يزداد المكان اكتظاظا مع كل دقيقة تمر ، وحجاب الصمت الكثيف مازال يغلف أفواه الحاظرين.
من يبكي بوجم ، ومن يإن بخفوت ، ومن ينظر بعينين فارغتين دون أي حراك .كنت هناك بجانب عائلتك أذرف الدموع و أنا احتظن ذراع شقيقتك الصغرى ، الضباب أحاق بالمكان حتى ان السماء على وشك البكاء، أطياف سوداء على مد البصر ، لم أتخيل يوما أن جنازتك ستعج بكل هؤلاء الحاظرين ؛ في النهاية لقد كنت شخصا منزويا كثوما طوال حياتك القصيرة .
انتهت مراسم الدفن حين خلص القارئ من تلاوته ، لتبدأ قطرات المطر الكئيبة تتهاوى فوق المظلات السوداء.سرت بإتزان نحو والدتك التي بدت شاحبة تكبح نفسها بصعوبة من الانهيار امام الملأ ، مددت تلك الزهور البيضاء بينما أودعها ، وليت دبري أحرك ساقاي ببطئ مبتعدة .
فتحت الزجاجة لأصب كل تلك الذكريات التي صنعتها من اجلنا ، ناديت باسمك مرارا و تكرارا ؛ لكنك عاجز ..خائر..وهن لايمكنك حتى أن تجيبني.
شريط ماحدث قبل يومين مايزال يعاد الى ذاكرتي ، لكن اوتعلم لازلت اتلذذ به ، لازلت أسعد به ، ولو سنحت الفرصة سأعيدها مجددا ومجددا ، يمكنني فعلها الى الأبد ، تلطيخ وجهك الجميل بالوحل ، خنقك الى ان تنقطع انفاسك الى أن يتوقف قلبك عن الخفقان ، لأنه لن يخفق من أجلي على كل حال ،رؤيتك تحتضر أمام عيني ، طلبك للمساعدة بصوتك الأبح ذاك لكن دون جدوى ، دفنك ستة اقدام تحت الأتربة ، والرقص فوق قبرك الى ان تشرق الشمس .آسفة ... آسفة لأنه ما من خيار آخر أنت سعيت لهذا ، لو أنك احببتني .. لو أنك فقط ناظرتني ... لو أنك فقط لاحظتني ..لو أنك فقط ..
أقدم لك تعازي الحارة ، أرقد بسلام