رهبة بقلم مريم حسين

90 3 0
                                    

"رهبة"

أنا بدر ، فى الحقيقة لا أعلم من أين تبدأ القصة ، و لكن ما يجب أن أفعله أن أسرد لكم ما حدث و أنتم يجب أن تسمعوا و تعوا ، و أن تقتلوا بذرة الخوف في نفوس أطفالكم كي لا يفعلوا مثلما فعلت

في الثالثة عشر من عمري .. طالب أحدي المدارس الحكومية ذات الشأن القليل ، أعيش بأحدي الأحياء في قرية صغيرة ، توفى والدي ولم يتبقي لي سوى والدتي تخاف علي بشدة بعدما بدأ أمر ما يتطور بقريتنا و بشكل ملحوظ

في أحدى الأيام ....
كنت أتجول بحقل عمي الوحيد و أنا أدندن بصوت بشع.. أمي لم تكن تعرف بالأمر ؛لأنها كانت تخشى أن أُخطف كما حدث لبعض الأطفال منذ شهور ، لن أنكر أنني مع كل خطوة كان جسدي يرتعش رهبةً و خوفًا و لكن زاد خوفي و جَمدت أوصالي حين رأيت من بعيد رجلا ملثم يقترب من طفلة تلهو بطائرتها الورقية ، اقترب منها نسبيًا وهو يتلفت وحينما رأني نشلها سريعًا وسط صرخاتها المتتالية و التي أبداها بتخديرها ، لن أنكر أنني في بداية انتشار الأمر كنت اعتقد ان أمر الأختطاف خرافات تخيفني بها أمي ، بينما أنا هنا الآن من هول ما رأيت قدمي لا تركض ، صوتي لا يخرج شللت من كل أنحاء جسدي، بدأ في ثوان جسدي يرتعش أسناني تصك ببعضها ، أقسم أنني حاولت الحراك من مكاني ولم استطع ، لولا مجيء عمي و كان سبب نشلي من عزلة مرعبة ، نظرت لعمي نظرة خوف و ركضت بثوان و أنا اتجه لمنزلنا لم ألقي السلام حتى ...

أخذتني قدمي نحو غرفتي و تحت فراش سريري يداي باردتان كالجليد و جسدي يزداد أرتعاشاً بشكل غير طبيعي ، لحظة ... كنت قد تذكرت أنني ركضت من أمام عمي خوفًا!! أخشيت أن يفعل معي كما فعل هذا المجرم بالطفلة .. بالرغم من أنه والدي الثاني كيف فعلت هذا أو حتي يجوب بخاطري هراء كهذا !

صباحا ..

لابد الذهاب لمدرستي !! ، أيقظتني أمي .. تحجتت أنا بمرضي ولكنها علمت أنها هراء طفل فأخذتني إلي المرحاض عنوة ، وذهبت رغماً عني و قلبي ينبض بخوف ،أجر قدماي وكأني للجحيم ملقى ، ألتفت عشرات المرات .. أركض مهرولاً .. احاول عدم التقائي بزملائي .
وصلت أخيراً وكنت أتمني قبل تواجدي هنا لقصصت لأمي ما حدث ولكن رغمًا عني أبتلعت حروفي و دهست علي جرحي صامتًا و جلست بعيدًا في بداية اليوم عن جميع زملائي وأن اقترب مني أحد كنت انتفض ، كابوس ليلة أمس مازال يسيطر على أعصابي ، جميعهم ملتفون حولي منهم حامل الأحبال ، حامل السكين ، قاتل بالنظرات ، و أنا اشعر بدوار ، أود الإستغاثة ولكن بمن !! ، و كل من أعرفهم و غيرهم هنا لشهادة لحظة موتي !
صوت معلمتي أفزعتني وصرخت ، سمعت ضحكات سخرية ، أقسم أنني ركضت بدون شعور و ابتعدت عن الجميع و حاولت الهرب من هنا بأي شكل و بالفعل حدث ولأول مرة أفعلها .

طوال ركضي كنت أري ما يحدث لأطفال سلبوا من أحضان والديهم ، عصافير صغيرة ملقية بالقمامة .. أتخيل مستقبلي الحالك لو كنت مكان تلك الطفلة ، قد أُصبح طفل من أطفال الشوارع ، أو قاتل مأجور يتفنن فى قتل الأبرياء ، أو قاطع طريق ينهل من الناس ما لا يخصه ، أو تتفتت أعضائي في أجساد مختلفة ، للأسف فهمت قدر خطأي في وقت متأخر فأنا لم أتحدث في الأمر أمام أحد ، و لا حتى والدتي خشيت عليها ان يعرف المختطف هويتي و يؤذينا ، إنها ملجأنا الوحيد و أنا لن استطيع خسارتها ،و لم أخبر إخوتي بالأمر و لو بشكل زائف ليعوا و يدافعوا عن أنفسهم ، أما أنا فقد أثمرت بذور خوفي في إخوتي فقد تكررت تلك الواقعة في شقيقتي و لكنها كانت شجاعة قليلاً و أخبرتني أيقنت حينئذ أنه يجب أن أقتلع جذور الخوف من داخلي لأدافع عن إخوتي.
تمت

رهبة Where stories live. Discover now