقول "اهلا، انا أسيل" نظرت سراب إلى يدها الممتدة لتقوم بمصافحتها بإبتسامة مماثلة لتقول "و انا سراب"
-سراب هو احنا ممكن نبقى صحاب، انا عارفة انك متعرفنيش و متعرفيش حد هنا و شكلك معندكيش صحاب و كان نفسي اننا نبقى صحاب الصراحة
قالت سراب بأبتسامة لطيفة "اه ممكن نبقى صحاب طبعا"
- شكراً يا سراب بجد، اصل انا بحاول اكوُّن صحاب هنا و لما لقيتك قاعدة لوحدك حسيت اننا ممكن نبقى صحاب
- و انا كمان بصراحة كان نفسي اكوُّن صحاب بس مش عارفة عشان لسه معرفش حد هنا و مش متعودة على المكان
- خلاص بصي، بعد كده انا و انت هنبقى صحاب على طول، ماشي
فرحت سراب كثيراً من كلامها لتقول بأبتسامة "ماشي"
