الأن يكتب

48 3 0
                                    

يحكى أن فتى اسمه جيمس، كان في العشرينيات من عمره وقد مر على مراحل عديدة في حياته باحثاً عن شغفه، كان جيمس ملتزماً لدراسته مع اعتقاده انها فقط هدراً لوقته الثمين، حيث أن جيمس لم يرا العبرة بالدراسه غير الجائزة في نهاية المشوار وهي شهادة ويشتري بها بر والديه اللذان طالما انتظرا تلك الجائزة وكأنهما الحاضيان بها.

نهار جيمس كان لدراسته أو للقراءة، ومساؤه كان لعمله، وليله غالباً ما يقضيه برفقة اصحابه. عمل جيمس في شتى المجالات، رعى الغنم وتاجر بالفضة، لعب الرياضة وعمل كنادل في مطعم فخم، حتى أنه في احد المرات كان ينقل أمتعة الناس ويتقاضى مبلاغاً بالكاد يكفي فقيراً سؤال الناس، لم يكن جيمس بحاجة للمال حيث أن والداه من الطبقة الوسطى لكن جيمس كان يؤمن بالخبرة بأنه إن عاشر الناس بأنواعهم سيفهم الحياة وقد يجد شغفه الضائع

بدى جيمس للناس كمن دل دربه، كان بأعين الاباء الولد البار محافظاً على قيمه واصله ودينه، وكان لمن في عمره المثقف الفاهم ليس من تصاحبه لسهرة ليلية لكن من تسأل لو استصعب عليك شيء، وكان أمام الناس الشاب الهادئ ترتاح له من النظرة الأولى ولا تتوقع من الكثير حتى تتعرف عليه فتتوقع منه أي شيئ، وكان انسان في مهمة البحث عن نفسه في عينه


******

في سن السادس عشر كان جيمس دائماً ينام في دروس أحد معلميه، يلاحظه المعلم لكنه لم يكن يعاتبه فكأغلب الناس لم يتوقع منه الكثير. جاء موعد الأختبار، أجاب جيمس إجابات صحيحة في أتم الصحة، واضاف بعض المعلومات من عنده. صُدم المعلم منه وبداء يثني عليه كثير الثناء أمام الطلاب وخلفهم، فكيف له أن يجيب وهو نائم طول الوقت، وكان المعلم إذا ما أختبر الطلاب تهمه إجابات جيمس كثيرا حتى كسب أحترامه فبادله جيمس الإحترام بما كان يبحث عنه المعلم من الإجابات المذهلة. ايضاً كان يضرب به المثل، لو أجاب أحد طلابه إجابة لم تكن متوقعة منه يقول له "نائم نومة جيمس"


*******


جيمس كان محباً للفنون الكتابة الرسم الموسيقى الرقص ...إالخ لم يفهمها كلها لكنه قدرها ومارس بعضاً منها. كان جيمس محب للكتب والكتابه يكتب مقالات قصص شعر ايضاً كان رساماً يلجئ للرسم بين حين و أخر

وجد جيمس بالكتابة والرسم نوع من العلاج النفسي وتمريناً فعالاً للعقل والخيال، كان يشعر بالإتزان إذا ما لجئ للفرشة أو القلم، كان مجرد انسان ومع كل الأعمال التي يقوم بها قد تنتصر عليه احيانا وتفقده إتزانه وهكذا يسترده

طالما أُعجب الناس بأعمال جيمس لكنه لم يكترث كثيرا لمدحهم، كان جيمس ينشر مقالاته وقصاىده في صحيفة يومية بإسم مستعار يتقاضى منها أجراً كمحاولة عمل أخرى لجيمس، لكنها بالفعل غيرة حياته


******


خرج يوماً من الأيام من معرض وقف على الرصيف متأملاً الأرجاء، اذا بفتاة تقراء صحيفها نفسها تلك التي ينشر فيها، إقترب منها حيث أن الفتاة كانت تقراء بحماس محلوظ شد أنتباهه، إذا بها بتقراد قصيدته هو. انتظر حتى فرغت فسألها عن القصيدة لم تجد الكلمات لترد. قدم نفسه

ــ أنا جيمس، ما أسمك

ــ فلورا

ــ مرحباً فلورا، ماذا عن الكاتب؟

ــ لا أعرفه لكن أتمنى لو أني عرفته

استرسلا في الحديث فكانت فلورا هاويةً للقصيد والأدب بشكلٍ عام، عزم جيمس على الرحيل فقالت

ــ هل أراك مرة أخرى؟

قال والخجل يعلوه

ــ طبعاً

ــ ستعرض علي من قصيدك

أعجب بها بجرائتها وطريقة كلامها تأمر ولا تترجى، وباسلوبها المرح وكانت تشاركه حبه للفن كانت ذات صوت عذب ورسامة هي الأخرى

ألتقيا مرة أخرى وكان اللقاء الثاني للقائت عدة> لم يكن جيمس كثير الحديث لكن لم يجد معها نهاية لحديثه

كانا يتنافسان في إرضا أحدهما الأخر يكتب بها قصيدة وتغني له أغنيه، كان يحب غنائها وذوقها الموسيقي وكانت تحب قصصه قبل النوم بالذات

أحبته وأحبت كتاباته وأغرم بها وبصوتها

أحب جيمس حب فلورا لكتاباته فكان يسعى جاهداً لإبهارها ليحصل على ردة الفعل نفسها في لقائهما الأول خارج المعرض حين عجزت عن التعبير. هكذا هي فلورا إذا ما أعجبها شيئ تتخلى عنها كلماتها

******


في يوم من الأيام بعد أن سيطرت على جيمس قالت له

ــ سأدعك تشتاق لي

جاوبها بنبرة متحدية

ــ نجرب؟

ــ حسناً

علم جيمس أتم العلم أنه سيشتاق لها لم يكن في الأمر مجال للشك، فقرر أن يفعال ما تحبه، قرر أن يكتب،

أن يكتب لها

ألان جيمس يكتب عن " فتى اسمه جيمس، كان في العشرينيات من عمره وقد مر على مراحل عديدة في حياته  باحثاٍ عن شغفه ..."

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 24, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

يكتبWhere stories live. Discover now