1

994 57 29
                                    

"بسم الله الرحمن الرحيم"

عشق الانتظار
بدأ كل شيء حين بلغت زينب التاسعة من العمر وهو العمر اللازم لتأدية اوامر الله وترك نواهيه
كانت زينب تشعر بالسعادة لقدوم هذا اليوم فقد اعتادت ان تسمع من والدتها قصصاً عن اهل البيت واعمالهم وتسمع تشجيعاً من والدها انها ستكون بأذن الله من انصار الحجه المنتظر عليه السلام

ارتدت حجابها الاسود ورتبت ثيابها ثم توجهت لغرفة والديها طرقت الباب ثم دخلت
:السلام عليكم

تبسم والدها حين رأى ابنته ترتدي حجابها الجديد وتنظر له كأنها تسأله عن رأيه
اشار لها ان تقترب منه فحملها واجلسها بجانبه وقال
:واخيراً جاء اليوم الذي تنتظرينه ياوردتي اصبحتي الان كبيرة وسيكون واجبك التمهيد لظهور القائم من ال محمد

سمع صوتها وهي تقول      
:اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم، اعذرني ياوالدي للمقاطعة لكن لدي سؤال اريد ان تجيبني عليه

تبسم في وجهها تشجيعاً لها ورد قائلا
:اسألي يانور عيني

فقالت
: ان كتبت شيئاً للحجة المنتظر عليه السلام هل سيقرأه!

:سيقرأه بالتأكيد، مادمتي قد كتبتي بحب خالص له سيقرأه وانا اضمن لكِ ذلك

خرجت زينب من غرفة والديها سعيدة جدا
وتوجهت نحو غرفتها الصغيرة واسرعت لتحظر ورقة وقلماً وبعض اقلام التلوين ،فكرت كثيراً في مايجب عليها كتابته، لكن لم تستطيع اخراج اي كلمة حتى الان

امسكت القلم بيدها وبدأت تكتب على الورقة شيئاً ما وعندما انتهت لونت الورقة بلون الازرق ورسمت قلباً في نهاية الورقة ولونته باللون الاحمر

نهضت بسعادة بالغة وهي تقول
:بالتأكيد سيقرأ المهدي ماكتبته

توجهت للنوم بعد يوم طويل من الحماس والاجهاد
وضعت رأسها على الوسادة وتمتمت
: تصبح على خير ياصاحب الزمان

ثم اغلقت عينيها وراحت تبحر في عالم الاحلام

تلعب في تلك الحديقة بين الزهور ذات الالوان الخلابة لاتعرف كيف وصلت الى هنا لكن المكان يعجبها كثيراً
توقفت عن اللعب وهي تنظر لصاحب الاقدام الذي تقدم نحوها

نظرت له بخوف لكن بسمته التي اضاءت كنور الشمس جعلتها تهدء
تقدم منها ومسح على رأسها بيده وقال
:لقد قرأت رسالتكِ وحققت ماتريدين

شهقت بسعادة قائلة
:انت صاحب الزمان عليه السلام

ثم ترقرقت عيناها بالدموع واردفت
: كنت اتمنى رؤيتك دائماً

ابتسم مجددا وقال
:ها انت ترينني الان يابنيتي زينب
                     
التفت ليذهب لكن امسكت برداءه قائلة ببكاء
:سيدي لاتتركني ارجوك، خذني معك فأنا احبك ياسيدي

استدار اليها وقال
:لن اترككِ يابنيتي ساظل دائما معك، انتظريني يازينب لتحققي حلمكِ وتكوني من انصاري، فما الحب الا انتظار

ثم اختفى من امام ناظريها واستيقظت هي لتجد دموعها قد انهمرت ،اسرعت بالنهوض وتوجهت للرسالة التي كتبتها للامام فتحتها لتنتشر تلك الرائحة الطيبة في المكان

:يالله لقد قرأها يالله

كانت تبكي بفرح شديد ان الامام المنتظر عليه السلام قد حقق مرادها فهي قد كتبت له "اريد ان اراك " وهو قد زارها في المنام
نظرت للساعة التي في الحائط فكان الوقت يشير للثالثة صباحاً اي مازال امامها عشر دقائق قبل موعد صلاة الفجر
فاسرعت بخطاها لتغسل وجهها وتتوضأ استعداداً للصلاة

ياترى كيف ستكون حياة زينب!                    
وهل سيصدق احد بأن طفلة صغيرة للتو بلغت التاسعة قد رأت المهدي عليه السلام !

تابعونا …

__________________

رأيكم (∩_∩)

عشق الانتظار 🍀Onde histórias criam vida. Descubra agora