مقدمة

16 7 0
                                    

نحيا دومًا في خوف من كلى العالمين، نشعر دائمًا أننا ملاحقون، أينما ذھبنا تطاردنا ظلالھم، غالبًا ما يھرب البشر من مخاوفھم في عالم الأحلام، لكننا نھاب أحلامنا، فھناك نقابلھم، يستغلون غفلتنا فينقضون علينا بلا رحمة، نحن نرى ما لا يمكنكم رؤيتھ، أصبحنا سجناء مخاوفنا.

أطلق علينا البعض لقب الزھراويين، وادعى بعضھم كوننا لسنا ببشر، وآخرون قد أنكروا وجودنا.

نحتفظ دومًا بسرية وجودنا؛ فدومًا يتم استغلالنا من قبل السحرة والمنقبين عن الكنوز وغيرھم.

بعضنا يتم تجنيدھ لدى الشياطين، فيصبح تائھ يتخبط في الآفاق بلا منقذ ولا مغيث.

لم نختر أن نكون زھراويين، لكننا نتوارثھ جيل بعد جيل.

عمل خاص لا يسمح بنسخھ أو إعادة نشرھ.

~~~~~~~~~~

تتسائلون من أنا، أليس كذلك؟

أسمي فرح، وأنا الآن بعمر ٦٠ عامًا، كنت الطفلة الوحيدة التي ظلت على قيد الحياة من أبناء أبواي، أنجبت أمي تسع أبناء جميعھم ماتوا بمجرد قدومھم للحياة، ما يعرفھ الجميع أن أخوتي ماتوا بسبب مرض ما، لكنھم في الواقع قتلوا بفعل فاعل.

ليست مصادفھ أنني الوحيدة التي ظلت حية، أتعلمون ماذا لا أحب كثرة الحديث، سوف أترككم تشاھدون ما حدث في الماضي بأنفسكم.

في غرفة مظلمة يجلس رجل بعمر يناھز الخمسين، كانت ھناك الكثير من الكتب القديمة ذات الأوراق البالية، كان يمكنك سماع ھمھمات وھمسات خافتة بالكاد تلتقطھا الآذان.

:أنت تعلم ماذا سوف تكون نھايتك لو خالفت عھودك ومواثيقك معنا؟

أبتلع ريقة بإرھاق: بلى كما وعدتكم فقد وھبتكم ذلك المولود، ھي أبنتكم منذ لحظة قدومھا للحياة، حياتھا ملك لكم.

قاطعھم صوت طرقات على الباب وصوت مھلل: يا أبا خالد قد وھبك اللھ أبنة كالبدر، في جمالھا لم ارى في حياتي قط.

أغمض الرجل عينيھ بإحكام واضعًا كفيف على وجھھ، تحت نظرات زائرھ الذي تحدث بغضب:

لا تفكر حتى بمحاولة فعل ذلك، فصدقني ھذھ المرة لن تنتھي بموت الطفلة.

أبا خالد بصوت مكتوم: لن أفعل فقط أختلطت على مشاعري، أشعر كما لو أنني دمرت حيات تلك البريئة بفعلتي.

ضحك الحاضر بطريقة تبعث القشعريرة: تبًا يا رجل، انت لست متأكد بعد من كونك دمرتھا بالفعل، صدقني أنت أقذر بشر رأيتھ في حياتي، لقد قتلت ثمانية من اطفالك بنفسك، وھا أنت قد سلمتني حياة طفلتك المولودة حديثًا.

أبعد أبا خالد يديھ عن وجھھ وطالعھ بنظرات ذابلة وصوت يكاد لا يخرج من حنجرتھ: لقد صدقتكم وسرت وراء وعودكم حتى سقطت في مستنقع من القاذورات التي لا أستطيع الخروج منھا، أنتم السبب أنت وقومك السبب في تدمر حياتي.

أبتسم الضيف ساخرًا: أنت تختلق لذتك الأعذار لا أكثر، جشعك فيما ليس لك ھو ما جعلك تستدعيني انا وعشيرتي، أنتم يا أبناء آدم تركضون دومًا خلف ما ھو بعيد وممنوع وحرم، وعندما تعجزون تلجؤون لقوتنا، ثم تخونون وتغدرون، وبعدھا تلقون بالذنب على انا وبني جلدتي.

تنھد أبا خالد بتعب بينما ينھض من مقعدھ متجھًا لغرفة زوجتھ التي وضعت مولودھا التاسع منذ دقائق.

جلس بجوار زوجتھ التي نامت من الإجھاد، وأخذ يمسح على جبينھا بأناملھ مبعدًا خصلات شعرھا الملتصقھ بھا بسبب التعرق.

قال الزائر ببھجة: يالھا من طفلة بديعة الطلة والجمال، اسمك ھو فرح يا أبنتنا الجميلة.

نظر لھ أبا خالد ثم حمل الطفلة وكشف عن وجھھا فأنصدم من بياض بشرتھا وسواد شعرھا وطولھ وكثافتھ، كانت تبدو وكانھا أبنة خمسة أشھر على الأقل.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

زھراويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن