الحلقة الاولي

23.2K 409 18
                                    

الحلقة (1)  "برائحة الياسمين"

(مقدمة )
تقع وتنهض ، تنجرح وتطيب ، فقررت أن تستقل بحياتها دون رجلا ، وعندما تقابلت معه رفضته رفضا تام ، فـ أصر هو إصرارا تام .. وجعلها تندم علي كُل لحظة حٙزنت فيها عندما أخبرها إنها جعلت دُنياه مُعطرة برائحة الياسمين .

نهضت ياسمين عن فراشها بحيوية في الصباح الباكر ، لتدلف إلي المرحاض وتتوضئ ثم بعد ذلك وقفت بين يدي الله تؤدي صلاة الضحي ، بخشوع تام ، ما إن إنتهت جلست تختم صلاتها ، ثم بعد ذلك قامت بإرتداء ملابسها بهدوء والتي كانت عبارة عن ملحفة سوداء واسعة فضفاضه أزادتها جمالا حين وضعت النقاب الأسود عليها لتُصبح كالحورية ولم يظهر منها أي شئ سوي عينيها لم تكتفي بذلك بل أنزلت عليها البيشة لتتجنب أي معاكسات نظرا لأن عينيها عسليتان ممزوجتان بالخضار بهما سحر يجذب من ينظر إليهما ..
توجهت إلي خارج الغرفة حيث وجدت أمها(فردوس)  بصحبة شقيقتها (يمني) .. فقالت بصوتٍ هادئ وإبتسامة صافية : صباح الخير
ردت فردوس قائلة مبادلة إياها الإبتسامة : صباح الخير ياسمين .
فيما قالت يمني بهدوء : صباح النور يا آسيرة الظلام !
ضحكت ياسمين وقالت بتذمر طفولي : ماذا تقصدين يمني !
أجابتها فردوس بنبرة مغتاظة : تقصد هذا السواد الذي إنغمستي فيه ياسمين ، تقصد هذه الملابس التي تعطيكي عمر أكبر من عمرك وكأنكِ تدفنين نفسك ولا تتمتعين بحياتك الشبابية ..
يمني مؤكدة : نعم معك حق يا أمي ، وهذا ما أقصده ياسمين .
تحدثت ياسمين بهدوء : يا الله ، لم تملي يا أمي من هذا الحديث !! لقد قلت لكِ من قبل إنني أرتاح في هذه الثياب وأعشق النقاب حتي أصبح جزءاً مني ولن أتخلي عنه فرجاءاً لا تقولي لي هذا الكلام مره ثانيه وأنتي أيضاً يمني ! فحقاً مللت !
رفعت يمني أحد حاجبيها وقالت بضيق : ونحن أيضاً مللنا منكِ ياسمين نري الفتيات جميعهن تزوجن وأنتِ وحدك لم تتزوجين إلي الآن ! واللاتي بعمرك سنا أنجبن وأصبح أبنائهن علي وشك الزواج أيضاً أنتِ لم تنتبهي أنكِ تخطيتي الخمس وثلاثون عاماً من عمرك ؟؟ ها أنا سأتزوج قريباً وأنتِ كما أنتِ والسبب هذه الثياب التي تدفنك دفناً !!
وكزتها أمها في ذراعها وهي تقول بخفوت : كُفي عن هذا الكلام يمني !!
يمني بلا مبالاه : لماذا ؟ أليست هذه الحقيقة ؟؟ من الذي سيتزوج فتاه لم يراها ودائماً مغطاه بهذا السواد !
أجابتها ياسمين بثقه : الذي سيتزوجني ، سيتزوجني لأجلي و ليس لأجل ثيابي يا يمني ،وإن كان سيتزوج من أجل الثياب والجمال فـ لا يلزمني ، أنا أعشق ثيابي ولن أتخلي عنها في سبيل الزواج ، وإعلمي أن تأخر زواجي بيد الله ليس بيدي أو بسبب ملابسي ..
أنهت ياسمين حديثها ثم إتجهت صوب الباب فهتفت أمها قائلة : إلي آين يا سمين أنتي لم تأكلين شيئا حبيبتي .
ياسمين بحزن بعض الشئ : شكرا ، لا أريد !
...............
ما كان من فردوس إلا أن عاتبت إبنتها يمني بشدة حيث قالت لها :
_ أنتِ عديمة الإحساس يا يمني ، لم تخافي علي شعور أختك أبداً ، لا يوجد داعي لهذا الكلام الجارح .. !
تنهدت يمني وقالت : يا أمي أنا أصغرها بخمسة عشر سنوات وسأتزوج عن قريب ، أريدها تتزوج هي الأخري ، لابد من تغيير ثيابها !
فردوس بحدة : لن تغيره هي ! كفي وإتركيها لقد نصحتها أكثر من مرة وهي تصر علي ذلك فـ لا تدخلين أنتِ مرة ثانية ! ، فإذا ظللتي هكذا ستدمرينها بكلامك يمني ..!
زفرت يمني بضيق ونهضت قائله : حسنا أمي أنتما أحرار .. !
...............................................

نوفيلا برائحة الياسمين بقلمي فاطمة حمدي Where stories live. Discover now