٠٠| سقوط الملائكة.

19.8K 1.1K 348
                                    

الخطيئة!!

كلمة ذات دلالات لا تحصى، كلمَة اختلف العالم في وزنها، كلمة قلبت مفاهيم وموازين اللّغة، ومعنى قلبَ العالم إلى فوضى.

كلمة كانت الوسيط بين الملائكة والشّياطين.

___________✨

يحكى أنه في قديم العصور حيث كانت الطّبيعة متوازنة بين خيرها وشرّها، وكان ضعاف المخلوقات من البشر يعيشون في سلام بعيدًا عن كلّ ما يهتكُ راحتهم.

توالت السنوات وكثُر بنو هذا الجنس لتتنوع صفاتهم، فعاث المفسدون منهم في الأرض خرابًا، وحكمَ المُلاّكُ منهم طغاةً، وما كان من ضعيفهم إلاّ رفع السّيف وإراقة الدّماء في سبيل خلاصه..

رفعت الحربُ مرساتها لِتبحر في محيطِ دماء غاثٍ، وتفلقّت شرايين الأبرياء بوديان قاتمة تجري هباءً. استَعرت جحيمٌ دنيوية أردَت الدنيا عجافًا لا طائل من استنشاق دخانها الدّامس.

ولحكمة إلـٰهية ورحمة الخالق بعباده، بُعثَ من السّماء السّابعة مخلوق من نورٍ تعجزُ الأبصار عن التلّصص لمظهره. كانت الأرض المقفرة التي يمرّ من فوقها تغدوا كخِضار الجنّة تنبضُ بالرّوح، والسماء الحالكة ما إن تتنبأ بصوت جناحيه تضحي زرقاء صافية كعذوبة الماء في لونه. ومالبشر كانوا استثناءً من تأثيره، إذ تُطرح الرّحمة في قلوبهم ما إن تحط جناحيه فوق تلكَ البقعة، تنزلقُ سيوفهم من أذرعهم كما كانت تنساب الدّماء منها دائما، وتُشّل أذهانهم ما إن تطغى هالته المكان وتغاله رائحته التي تزكي النفوس.

شيئًا فشيئًا ساد الهدوء والسكينة الأرض، وحطّ البشر من أنفسهم واستيقظوا ليبدؤوا بتشييد حضارتهم، فشمخت البنايات وسُهلت الحياة ويسُرت، أصبح شُغلُ البشري الوحيد هو التطّور، الرّفاهية والترف المغدقُ للحياة.

بين هذا وذاك وعند انتهاء مهمة الملاك، كان عليه العودة إلى الأعلى إلى مكانه حيث يمكثُ بنو جنسه. قبل ذلك، وقعت أبصاره على مخلوق ضعيف، مخلوق نجح بجذب انتباه ملاك من نورٍ خُلق فقط لأجل العبادة.

أنثى بريئة بدت كزهر الأقحوان حين تفتحه، حلوة الوجه معسولة الكلام. بياض وجهها وبريق لوزتيها انعكس في مقلتيه وأبرز لمعةً لم تكن تدّل سوى أنه وقع لها بكلّ جوارحه.

والحقيقة التي لم تُقل، أنه وقع في شركِها بكل نواجده.

فما مهمة الشّيطان غير الإغواء والجذب نحو الشّهوات؟! وهكذا فعلت مخلوقة النّار، جذبتهُ بصفاء حديثها، وباستحياء فعلها، كانت رطبة القشر شائكة الجوف. فكانت وليدة رغبته بين ليلة وضحاها.

INCUBUS: Fallen Angels || ATEEZ Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt