المقدمة

195 12 6
                                    

من بين ستار الليل المظلم ، حيث امتزج ضجيج المدينة بصمت السماء.

و من بين زقاق القدر الضيق وحبال الأمل المتهالكة، طرح قلب لم يعد قادر أن يبث النبضات لثلاجة حفظ الأموات، جسد طفلة لفظت نفسها الأخير تحت وطأة جبروت عجلات الزمن، لتسكن في دقاء اللحظات حكاية أخرى، كأن القدر كتب لتلك الروح لقاء آخر مع الفناء.

مضت أربع عشرة دقيقة... أربع عشرة دقيقة حملت ما لا تحمله عقود من أسرار السماوات.

في اللحظة التي استقر فيها النساء على شفير اليأس، ورجال أعد العزاء ، من دون سابق إنذار ، أعيد إليه الوصال بنبض الحياة، قلب الطفلة الصغيرة الذي كان في غيبه الوقفة الأخيرة، بدأ بالهمس مجداً تحت أغطية الموت.

لكن هذه الحياة، المستعادة بأنفاس مُقتبسة من جنهم، كانت تحمل بين جنباتها ثأرًا عاتيًا؛ روحًا أخرى اكتوت بنار الظلم، وتعلقت بخيوط العودة إلى الدنيا لتعيد ميزان العدالة إلى نصابه.


كانت السماء تراقب بصمت.
الروح الآتية من عالم النسيان، ملأتها الغرابة شيئًا فشيئًا، تنقلت في العروق بصبر الثأر القادم.
كانت الطفلة بعينيها البريئتين وضحكتها الملائكية تخفي وراءها عاصفة ثارت، و أرادت القدر أن تُفرغ نارها في قلوب لم تعرف يوماً سوى القسوة..


وسط هذا النسيج الرقيق من الأقدار المتشابكة، تتكشف ملحمة الصراع بين الحياة والموت، والانتصار للإنسانية التي تعانق السماء بجذورها الأرضية.

الدقيقه ١٥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن