... من الممكن أن يطفو حبّ فوق بحر الأسرار و لكن الغوص في أعماق الصّراحة صعب و الضّغط في القاع قاتل ...
لا زلت أؤمن بأن وهران ليست كغيرها من المدن التي تجمع أشخاصا يحبّون ، سكّانها سعداء ، يبتسمون و يضحكون لأسباب مختلفة باستثناء الحبّ .
كلّ شيء فيها يشبه الحياة إلا قلوب العشّاق ، فهي مقابر تدفن فيها الأحلام و يتجاوز أصحابها ألام العزاء ليمضوا بابتسامات كاذبة ، حاملين ألحادا كانت ذات يوم حبّا ، و ما أبشع أن يصبح الحبّ قبرا للذكريات .
مدينة تغني الحبّ و تجرف بساتينه ، التناقضات غريبة في الواحدة و الثلاثون ، هو ترتيبها بين مدن الجزائر ، ترتيب فرديّ كما هو الحبّ في الأفئدة .
الجلوس في مقهى شعبيّ أمر يعشقه شباب و كهول الباهية حتى شيوخها ، يتجادلون حول التّاريخ و مولوديّة وهران ، يتمنون عودة جمعية وهران الى السّاحة ، كرة القدم بالنسبة لهم رمز من رموز الوفاء و الحب و الغيرة ، بل و تعتبر المولودية فردا من أفراد عائلة كل حمراوي يعشق المستديرة ..
أنا لست كالمدينة فحياتي لا تعرف التناقضات ، و في قلبي لا توجد أحياء شعبية و أحياء راقية ، لا توجد طبقية ، أنت الرّعايا و أنت السّلطة اخترتك فلما التّمرّد ؟ أتراه وباء الحبّ ؟ ( وباء مدينتي ) الذي ينتشر و يتطوّر فيضعف مناعة القلب ليصاب بالتّعاسة ؟ ..
*******
للعطر لغة خاصة ...تربك القلب أحياناً
غادة السمان
كم كان غريبا لقاؤنا الأول يا رجاء، لم يخضع لـِ ( قاعدة الغزو ) ، غزو القلوب .. لأنني كنت من لجأت إليك و سلّمتك مفاتيح قلاعي ، كان ذلك بمحض إرادتي ، احتجت إلى دعمك حتى أتخلّص عقيدتي الخاطئة في الحب ، كنت القوّة الوحيدة التي تستطيع تطهير عقلي و فؤادي من هذه المعتقدات الفاسدة .. انتصرت لي يا رجائي لطالما كنت تنتصرين لي، تحبينني و تحبين أن أبقى شامخا، فتحاربين كلّ مساوئي...
غرابة لقائنا تكمن في بساطته، لم أحتج إلى بروتوكول العشّاق .
فأنت أميرة مفقودة يسري في عروقك دم ملكي ، و تسري في تصرّفاتك طبائع البساطة و الرّقة ... طبائع الأميرة التي تربّت عند تاجر بسيط بين أفراد تشعّ قلوبهم صدقا ..
كنت أجلس في مقهى دار الحياة أنتظر سمير ، صديقي الذي اعتدت أن أفضفض له عن همومي و أحكي له عن مشاكلي ، أشعلت سيجارة لعلّي أمرّر عبرها بعضا من اللّهب الذي يشعله الغضب في داخلي .
YOU ARE READING
قلب يحتضر
Romanceعندما يتلحّف القلب الحزن يصبح الحرف شرفة يطلّ من خلالها على عالم بعيد لا يطاله الكاتب ، هكذا هي رواية قلب يحتضر ، جرعات حزن و خيبات عايشتها ولّدت هذه الكلمات .. رواية تحكي عن أحمد و رجاء ابني مدينة وهران و عن قصّة حبّهما التي عرفت النور بين احضان ه...