Part 04 : على ذكر الموتى

174 23 46
                                    

•••
جميع قصص الأحياء... تكتبها الأقدار الميتة
•••

أسندت أليخاندرا بظهرها على الكرسي تنظر إلى الرجل أمامها دون تعابير، في حين كان هو يماثلها الجلسة وعينيه تحدقان بعينيها بنوع من الغموض المريب

"لا يبدو عليك التفاجىء..."

كسر هو الصمت يسأل عن سبب عدم تفاجئها، لقد توقفت لثوان عندما قال اسمه ثم وكأن شيئا لم يكن، وهو لم يلمح أي مشاعر تمر على عينيها، لقد سمع عنها الكثير والكثير...

والده قال على مدى خمس سنوات إنها امرأة ذكية وفطنة، العديد من جلساته ووالده كانت عنها وكيف تستطيع إخراجهم من المشاكل القضائية بسهولة ، أما والدته قالت إنها امرأة لا بأس بها... على عكس لقائهم الأول أليخاندرا وماريا حظيتا بعلاقة هادئة طوال مدة بقائها في القصر... أي منذ سنة.

القصر كان تحت المراقبة المشددة والحراسة العالية منذ قدومها، وطوال تلك المدة ، لم يلاحظ سانتياغو أي شيء خاطىء، حتى في فترات زيارته للقصر والتي كان يتعمّد أن يقوم بها أثناء عدم تواجدها لم يسمع شيئا يثير ريبته...

لقد كان يزور القصر بانتظام، كما كان يفعل من قبل، هو لم يكن ليقطع زيارة أطفاله تحت أي ظرف، علاقة سانتياغو واطفاله كانت علاقة مختلفة تماما، لم يكن والدا قاسي ابدا، ولم تنعكس خلفيته السوداء على تعامله معهم، ولو ان مكانته قد سببت لهم الكثير من الألم، وهو يسعى جاهدا لتضميد جراحاتهم...

ا

ما بالنسبة لعلاقتهم مع أليخاندرا فكانت متفاوتة بين الاطفال الثلاثة، فآلان لا يستلطفها ابدا، وهو يعلم أن طفله البكر كان صعب المراس فضلا عن نوبات غضبه المتكررة منذ ذهاب والدته، اما إيتزل فبدا أنها احبتها وتعلقت بها كما فعل الصغير أنيل، لقد كان غريبا بالنسبة له كيف استطاع الصغيران التعلق بها وهي بهذه الهيئة والطباع، وما زاد الطينة بلة انه لا يستطع مراقبتهم لان غرف النوم لا تحتوي على كاميرات المراقبة، وعلى ما يبدو هي تقضي أغلب اوقاتها مع الصغار في غرفهم او غرفتها.

المريب كان ان أليخاندرا توقفت عن مزاولة المحاماة واكتفت بتسيير أمور مكتبها وتدريب الجدد، والده قال انها خسارة للمهنة، صحيح أنه لن ليثق بها تحت أي ظرف، الا أنه وبكل تأكيد كان رجلا يعلم أن من عملت لديه كانت امرأة لا تفوت.

أليخاندرا عرفت بمحامية العراب، عدد الذين يريدون رأسها لا يقل عن عدد الذين يريدون رأسه هو، كانت المرأة التي استطاعت احباط خطط المافيات والدول في اطاحة العراب من مكانه.

أجل، كانت الأمور تتعلق بسانتياغو أكثر من والده، صحيح ان والده من كان يتعامل معها، وأن جميع القضايا كانت موجهة لوالده، الا انه كان يعلم أن جميع القضايا التي تفوز بها كانت تصب في مصلحته هو، والده كان الواجهة أمام الأعداء اما هو كان الرجل خلف الكواليس، وبالنسبة للجميع لتحصل على سانتياغو، عليك اطاحة والده اولا...

جُنونٌ مُخْمَلي Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora