رِثاء جُوليَّا

3.6K 312 1.5K
                                    




✨✨✨

في غيهبِ أحدِ الأيام العاصِفة في فرنسا حينما كانت السماء تُضيءُ برقًا وتزمجرُ رعدًا يظهرُ آلڤيس بثيابِه وقُبعتِه النبيلة راكِضًا يُغطي رأسهُ بجريدةٍ ورقية كانت لأخبارِ الأمس.. بُحيرة بورجيه كانَ يقصدها الناس لِجمالها لكِن الآن والسماءُ تُغطى بالسواد والصواعِقُ تُنذر بالحرائِق لم يَكُن اليومَ المثالي للبُحيرة المثالية..

كانَ الخواءُ عنوانها أينما يستمرُ بركضٍ دونما هوادة ..توقَف آلڤيس يُطالِعُ فتاةً تقِفُ على الجسر يطرقُ الهواءُ فستانها وخَصلاتِ شعرِها الأشقر تتطايرُ مع الرياح، ليسَ بالوقتِ المُناسِب لِخروجِ فتاةٍ مثلها ولا لِخروج أي بشريٍ باستثنائِه هو الأخرق ..

لوحَ بيده يلفتُ انتباهها :

"هيّ يافتاة .. أنتِ هُنا هل سَقط لكِ شيءٌ بالبحيرة ؟ " التفتت تنظرُ لِما حولها بوجهٍ شارد بسبب صوتِه الذي قَطعَ سلسلة أفكارها .. حطت أعيُنها بعينيه ، رفع آلڤيس دي لا مارتين رأسهُ قليلًا ينصِبُ ظهره ينظرُ لعينيها جيدًا ..وضع يدهُ على رُكبتِه يوقِفُ ارتجافًا أصابها يُعيدُ كرَة النظر ..

"ويحٌ لِمَن لم يؤمِن بالحُبِ من أولِ نظرة .. ويحٌ لي يارجل ان لم تَكُن هذه فتاةَ أحلامي ". كانَ هذا ما اكتنزَ رأسَهُ مِن أفكار حتى ابتسمت له.. فابتسمَ هو بدوره ولا زال يحاولُ تنظيمَ ارتجافَ قدميه.

"أُقسمُ أنها تعشقُني إنهُ شيءٌ مُقدر، بِالطبعِ تُحبني لقد ابتسمت أحبتني!" ليُصمِتَ أحدٌ أفكار هذا الأهوج.

صدَحَ صوته مازِحًا "انتبهي على رِسلك قد تقعين! ان كُنتِ تنوين الوقوع في مكان فعليكِ الوقوعُ في شباكِ.. تعالي هُنا".

امتدت يدُ آلڤيس نَظرَت له ثُمَ نظرَت للبُحيرة .. فأعادت الكرة لِتضمحِلَ ابتسامةُ دي لا مارتين عِندما قامت بحذفِ نفسِها وسطَ البُحيرةِ الصاقِعة!

مالذي حدَث كان يقصدُ بالوقوع تعبيرًا مجازيًا ما الذي تفعلُهُ هذِه المعتوهة ! تَخلَى آلڤيس عن قُبعتِه وكُل مايرتديه من نباله يعدو حتى حافةِ الجسر وحذَفَّ نَفسهُ خلفها.. حاطها بيديه يُحاولُ أن يتشبثَ بِها رُغمَ مقاومتها وزجرِها له، تعالت رطماتُ مياه البُحيرة بسببِ العاصفة وآلڤيس لايزالُ يسحبُ تِلكَ الشقراء نحو الضِفةِ ..

شَهيقٌ خرَجَ مِن حلقِها بعدما خرَجَا مِن الماء لِتَقِفَ هرِعه تضربُ آلڤيس بِكُلِ يديها وتصرخُ بشفاهٍ زرقاء مُرتجِفة من البرد :

"لِماذا أنقذتني ؟ ها ؟ من طلب مِنكَ ذلِك ؟ أنا ذاهِبه للانتحار لا أُريدُ مِنكَ انقاذًا أو ماشابة !".أمسكَت فُستانها ترفعهُ تنوي اعتلاءَ الجسر لِتُعيدَ الكرَّة..أمسكَها مارتين من مرفقها يصدحُ بصوتٍ مُتعجِبٍ ساخِط ..

" تنتحرين! ماذا عني؟" صوبَت نظرها عليه باستنكارٍ مُتجهم

"أنت؟ من أنت !"

رِثاء جُوليَّا - one shotWhere stories live. Discover now