شخابيط

44 0 0
                                    

  ظل يعبث بالقلم على تلك الورقة الملقاة على ذلك المكتب
ظل يرسم تلك الظلال علها تخرج مفهومة ولكن...
لم يستطع أن يترجم تلك الخطوط المتداخلة بلا معنى في ذلك الشبه مربع الذي اتخذ من الورقة مستقرا...
ظن في بادئ الأمر انها بلا معنى وحاول أن يقذف بها بعيدا أو يزيحها من أمامه... واكن...
ولكن كلما حاول أن يبعدها عادت فجذبت نظراته إلى ان استسلم لها...
وبقت تلك النظرة ترتقب الورقة... هل ينتظر أن تتغير الورقة... أم يصارعه فكره ليفهم ماذا هناك... أم إنه هو الذي ذهب من هناك!!!!
لا يعرف
لا يعرف فيم يفكر بالضبط أو لعله لا بفكر فببساطة لا يستطيع أن يحدد...
أنارت الدنيا بظلام كلمات ألقيت في عتمة عقله في هدوء فدويت مسامعها في قلبه محطمة كل ما بني من أفكار في تلك اللحظة فأتاهت ماكان به من تيه وذهب عقله في عالم بلا معالم
حاول أن يتزن... حاول أن يستعيد جزءا مما ذهب به عقله ولكن... لم يستطع فقد استعبدته الكلمات الملقاة على مسامعه الداخلية...
فتخيله مقيدا بالسلاسل مغللا بالقيود... كالوحش المكلل بالسكوت...
قيل عليه مجنونا وربما شيطانا بل ملحدا ومفكرا أم هو أعمى كما اتهمه الكثيرون أعمى البصيرة...
أين هو من كل ذلك
لا يعرف من هو فيهم...
ولكن إنه انسان سواء وجد أو تواجد من تلقاء نفسه...
إنه إنسان سواء أحبوا أم كرهوه فهو انسان
إنه من فكر لجزء من الثانية لا يهتم ان كان ما فكر به صحيحا ولكنه فكر...
على عكس كثير من القطيع...
على عكس من آمن بما لم ير...
من صدق ما لا يُصدَق... ولا يصدٍق أساطير الفراعنة...
لا يستطيع العودة الآن فقد كبلوه بالإتهامات... لا يهتم إن كانت صحيحة أم كاذبة... بل ألقوا عليه لعنات آلهة لا يراها... ليس فيهم من أخطأ حتى هو...
ولكن ذنب من هو؟!!!
هو من حاول أن يفهم مالا يفهمون؟!!! أم هم من حاول أن يحقر منه ويطمسوا الحقيقية أو يخفوها فتبقى بلا معالم إلى أن يذهب الى عالم آخر فيخفي عنه آخرون جزءا آخر من الحقيقه ..!  

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Oct 23, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

شخابيطWhere stories live. Discover now