-٤- زنبق العنكبوت

515 76 186
                                    


Enjoy

**************

كان لصوت الطيور مع بعض الحَشرات المختلفة نصيباً في إيقاظ الفتى صاحب الخصلات الطويلة من نومٍ قد طال لساعات

و بجانب ألحان الطيور صدح صوت الرقيب هوسوك منادياً على جنوده حديثي الانتساب لبدء التدريبات الصباحية

جيمين على هذا الحال منذ يوم وصوله الى الغابة أي منذ أيامٍ معدودة ، كل ما يفعله هو الاستماع لصوت الرقيب و تنفيذ أوامره و التدرب بقسوة برفقة أناسٍ لا يُشبهونه

و يضحكه أمر افتقاده لأيامه القديمة في بلدته الفقيرة

يداعب الخوف أوصال جيمين منذ لحظة وصوله فكل ما يجري من حوله في هذه اللحظة ما هو الا الواقع الأليم و ليس حلماً كما كان يقنع نفسه طوال الليلة السابقة

وفكر في داخله أن زهور الأدينيوم تُمثل أيامه هذه جيداً فكل ما يقنع نفسه به ما هو الا أوهامٌ جميلة لكنها بعيدة كل البعد عن واقعه

نَظر لجروح يده التي سببها لنفسه أثناء مقاومته للمقص الذي كاد يقتل خصلات شعره الطويلة  في يومه الأول هنا

بجلس داخل خيمته الصغيرة و يستمع لصوت أقدام الجنود في الارجاء بالاضافة الى اوامر الرقيب الصارمة

"ما الذي تنتظره؟ ألم تصل أوامري لك"

بنفاذِ صبرٍ قال الرقيب بينما يبعد ستارة الخيمة و ينظر لجيمين المسترخي في مكانه

"كنت أتساءل وحسب ، إن كان بمقدوري لقاء القائد مُجدداً؟"

أجابه جيمين و عقدةُ انزعاجٍ قد رَسمها حاجبيه تعبيراً عن عدم ارتياحه

"مُحال، لقد اصبحت تحت مسؤوليتي المُطلقة، ربما تكون محظوظاً إن قرر القائد المجيء و الاشراف على تدريباتنا اليوم "

"أتخبرني أن لِقاؤه بات صعباً"

أومأ هوسوك مما سبب عبوساً لجيمين ذو الأفكار المشوشة

"مازلت لا أعلم عن حاجتكم بشابٍ لا يرغب بإمساك سلاحٍ و لا الانضمام لجيوشكم"

"تُكرر ذات الجملة منذ لحظة وصولك ، أيها الشاب لأُصْدقك القول، لا حاجة لي بك و لا رغبة لي كذلك في الاشراف عليك  لكنها أوامر القائد و مهمتي هنا هي تنفيذ أوامره لذا كُف عن التذمر و استعد للحاق برفاق تدريبك"

أصابت الشمس عيناه خضراء اللون حال خروجه من الخيمة، كانت الحرارة لا تُطاق لكن شيئاً ما في هذا المكان قد جذب خافق جيمين

 دِينترِي || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن