الألم فراقك

1.5K 78 37
                                    

هدوء ظلمة لم يخترقها سوء ضوء القمر المنبعث من خلال باب الشرفة الزجاجي ، تقدم بـخطوات مترنحه لـيرمي بـجسده المتعب علي السرير ، لم تعد قدماه تحملانه متخبطاً بين ضوضاء افكاره ، لم يشعر بهذا الشعور من قبل إلا حين فقدها و هاهو يعيش نفس المشاعر ، ضعف ، يأس ، عجز و هو يرى يد القدر تمتد لتأخذ احبته من هذه الحياة ، لماذا لايزال فيها..؟ بينما يموت من حوله ، لطالما تمني الموت فقط كي لا يراهم يقتلون بدلاً منه ، لو لم يظهر ويليم من العدم و يتلقى تلك الرصاصة لكان هو الميت الان ، و كأن عذاب الضمير في حياته لا يكفيه فقد اضيفت روحاً أخري لقائمة الاشخاص الذين تسبب بـموتهم ، و ليته كان إي شخص ويليم شقيقه و رفيقه ، الشخص الاقرب إليه من ظله رغم شجرتهما الكثيرة إلا انهما يسعدان بـهذه الشجرات .

اغمض عينيه الرماديتين بوهن شديد ليغوص عقله بتلك الذكريات التي جمعتهما معاً ... كان ليكون غريقاً فيها ؛ إلا أن صوت النقر الخفيف على الباب كان منقذه الوحيد ـ فتح عينيه ليغمضهما بعد ثواني مكرراً في عقله " سيرحل هذا الشخص المزعج سيمل ويرحل " لكن ذلك لم يحدث وصل الي مسامعه صوتها الانثوي الرقيق :- اريون أريد التحدث إليك .

هو ليس في مزاج جيد للتحدث مع احد ، وضع الوسادة علي وجهه .. لعل ذلك يمنعه من التفكير و ينهي الصداع الذي في رأسه لكن صوتها عاد إليه :- اريون هناك رسالة وصلت إليك من شخص يدعي مارك .

شعر كأن صاعقة كهربائية ضربت جسده تملكه الغضب اتجه بـخطوات سرعة ليفتح الباب بـقوة .

انطلقت منها شهقة فزع تملكها الذعر حين رأت ملامحه الغاضبة ، شعره الاسود الذي بعثر بـفوضوية و نظرات الحقد من عينيه الحادتان جعلت جسدها يرتعش للحظات نسيت سبب قدومها و فكرة انه قد يصب جام غضبه عليها .

تحدث بـحقد من بين اسنانه :- أين هو ...؟

من شدة التوتر و الخوف توقف عقلها عن العمل ... لم تستوعب ما الذي يعنيه و قبل ان يعطيها فرصة للحديث انتزع المغلف من يدها بـقوة ثم اغلق الباب في وجهها .

اجفلت بـعينيها عدة مرات وتنفست الصعداء وهي تضع يدها على قلبها الذي كان سيقف من شدة الخوف .

عاد للغرفة ليغرق في الظلام مرة اخري ، مزق الغلاف الخارجي للمغلف يجد بـداخله شريط فيديو اخذ يقلبه في يده بـحيرة ثم حول اهتمامه للورقة المرفقة معه ، جلس علي سريره و اشعل المصباح الذي كان علي الطاولة و بدأ بـقراءة الرسالة :- " مرحباً اريون انا اسف و اقدم لك تعزي أعلم انك غاضباً مني و تحملني مسؤولية موت ويليم لأنك سلمته لي كي احمه و ابقيه خارج إيطاليا و خارج نشطات عصابة الظلام قد تظن اني اخلفت بالاتفاق الذي بيننا لكنك تعرف ويليم جيداً هو عنيد و لم يكن سيستمع لي وقد اخبرني إما ان اساعده او ابتعد عن طريقه و الان للأسف لا يمكن تغير الواقع و لا إعادة من رحلوا ، قد تعتبرني خائناً لكني لست كذلك ، وصل الي مسامعي انك انتقمت من عصابة الخفافيش و قد قتلت مايقارب ستين شخصاً منهم قبل ان جنازة ويليم ، هذا ليس مستبعداً منك فأنت الساعد الايمن لزعيم عصابة الظلام ، ويالسخرية انا الان احد المطلوبين لدي العصابة التي افنيت حياتي بـخدمتها ، اريد تذكيرك اني لم افرق بينك و بين ويليم و انا مستعد لتضحية بـحياتي لأجلكما ، احد اهدف حياتي هو حمايتكما ، لذلك لن اسمح لك بالقبض علي و قتلي ، انا اعرفك جيداً انت كالطفل المغرور الذي لن يهدئ حتي يثير الفوضى من حوله و يحصل علي مايريد لكني لن اسمح لك بقتلي لأجل تفريغ غضبك وانا مستعد لتضحية بـحياتي لأجلك لكني لن اموت علي يدك، شريط الفيديو هو رسالة من ويليم طلب مني تسلميه لك إن حدث له شيء ، اتمني ألا تتهور و تفكر جيداً اهتم بـنفسك لن اقول وداعاً بل سأقول الي اللقاء لأني لن اهرب منك طول حياتي

دماء فاسدةWhere stories live. Discover now