مكتمل

52 3 0
                                    

شطيطة... انموذج للفتاة المهدويّة

إنَّ الموازين الإلهية تختلف كثيراً عن موازين البشر، فان الكثير ينظر ويقيم حسب الموازين المادية الدنيوية، وضمن الحدود التي يعيشها، ولكن الموازين الربانية تختلف كل الاختلاف فشطيطة إمرأة بموازين الآخرة، هي امرأة صالحة صادقة مؤمنة، وان قبول الإمام الكاظم الله درهمها البسيط من خلال القيمة الدنيوية، ولكن بموازين السماء فالأمر يختلف تماماً، وهذا ما نريد التركيز عليه، ان التقوى والورع وطهارة القلب والنفس والصدق في العمل هي التي تُقرّبنا إلى إمامنا الحبيب الغائب أرواحنا فداه.

وكلمتي لكل فتاة مهدوية فرغم معاناتك من الأزمات والمشاكل على المستوى الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي، ومن ضغوط وميول ورغبات وتجاذبات النفس الأمارة، ولكن كوني على ثقة أنك قادرة على تجاوز كل هذه المراحل الصعبة، والفوز والنجاح في التقرب إلى إمام زمانك المهدي أرواحنا فداه وان تكوني مرضية عند مولاك صاحب الزمان .

وشطيطة كانت أنموذجاً صادقاً للمرأة المهدوية التي تريد أن تتقرب إلى الإمام وتنال رضاه، إذن لنبقى في رحاب هذه المرأة المرضية عند إمام زمانها (عجل الله فرجه).

روى أبو علي بن راشد انّه قال: اجتمعت الشيعة بنيسابور واختاروا محمد بن علي النيسابوري فدفعوا إليه ثلاثين ألف دينار وخمسين ألف درهم والفي شقة من الثياب و أتت شطيطة بدرهم صحيح و شقة خام  من غزل يدها تساوي أربعة دراهم، فقالت: إن الله لا يستحيي من الحق.

قال: فثنیت درهمها وجاؤوا بجزء فيه مسائل ملء سبعين ورقة في كل ورقة مسألة وباقي الورق بياض ليكتب الجواب تحتها، وقد حزمت) كل ورقتين بثلاث حزم، وختم عليها بثلاث خواتيم على كل حزام خاتم وقالوا: ادفع إلى الإمام ليلة وخذ منه في غد فان وجدت الجزء صحيح الخواتيم فاكسر منها خمسة وانظره هل أجاب عن المسائل، وإن لم تنكسر الخواتيم فهو الإمام المستحق للمال فادفع إليه وإلا فرد إلينا أموالنا.

فدخل على الأفطح عبد الله بن جعفر وجربه وخرج عنه قائلا : رب اهدني إلى سواء الصراط، قال: فبينما أنا واقف إذا أنا بغلام يقول: أجِبْ مَنْ تُريد، فأتى بي دار موسى بن جعفر فلما رأني قال لي : لم تقنط يا أبا جعفر ؟ ولم تفزع إلى اليهود والنصارى فأنا حجة الله ووليه، ألَمْ يُعَرِّفُكَ أبو حمزة على باب مسجد جدي؟ وقد أجبتك عما في الجزء من المسائل بجميع ما تحتاج إليه منذ أمس فجئني به وبدرهم شطيطة الذي وزنه درهم ودانقان الذي في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم للوازواري، والشقة التي في رزمة الأخوين البلخيين.

قال: فطار عقلي من مقاله وأتيت بما أمرني ووضعت ذلك قبله، فأخذ درهم شطيطة وإزارها ثم استقبلني وقال: إن الله لا يستحيي من الحق، يا أبا جعفر أبلغ شطيطة سلامي وأعطها هذه الصرة وكانت أربعين درهماً ثم قال: وأهديت لها شقة من أكفاني من قطن قريتنا صيداء قرية فاطمة الله وغزل أختي حليمة ابنة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، ثم قال: وقل لها ستعيشين تسعة عشر يوما من وصول أبي جعفر ووصول الشقة والدراهم، فانفقي على نفسك منها ستة عشر درهماً واجعلي أربعة وعشرين صدقة منك وما يلزم عنك وأنا أتولى الصلاة عليك فإذا رأيتني يا أبا جعفر فاكتم علي فانه أبقى لنفسك.
ثم قال: وأردد الأموال إلى أصحابها وأفكك هذه الخواتيم عن الجزء وانظر هل أجبنام عن المسائل أم لا أن تجيئنا بالجزء، فوجدت الخواتم صحيحة

الى اين تصل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن