المراهق

58 5 10
                                    


انه ممثل ماهر بحق لقد تمكن باقناع عائلته بانه بخير وهو العكس تماما لايشعر بالخير والسكون ابدا يفكر ويفكر هل هو لديه حمى التفكير لقد تعب بشدة وتنمر طلاب المدرسة عليه لايزيد الطين الا بلة

جالس بغرفته يناظر الفراغ المحبط وماهي الا ثواني حتى توجه الى الحمام مقررا انهاء حياته البائسة كما يسميها متناسيا امه حبيبة قلبه ورد فعلها على هذا لكن لا ندري فيمكن ان ينجو دقائق مرت حتى شعر بمفعول الجرعة الزائدة من الدواء وفقد وعيه بينما في جهة اخرى امه تناديه تريد اعطائه الهدية التي اشتروها له بمناسبة نتائجه الممتازة استغربت عدم رده فهو ليس من عادته تجاهل امه صعدت لفوق فتحت الباب تناظر الغرفة وهي تشعر بالخوف والقلق لاتدري لماذا شرعت في البحث عنه حتى انتبهت ليده وراء باب الحمام المفتوح جزئيا اقتربت حتى شهقت بقوة عند رؤية ابنها مستلقي على الارض تحيط به حبوب دواء وسائل ابيض يخرج من فمه يدل على تسممه انحنت بسرعة ترفع براسه لحضنها وادخلت يدها لفمه تحثه على التقيء بقيت تعاود الكرة حتى شهق يستفرغ كل مابجوفه من سم فلحسن حظه الدواء لم يكن ذو خطورة مرتفعة رفع بعينيه يناظرها تذرف الدموع لاجله لقد كانت خائفة بشدة على فقدان فلذة كبدها بقدر شجاعتها على سرعة اسعافه فحضن خصرها يبكي يود التخلص من هذا الكابوس باسرع وقت قالت لماذا يا حبيبي لما فعلت هذا لقد كاد قلبي يتوقف لاتفعل هذا مجددا لن استطيع من دونك اجابها امي لقد تعبت تعبت حقا من كل شيء المشاعر الحزينة المبتئسة احاطتني من كل جهة ولم اقدر على التحمل اردت انهاء حياتي لربمها ينتهي الالم شدت على حضنه ثم نادت ابيه لياتي ثم دخل عليهم ليشهق بسبب المنظر المفزع قالت له لا وقت للخوف فلناخذه للمشفى انه بحالة صعبة انحنى حمل ابنه لحضنه متوجها نحو السيارة جعله يستلقي بالخلف مع امه وهو يقود بسرعة جنونية فخسارة ابنه تعني موته حتما

لقد قاموا بغسل معدته وادخلوه لغرفة طبية ليتلقى العناية التي يحتاجها دخل والديه عليه وعلامات الحزن على وجههم ظاهرة كيف لم يلاحظوا ارهاق وحيدهم هكذا اقتربت امه تحضنه تشبع رغبتها بذلك وابيه يناظره يفكر ماذا لو لم تلحقه امه بالوقت المناسب لكان خسره حتما

استيقظ يناظرالسقف ناصع البياض الذي ازعجه فهو يكره هذا اللون بشدة فنقل بعينيه لركن اخر من الغرفة ليجد امه شاحبة الملامح يحظنها ابيه بينما تبكي ناداها بصوت ضعيف امي رفعت براسها نحوه لتركض حاضنة اياه قائلة يافلذة فؤادي ارعبتني حقا بادلها ثم همس اسف حقا اتمنى لو استطيع تعويضك لكن ليس بيدي حيلة اجابته لاباس وحيدي المهم انك بخير وسنعود للمنزل الان حسنا اومئ لها يعيد غلق عيناه

كثير من الاسئلة تدور في ذهن والدته مثل انها تتسائل لماذا فعل هذا فهي لم تقصر معه بشيء يوما هل كان يعاني ويخفي عنها هذا هل يعقل انه يتعرض للتنمر 

قصص عشوائيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن