One Shot

54 5 11
                                    

« المشاعر بداخلي تتبعثر.. لستُ قادرًا على فهم نفسي ، من أنا بالضبط؟
أسير كل يوم أزور العديد من الأماكن ، لكن النتيجة واحدة.
أستلقي على سريري أفكر بما فعلته هذه الأيام ، و أعاود السؤال.. من أنا؟ لكنَّ الإجابة دائمًا واحدة " لا أعرف! "
أليس هذا ما تفكر فيه؟ لكنني أعرف الجواب ، فقط أنتظر منك أن تلاحظني.. »

وقفتُ مشدوهًا أمام هذه الكلمات ، كيف يمكنه أن يقول كل كلمة أفكر بها؟ أشعر بالرهبة.. هذا الشعور المستمر لم يفارقني حتى و قد أنهيتُ نصف الكتاب ، قلبي ينبض بقوة و تشعر عيناي أنهما تريدان البكاء ، هذا فقط.. لا يصدق ، كيف له أن يشرح كل شيء بهذه الدقة؟ كل كلمة قرأتُها سابقًا و كل كلمة أقرأها الآن و كأنها موجهة إليَّ ، و كأن الكاتب يعرفني شخصيًا ، هذه المشاعر تجعل من جسدي يرتعش ، أريد أن أعرف الوجه المخبأ خلف هذا الاسم " لي مينهو "؟ من هذا الرجل الذي يتحدث بدلاً عن لساني؟

« كل يوم تؤذي فيه نفسك ، أود أن أقول : تعال إليَّ أضمد جراحك ، و أداوي نزيفك حتى يتوقف. لكنك كنتَ بعيدًا ، و لم تستطع حتى ملاحظتي ؛ فلملمتُ شتات نفسي و عدتُ بها إلى المنزل ، و ليس عقلي في شيء إلا في ما تسببه الجروح من ألم فيك ، أفكر مرارًا بالسبب الذي حملك على فعل هذا بنفسك. »

« الحزن أحيانًا يُشعرنا بالوحدة و إن لم نكن كذلك ، و إن لم نكن ضائعين و خائبين فالحزن يشعرنا بذلك ، و عندما أرى ما يفعله الحزن بك أرغب بفعل المستحيل لإبعاده عنك ، في الواقع هذه المرة الثانية التي أراكَ فيها و قد آذيتَ نفسك. »

« الوحدة.. شعور جيد أم سيء؟ " من يشعر بها شخص مسكين. " هذا ما يقوله الناس ، حسنًا.. نوعًا ما هناك بعض من الصحة ، عندما تشعر بأنك تريد أحدًا تستند عليه و تخبره بما تعانيه ، بما تمر به يوميًا و بجميع تفاصيل حياتك ، هذا هو الجزء السيء ، أنك لا تجد أحدًا. الأصل في الإنسان أنه خُلق ضعيفًا لا يقفُ على قدميه دون مؤثر ، و هذا المؤثر هو الناس و البيئة من حولك ، إنهما يؤثران سلبًا و إيجابًا ، و ليستِ النتيجة سيئة دائمًا عند التأثير السلبي ، كما لا تكون جيدة بالضرورة عند التأثير الإيجابي ؛ لذا بعض الناس فضَّلوا أن يكونوا وحيدين ، منهم من فعل ذلك بإرادته ، و منهم من هيَّأ لنفسه ذلك متأثرًا بالابتلاءات التي تواجهه ، يستمر في التفكير بأن لا أحد يفهمه ، لا يرى أحدًا يجد فيه مُلبِّيًا لاحتياجاته ، لا أحد يقدم له ما يحتاجه من عواطف ، دعم ، كلمات ، تشجيع ، و أخيرًا الاستماع و النصيحة ، ليس بالضرورة أن يكون الشخص نفسه ناصحًا ، مجرد كونه يعطي دعمًا من خلال الاستماع فهذا يكفي ؛ فالدَّفن في أعماق قلبك ليس بعملية صحيحة أو سهلة ، و عكس ما تتوقعُ فهي تعطي نتائج عكسية تمامًا لما كنتَ تظن ، فقط انظر حولك لترى هذا الشخص الذي تبحث عنه ، لا بدَّ أنه في زاوية ما ينتظر منك أن تلاحظه ، فقط أعطِه فرصة ، قد يكون هذا الشخص هو آخر شخص كنتَ تتوقع أن تخبره بما يزعجك و يضيق صدرك به ، أو حتى أن تراه أو تلتقيه ، لكن لا ضرر في ذلك.. جرِّب فقط أن تتحدث معه بأي شيء ثم قرر ، لا تدري.. قد تكون بوابة سعادتك مفاتحها بين يديه. »

خلف الأقنعة / Behind the masksWhere stories live. Discover now