" بدايةُ الأحرف "

203 23 58
                                    

تتميز طبيعة البلاد بشمس مع حر، غروب مع برودة إلا هذه الدولة! فقد كان صباحًا بشمسٍ مشرقة يقتلها النسيم البارد.
منازل كثيرة يحيطهم سورٌ كبير، الحدائق متفرقة بين كل منزل بينما تتوسطها المقاعد الدائرية .

_ آيلا! سارق!

التفتت المعنية لتلتقي أعينها برجلٍ عجوز، معطف زيتي يلتقط الصور لأرقام السيارات بعشوائية، كان من المفترض أن يصمتو فلا يُفْضَح أمرهم، لم تترك اصوات ضحكاتهم مكانًا إلا و دخلَتْه، حتى أن الرجل نظر إليهم .

= لنتبعه! لا لا لنلتقط له بعض الصور!
_ اخبريني أنك مجنونة، بل سنعود حيثما كنا .

كانت كلمة و ألف ضحكة! ظلت آيلا تحاول سحب كارين من ذراعها لتذهب معها إلى مطاردة الرجل العجوز الذي لا دراية له عما يخططان له .. المسكين .

كارين بفستانٍ أسود فوق ركبتها يلتصق بجسدها لتظهر مفاتنها، عاري الظهر، تقف بشموخٍ و كأنها تملكُ القصر، بكعبٍ فضّي، شعر حالك السواد يصل لخصرها.
آيلا بفستانٍ قرمزي قصير ، ضيّق الخصر و يتسع كلما مررنا للأسفل ، بكعبٍ اسود ، يقع الضوء على شعرها فيبرز لونه البندقي ، تسير بإتجاه كارين جاذبة جميع الأنظار لهم .

فَتَاتَين هاربَتَين من حفلةٍ ما غير مهمة بتاتًا .. حسنًا هذا رأيهما!

= صدّقيني لن تندمي، لنترصّد حركاته حتى نَصِل لمقرّ عصابته!

_ ألا تظنين أننا قد نقع في مشكلة؟

و انتهى بهم الأمرُ خلف سيارة يراقبونَ العجوز كابحين قهقهاتهم العالية في طبعها، سارَ الرجل حتى وصل إلى معبَدٍ فبدى أنه ذاهبٌ للصلاة إلى ربه!

= يتوبُ من أفعاله .. المسكين الذي طبعنا عليه طابع الإجرام قبل الإثبات.

انفجَرَت كارين من الضحك حتى بدأت تفقد أنفاسها.

" مالذي تفعلانه هنا؟! "
صوتٌ رجولي لصاحب القامة الطويلة، شابٌ بشعر بني داكن، و بشرة شاحبة .. لنقل أنه صديقٌ مطارد لهما.

نظرت آيلا لكارين فجَرَتْ بينهما محادثة مصنوعة من النظرات الصامتة التي تندرج تحت عنوان ' كيف نتخلص منه؟ '

= عزيزي فلوريان! نحنُ هنا .. نتنزه!

_ أجل! نتنزه.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 16 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

THE BLACK KARILA •Where stories live. Discover now