خيبة

24 1 0
                                    

اليوم هو العشرون من يانير.. تفاجئني الأيام بسرعتها، قبل أربعة عشر يوم تخرج من بعد مرور أربعة أعوام ونصف في قفص التعليم المسمّى ((جامعة)). تخرجت بعد جهد مفتعل بدافع إرضاء الوالدين بتقرير جيد جداً.. وقبل أمس الثامن عشر من يانير تمت فيه حفلة تخرجي. كانت قد تعطلت سيارة أبي فإضطررت أن أنجز أغراض البيت بنفسي متصلاً على العمل استأذنهم أن يراعوا ظروفي.. أعمل أنا وإبن خالتي ((فهد)) في محل إتصالات إفتتحناه بمساعدة من خالي أحمد ورائد.. خالي أحمد كان من أتاح لنا الفرصة بتوفير مبلغ المال اللذي إحتجناه على أساس أن نرد له المبلغ تدريجيا شهرا بشهر.. أما خالي رائد فكان صاحب الفكرة ومن أنجز جميع الإجراءات الحكومية للمحل وظل شريكا لي أنا و فهد نعمل سويه وسواسية. ظهيرة ذاك اليوم كنت أتناول الغداء مع أمي وأبي قالت أمي: من بيودين!
قلت سابقا أبي بالإجابة: حطون بالمحل وروحوا
كان أبي ينظر إلي بإستنكار قائلاً: وراه
قالت أمي: تفاهموا أبي أغراض حداكم بيودين، إسترسلت: الله يجيب ١٠-١٠ على خير!

١٠-١٠ هو التاريخ اللذي ستتحر فيه السعودية من لعنة منع النساء من قيادة السيارة
ضحكت، قالت مبتسمة: اضحك!.. ودور لك سيارة بأخذ جيبي
ابتسمت قائلاً: خلاص حطون بالمحل وروحوا أنتم
قمت لأغسل يديّ. مررت بصالة الطعام إلا بأبي وأمي يتهامسان قلت: أنا أوديك يمه
قالت: أبي أغراض كثيرة
قلت: أبشري
وهكذا قضيت عصر ذاك اليوم بين محلات الحلى والبلاستيك. انتهيت من أمي وكان المغرب قد انتصف. توجهت إلى العمل.. قال فهد حين ترجلت
- ليتك ما جيت
- وراه؟
- خوالك مجتمعين ببيتكم، بنروح نشوفهم وأنتقهوا معهم بعد العشاء
هكذا عدت إلى المنزل لأجد خالاتي وخوالي وأبنائهم قد اجتمعوا ليهنونني على تخرجي.

جاء التاسع عشر من بانير كأي يوم.. روتيني
بعد خروجي من العمل توجهت لمقهى صديقي بدر وهو الأخر قد تخرج .. وجدت نفسي أسرد عليه أحداث البارحة. عن كل ماحدث في حفلة التخرج. حينما فرغت من الحديث بداء بدر بالتذمر حول كيف أن عائلته تأخرت بمفاجأته بحفلة. حكى لي عن عدة مرات ضن أنهن اللحظة المنتظرة التي سيقفز فيها الجميع قائلين بصوتٍ واحد  "Surprise!!" لكن لم يحدث، كان هذا وقد إتفقت
ومحمد قبل خمس أيام مضت أن نفاجئك يا بدر!
بكعكة بسيطة وهدايا متواضعة؛ سأعطيك كتابان ((أحبتك أكثر مما ينبغي)) لأني أعرتك إياه لكن محمد قد سرقه منك وأظنه حقا سيعجبك، ورواية ((صوفيا)) لأنها أول رواية قراءتها وأجمل ما قراءت، لا أعرف لماذا أهو أسلوب محمد حسن علوان الساحر الذي جذبني إليها أم القصة نسفها أم هو دافع الأولوية هو اللذي يحدني على تفضيلها.. ربما كل ما سبق.

اليوم هو العشرون من يانير .. عصرا صورت في برنامج سناب تشات، كنت أخطب محمد عن ما سنفعل هذا المساء وإذا بي أرسل المقطع لك أنتِ! كنت في قائمة الأصدقاء المفضلين في البرنامج كما في الحياة. أكدت أن اجزم الخطة كشفت لأني في المقطع قلت: " هلا محمد.. هاه وش الخطة اليوم .. نبي ناخذ معنا كبكيكة صغيرة" كنت أبين حجم الكعكة بالتظاهر بأني ممسكا به بيدي. قبلت الكعكة المكونة من الخيال فضحكت. إسترسلت " بجيب له كتابين وانت جب له شيء كان ودك"
لكنك لم تركز بما قلت لسببٍ ما، علّ رسائلي التي هطلت على هاتفك كالمطر كان له حيله (لا تفتح، ر، ر، ر، ز، لا تفتح، هيه!) علمت من المقطع أن هناك مفاجأة تتضمن كعكة صغيرة و كتابان، ظننت أنها لمحمد، مباركة على وظيفته الجديدة. استغلت أنا الفرصة قلت لك أني أنا وبعض الشباب سنفاجئ محمد، حتى أني دعوتك لاتشاركنا المفاجأة إلا أنه لم تكن لمحمد كانت لك.
ربما.. ربما
وأنت الأن تقراء.. ربما تسأل نفسك، أين الكعكة الصغيرة التي بحجم يدي وتحمل أثر قبلة مختلقة؟ وأين الكتاب الثاني؟
مثل ما ذكرت مسبقا، أنا ومحمد قد خططنا لهذه المفاجأة قبل خمسة أيام تقريباً، كان التأخير سببه عمل محمد و إنشغاله مع أخته التي زارتهم من الرياض فأجلنا المفاجأة للسبت الموافق عشرين يانير ليصدمني محمد بخيبة. إعتذر عن الحظور. فوجدت نفسي في خيبة تدعوني لأمارس الخيبة بنفسي فأزحت فكرة الكعكة وأحضرت كتابا واحدا
أتمنى لك التوفيق والنجاح
مبروك عليك التخرج،مُنذِر.

                  
                                   عنيزة-الجديدة
                                             8:50 م

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 20, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

خيبةWhere stories live. Discover now