هدوء

15 0 0
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم

بداية بك يا عزيزي القارئ كونك محب للقراءة فهذا يدل على ثقافتك الأدبية، ولأن بتجارب الآخرين نتعلم فقد قدمت لك هذه الرواية الأدبية التي تختلف عن كونها مجرد قصة خيالية ولكن تجارب واقعية مرت بها الشخصية الرئيسية.

فمَن هي هذه الشخصية و كيف استطاعت مواجهة الحياة المليئة بالظلم والألم؟ هذا ما ستعرفه من خلال قرائتك للقصة..


 
قد يعتبر البعض بأن السكوت قوة و أن الهدوء راحة للبال، حتى يبحروا في ظلمات المحيط و يدركوا بأن تبعات تلك الأمواج في الليلة العاصفة هو تحطيم المركب و اغراقه بهدوء.

تتسائل عزيزي القارئ، كيف لهذا الفتى المبتسم الهادئ أن تنقلب حياته رأساً على عقب..

"انهضوا من السرير حالاً، فقد تتأخرون عن المدرسة" قالت أمي وهي غاضبة، نهضت من السرير مسرعًا، تجهزنا ولم نتأخر عن المدرسة حينها. برغم غضب الأم إلا أنها حنونه، من منا يدرك بأن حنان الأم حب؟ عند تلك الضربة، عند تلك الصرخة تقول في نفسك هل هي فعلا تحبنا؟ عندما تعاتبك على كسلك و على خطأ ترتكبه أو تحزن لحزنك وتفرح لفرحك، فكيف لا نحبها وهي معنى الحنان والحب.

منزلنا الحالي عبارة عن شقة مكونه من سبعة طوابق وموقعه المميز في مجمع مدرسي وفي التحديد منطقة مويلح في الشارقة. وصلت للمدرسة في ظرف دقائق من المنزل وكتمت الضجيج من حولي وعشت في عالم خيالي آخر، أرى أناس يتحدثون من حولي ولكن لا أسمعهم. بعضهم متعصب و الآخر مبتسم لم أكُنَّ لهم الاهتمام فهدفي في الأخير هو طلب العلم.

برغم هدوئي و ابتسامتي الدائمة إلا أن هنالك وحوش، ذئاب بشرية تستغل الأرواح الطيبة وما أن رؤوني بهذا الهدوء و الطيبة بدأوا يكشرون عن أنيابهم و يهاجمونني بقوة حتى كادت أن تلتهمني، تلك الندوب التي خُلِفَت من وراء تلك الهجمة تركت أثر سيكون بداية انقلاب حياتي رأساً على عقب.

وفي اليوم التالي أخذت أحدث نفسي، يا لي من مثير للشفقة أيضربونني بسهولة أاسكت عن حقي؟ ولكن كيف فقد أعتدت على الابتسامة رغم الاساءة وسماع كلام أساتذتي بالهدوء. ماذا استفدت من وراء كل ذلك؟ هل تم أخذي بالاعتبار هل تمت ترقيتي هل زادت درجاتي وإن يكن كل ذلك ماذا عن الجرح الذي خلفوه تلك الذئاب المتوحشه؟ ماذا ان كانت تلك الجروح أدت إلى وفاتي؟ هل اساتذتي ام الذين ابتسمت لهم يوماً سينفعونني؟

ذهبت للمدرسة و أكملت يومي بشكل طبيعي حتى رأيت طالب يتم الإعتداء عليه فهلمت لمساعدته، لم أعرفكم بعد على شخصيتي الثانية أسميها المُساعِدة فكنت كلما رأيت شخص يتعرض للظلم أقف في طريق المعتدي و أنصحه، فقمت من مكاني و توجهت للمعتدي انصحه، ولكن لعلمه بعدم مقدرتي في الدفاع عن نفسي، اكمل يستهزئ بي والغريب في الأمر بأن الشخص الذي توجهت لمساعدته بدء بالضحك و يوافقه الرأي، بدأت اتسائل هل أخطأت في شيء لكي اعامل هكذا؟

أنتهت السنة الدراسية و في السنة التالية لم استكمل في تلك المدرسة المليئة بالظلم والذئاب المتوحشه، ذهبت إلى مدرسة أخرى، وهنا كانت البداية..

الطيبة التي كانت تحاورني، وإبتساماتهم لي تحولت في غضون أسبوع إلى ما يسمونه بالمزح  يبدأون بالضرب تحت مسمى المزح. لم اتمالك نفسي، حمد الشخص الهادئ الطيب واقف على الطاولة و يده موجهه على طالب آخر كادت اللكمة ان تأتي وبقوة ولكنني تمالكت نفسي ورأيت نظرات الاستغراب على وجوه الطلبة و المعلم، علم الإستاذ فوراً بأنه خطئ الطالب الذي كدت ان اضربه لانني من المستحيل ان الكم شخصاً ما امام المعلم، من بعدها رأيت الاحترام من الكل.

تعلمت حينها، بأن السكوت وقت الظلم ضعف، وبأن الشخصية الضعيفة ستلتهم، وبأن المركب المقاوم للعاصفة برغم تلك الأمواج ستنجوا، ما كان الهدوء وقت العاصفة حل، ولو كان فهو تضحية لنفسك لتغرق بهدوء.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 14 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

في لمح البصرWhere stories live. Discover now