My Baby

6.6K 681 268
                                    


°°°°°°°°

يَقفُ قربَ السريرِ الذي احتضنَ زوجَه المتعبة بعد معركتها الطويلة، على وجهها أكبر إبتسامةٍ رأها رغم التعب البادي على ملامحها وهي تراقبُ فيه.

بين يديه حَمله، أقربُ لقطعةِ لحمٍ حَمراءَ صغيرة بحجم اليد لكنها تحمل روحًا، قلبًا ينبضُ بقوة، عينان انسدلَ عليهما ستار جِفنين ورموش طويلة، أنفٌ وفمٌ وملامحُ تشابه تلك العزيزة التي لا تزال تنتظر كلمته.

تبعثرتْ الكلمات أمامَ هذه المعجزةِ التي يحملها، وتساقطتْ قطراتُ دَمعِه بسخاءٍ يعكسُ كلماته لتعطيها ردة الفعل الكافية التي كانت تنتظرها.

لكنه مع ذلك أبى إلا وأن ينطقَ بصوتٍ مبحوحٍ في غمره سعادته:
- إنه طفلي الصغير، لقد ولد!

ومثلما فقد هو قبل قليلٍ القدرة على التعبير، جاء دورها لتقف عاجزةً أمام انفعاله المؤثر.

إمتدت يدها المرتجفه تأثرًا إليه، ليَضُمها بيده وبينهما حياة جديدة بدأت للتو.

°°°°°°°°

الكثير من الصراخ، إمتلأ المنزلُ بصوتِ صغيرته وهي تبكي مناشدةً لبعض الإهتمامِ من والدتها؛ وبين يدي الأم طفلٌ يرضعُ من حليبها بعين لم تجف بعد من دموعها.

تنهدتْ وتململتْ وقد تعبت من مسايرة طفلةِ السنوات الثلاث حتى تهدأ قليلاً ريثما تتفرغُ لها، ليُفتح الباب ويَدخلَ طفلٌ آخر بسنواتٍ ست جعلته يتقدم ناحية أخته بملامح الخبير في الحياة وهو يهدهدها قائلًا:

- قليلاً فقط يا عزيزتي وستلعب أمي معكِ، إن لم يأكل الطفل فسيشعرُ بالجوع..
- لكني أريدُ أمي.
- ستأتي إليكِ بعد قليل، ما رأيكِ بأن ألعبَ معكِ أنا حتى تنتهي؟

سؤاله جعلها تُخفض من نبرةِ بكائها وهي تنظر إليه لتتأكد صدق كلامه، أمسك الصغير بيد أخته وسحبها تحت ناظري والدته الممتنه إلى زاويةِ الغرفةِ وشرعا يلعبان سويًا.

دخلَ هو حينما كانت زوجته تعيدُ ضبط قميصها وقد وضعت الطفل النائم في سريره، لتشيرَ له بهدوء حيثُ يلعب الصغيران.

لم يتطلب منه الكثير ليعرف ما حصل أثناء إنشغالِ الأم عن طفلتها المدللة وكيف حُلَ النزاع. ليقترب الوالدانِ ويلتفت الصغيران.

أقبلتْ تتعثرُ إلى والدتها لترفعها عاليًا وتُقبل وجنتها الصغيرة قائلة:
- لنذهب ونلعب لعبة المطبخ!

صرخت الطفلة ولكن هذه المرة بحماسٍ وهي تعانق عنق والدتها، بينما بقي الأب وإبنه ينظران إليهما.

¦ طفلي ¦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن