01

192 19 0
                                    

أغلق الباب بقوة شديدة، حينها اندفع جسدها بعيدا تتخطى بوابة المنزل تلتفت باتجاه الشارع المقابل، لمع ضوء في سماء وكانت ثواني حتى دَوى صوت الرعد ملاء المكان . . تساقطت
الامطار كأنها آبر غُرزة فوق ثيابها .

لا تزال تسمع تمتمت أمها الصارخة مِن
الداخل أن تصمت ولا تجادل جدتها التي
أخذت دور الصامتة في تلك الإثناء.

لقد وضعتهُم جدتها بأمر الواقع مرة آخرى
وأحضرت إبن عمها الصغير من آجل رعايته
والامر أصبح مُقرف أكثر من قبل . . تتسأل
لم عمها تزوج وانجب وثم كان مصيرهم
الطلاق والآن أطفاله كأنهم اطفال مجاري،
ألم يَعلم إنه لن يكون قادر على تحمُل المسؤولية

قفزت بخفة تتخطى الرصيف الذي امتلأ من مياه الأمطار وهي تتمنى أن لا يتسخ بنطالها بسبب الامطار التي ملأت الشوارع، ندمت انها قررت الخروج من المنزل في هذا الوقت...لكن شعرت
به يتقلص ويتقلص حتى كاد يخنقها عندما طفح الكيل من كلام أمها وانها ستحتوي إبن عمها الصغير هذه الشتويه.

لن تكون الشريرة داخل القصة . . لكنها
لا ترتاح إذ كان هناك فرداً زائد داخل عائلتهم،
الآمر مشوش لشرحه . .

...

تبطئ خطوات أقدامها دون إدراك وهي تنظر إلى الشوراع والأبنية من حولها . . أحبت الأجواء الممطرة في أكتوبر ، تشبه أمطار الصيف ليست باردة، عدلت ثيابها ونثرت شعرها قليلا قبل دخول المقهى ، إنه المفضل لديها رغم إكتظاظه. . . أخذت بعض الكعك بجانبه كوب شوكولاتة ساخنة، و جرت الطاولة قليلاً إلى خارج، شعرت إنها لن تستطيع الجلوس في داخل.

نظرات إلى الأرصفة حيث الذي يقف مع صاحبه يحاوره ثم يلقي السلام عليه ويذهب، أدارت رأسها قليلا ، ولمحَت عائلة على الطرف الآخر من خمس أفراد . . وبخت الام طفلها الذي التقط حصة من الأرض ورماها داخلة دائرة الماء ولمسه القليل من الطين.

إعادة انظارها إلى الكوب داخل يديها و بدأت تحادث نفسها، كيف استطاعت زوجة عمها إن ترمي أطفالها بهذه البساطة والسفر خارج البلاد وكأنها لم تترك ثلاث قطع من رحمها . .ألم تتسأل للحظة كيف سيكون موقفهم عندما يكبروا، الأم تخلت عنهم من أجل نفسها والاب في سجن من تعاطي المخدرات، قصة جميلة تستحق السرد.

زفرات الهواء البارد وهي تشعر بقطرات المطر تعاود
السقوط على ثيابها و الطاولة، همهمت النهوض
عندما إنتهيت وأرجعتها حيث ماكانت والتفتت تغادر هذا الشارع بسرعة . . وسألت نفسها لماذا لم تحضر المظلة معها، رغم إنه رذاذ ليس مزعج، دست يديها داخل معطفها تخرج الهاتف لم تكن هناك آي اشعارات . . فقط واحدة سببت لها الغثيان، أعادته إلى معطفها بنفور عندما رأت رسالة لم تجب عليها

إغتنام آلليل Where stories live. Discover now