08

97 12 0
                                    

كانت ليلة قمّراء خاليه من الغُيوم، السَماء
امتلأت بالنجوم اللامِعة من فوقهم
والنسيم الساخن من حولهم يدُل إن ليالي
الصيف الحارة عادَت

موسيقى قديمَة تصدُر من آحد المنازل المجهولة في هذا الحَي، مُزعجة لكنها جميلة لمن يأتي عابراً في هذا الشارع يسمعها ثوانٍ

الفتيات الصغيرات لعبن بشعر بعضهن
البعض ومن منهم تمتلك شعراً أجمل، الصِبيا لعبوا لعبة غريبة في ملاحقة بعضهم .

وقف هايليان في زاوية مِخفية من هذا
الشارع يراقب ضَجيج هذا الحَي الذي يعُم
بينهم . . كم يُحب هذا المكان !

لم يكن يفعل شيئًا محدد، يجلس على عتبة
الباب تخُص منزل غير مَسكون مُحاط بظلام يخفي هيئته، الهاتف بيده اليسرى ينظري له شارداً

ألا تعتقد إنك فضولي قليلاً بشأني ؟

الشاي الذي تعده رائع

حسناً إذا . . .إلى إلقاء

تلك الأحاديث كانت مِثل الصَدى داخل أفكاره، على مَدار الأشهر الفائتة دون إنقطاع، تنهد بضيق يقبض على خصلات شعره الطويلة يرميها للخلف . . يكرَه طوله !

أراد النوم في كل مرة دون تفحص
منشورَها الأخير الذي كان قبل شهرين
ولقد أشارت به نحو صانع مجسمات مزخرفة
في هذه المنطقة، حتى هذا الوقت يجهل
أين هيَ أو ماذا تفعل .

في كُل مرة أراد الضغط على رقمها
الذي إضافه، كان هناك شيئًا يمنعه،

بصفتك من تريد إن تتصل بها ؟

كانت تلك الكلمات شبيهة بالأجراس
يتردد صداها داخل رأسه باستمرار

نعم، إنه معجب بها . . منذ المرة الأولى
لا يعلم أيهما جذبه نحوها . . عيناها ؟
أو شعرها الجميل، عقدة حاجبيها ربما
لكن المؤكد إنه معجب بكل تلك التفاصيل

نهض من مكانه يبتعد عن ضجيج الحَي، مقرراّ العودة إلى منزله . . الذي أعاد تصميم كل شيء يخصه من جميع النواحي وباتَ الآن يصلح إن يطلق عليه منزل، منذ شهران وهو يضيف عليه شيئًا وينقص منه شيئًا

كان والديه يتبعون الأسلوب القديم في التزين . . الأثاث وكل ما سبق، لكن الآن إذا نظرت من الخارج فقط ستعلم إن من يسكن هنا شاب يتبع الأسلوب العصري .

بعد وقت لا بأس به توقف بجانب آحد الاعمدة في الطرف الآخر من الشارع . . ينظر بتجاه منزل السيدة إيسابيل جدة كلود، لقد عَلم عن طريق الصدفة إنها تأتي في العطل الصيفية إلى هنا دائماً

كان هناك آمل . . إن يصبح لها درب إلى هنا، لا يعلم . . لكنه يؤمن بالقدر وإنه قد يجمعهم مرة آخرى، يبدو الأمر سهلاً . . لكنه صعب كذلك .

تنهد بخفة ينظر بشرود نحو الأسوار المحيط له، كانت ثوانٍ حتى عقد حاجبيه مستغرب لحركة داخل الشجيرات الصغيرة من الداخل، عندما آتى لم تكن هناك حركة تدل أن شخصاً ما في الباحة الامامية، كانت الفكرة الوحيدة التي داخل رأسه إنه لِص . . ماذا عساه يكون غير ذلك ؟

إغتنام آلليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن