«ليس انا »

47 5 71
                                    

"قادمة أمي قادمة"
صرخت بها لأمي فهى تصرخ بي منذ نصف ساعة لأنزل واتناول الفطور معها.
وما هذا الآن أنها الثامنة إلا الربع, الآن لا وجود لوجبة الإفطار حتى, تبًا لقوانيين هذه المدرسة اللعينة أنني أشتهي وجبة إفطار .
كفاني صياحًا الآن انا بحاجة إلى أن أسرع قليلاً فباب الثانوية يغلق في تمام الثامنة ولا تهاون في هذا من ناحية المديرة هذه العجوز الشمطاء.

وضعت حقيبة الظهر الخاصة بي على كتف واحد ونزلت الدرج للطابق الأول من منزلنا المكون من طابقين لأجد أمي العزيزة جالسة في كرسيها المخصص على طاولة الطعام اتجهت ناحيتها ومددت يدي لأتناول قطعة خبز بالجبن من الطبق وأنصرف مسرعة .
"إلى أين تظنيين نفسك ذاهبة؟ "
تفوهت بها أمي .

"لقد تأخرت أمي علي الذهاب حقاً ،أراكِ بعد المدرسة ،أحبكِ ،سلام"
نطقت بها بسرعة لأقطع عليها فرصة الرد علي لأنها لن تتركني أخرج دون إتمام تناول طبقي ،وبرغم أنني أود هذا أيضاً لكن للضرورة أحكام .

ركبت الباص المخصص للمدرسة واتجهت نحو سجني .
نعم انها سجن بالفعل ،فنحن نذهب إلي المدرسة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر لنستمع إلي أصوات المدرسين والمدرسات وهم يتمتمون بعبارات طوال النهار لكن للأسف فمستقبلو هذه العبارات نحن، التلاميذ والتلميذات لا نفرق شيئاً عن بقر المزارع في عدا المظهر طبعاً فأنا جميلة لا أشبه هذا البقر أبداً.

وصلت السجن أخيراً دخلت مدرستي الثانوية ،اكبر مدرسة فى حيينا هنا في ايطاليا ، لا وجود للفقراء هنا ،جميع من في هذه المدرسة من أثرياء البلد ،لا اقصد التباهي انا متواضعة لكن هذه الحقيقة .
انتهينا من تمارين الصباح حمداً لله كاد كتفي أن ينخلع ، ترجلنا إلى فصولنا بعدها.

*ترترترترتر*
هل ما تسمعه اذناي حقيقة لا اصدقهما ! هذا جرس الإستراحة كدت أموت مللاً هنا وهذا الأستاذ يرمي علينا عبارات غير مفهومة عن قوانين الرياضيات لا أنكر أنه وسيم لكن إعجابي به قل بعد هذا الهراء الذي يتفوه به دائماً ،تكاد اذناي تنذفان من كثرة كلامه عن مدى سهولة مادة الرياضيات .
بت اصدق أنني غبية!!

نزلت الدرج لأجد يد ما تسحبني من ذراعي .

"نور ،أخيراً وجدتكِ كنت أبحث عنكِ منذ الصباح ، لا يهم الآن ،المهم أني لدي أخبار طازجة سيقف شعر ساقك عند سماعها ،اتبعيني لمكاننا الخاص لا أطيق الإنتظار لإخبارك بهذه الأخبار النارية "
نطقت بها كلارا دفعة واحدة.
رباه ما هذه الفتاة أشك في أنها قد بلعت مسجل ما في طفولتها لديها قدرة على الكلام في نفس واحد تستحق جائزة كبرى عليها!

كلارا صديقتي الوحيدة في هذه البلد الغريبة ،اتيت إلى إيطاليا وانا في سن العاشرة انا الآن ابلغ ستة عشر عاماً وفي سنتي الأولى في الثانوية ،عندما قدمت إلى هنا كنت لا أزال في المدرسة الإبتدائية ،كنت اتعرض للتنمر وأشياء كثيرة من سكان هذه البلد لكن كلارا كانت الوحيدة هنا تفهمني وتساعدني لأتأقلم على العيش هنا ،وكانت تقوم بالدفاع عني ضد هؤلاء الصبية الملاعين.
اعتقد أنني نسيت نفسي وانا أعرفكم عن صديقتي ونسيت انني علي إتباعها الآن لمكاننا المخصص الذي اختارناه بعناية لنستطيع النم على البشر بعيداً عن الأنظار في فترة الاستراحة ما بين الحصص.

Pink Basement | القبو الورديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن