الفصل الاول

25.8K 306 2
                                    

تنويه

صفحه الكاتبه نشوه ابو الوفا على الواتباد بأسم

user01167464


++++++++++++

  اجتمع ثلاثتهم علي مائده السجن المستطيلة و لا أحد سواهم يستطيع الجلوس عليها بدون ان يأخذ الاذن اولا انهم أمير و يوسف و سليم
((أمير صابر )) قصير القامة ، ضعيف البنية ، أسود الشعر ذو عينان خضراء، زج به إلي السجن غارما في ديون زواج أخته همس ، لكن القضية بالطبع كانت جنحة تبديد و خيانة وصل أمانة ،لأمير أختان همس و وسن، هو المعيل لهما و المتكفل بهما بعد أن توفي والده صابر موجه اللغة العربية بوزارة التربية و التعليم ، يوم ان ظهرت نتيجة أمير بتخرجه من كلية الهندسة، كان يبلغ وقتها الثالثة و العشرين يوم أعلنت نتيجته مات والده بصدمته التي ألمت به بعد وفاة زوجته بدريه أمامه ، كان صابر محبا لبدرية حبا عظيما ، يتذكر أمير ذلك اليوم بكل تفاصيله ، فرحته التي كانت تطل من عينيه بنيله شهادته و اتمامه الدراسة ، أمه على الجانب الآخر من سكة القطار تشتري طلبات للمنزل و والده على الجانب الآخر يشتري هو ايضا باقي الطلبات ، الفرحة في عينيها و هي متلهفة لتحتضن أمير و تباركه علي شقاء السنين ، حلمه الذي أوشك على التحقق بأن يصبح مهندس ديكور ، صوته و هو ينادي أمه في الشارع "نجحت أمي ، اصبحت الباشمهندس "
لتطلق هي زغاريدها في الشارع و يعمي القدر بصرها عن ذلك القادم بقوة شاقا العباب ، و تنغلق اذناها فلا تسمع صوت الصافرات الذي يصم الآذان ، و لا صوت تحذيرات أمير ووالده الواقفان على الجهة المقابلة ، لتمزق تحت عجلات المارد فيسقط الوالد صريعا في الحال ، و تتبدل كل الأحوال ، و تصبح ذكري النجاح هي ذكرى فقد الغوال و نهاية عهد الامان و الاستقرار ،طرق أمير كل الابواب ليجد عملا يعيل به أختيه همس كانت تبلغ وقتها عشرين عاما و وسن كانت تبلغ الخامسة عشرة ، رفض أن تزل أختيه للعمل في الشارع ، كانت لديهم ماكينة الخياطة الخاصة بوالدتهم فتعلمتا الحياكة و تفصيل الملابس، كانت وسن تصمم الموديلات و همس تحيكها مع بيعهما لبضعة اشياء خاصه بالفتيات من إكسسوار تصنعانه بنفسيهما ، أما هو فعمل في مصنع ملابس نهارا و بالمساء يعمل في معصره قريبه من المنزل يتولى مسؤولية حساباتها ، وظيفتان لا تمتان بصلة لما درسه أو عشقه كانت أمنيته أن يصبح مهندس ديكور ، لكن الظروف لا تسير وفقا لرغباتنا ، كانت الوظيفتان مع عمل أختيه تسمحان لهم بالمعيشة الكريمة ، بعد أربعة سنوات تقدم لهمس يامن مخلوف جارهم في الشارع ، رجل محترم يعمل في مجال المعمار و المحارة رجل مستقيم حسن السيرة و السلوك ،لا أهل و لا أقارب له ،رجل مصري الملامح ذو شارب كثيف و اسمر يقيم في شقة صغيرة استمرت تجهيزات الزفاف سنتين ، جهز يامن شقته و جهز أمير أخته لكنه بالطبع استدان من هنا و هناك و دخل في عدة جمعيات الي أن أكمل تجهيزها ، كان ينقصه الاجهزة الكهربائية من غسالة و ثلاجة و موقد غاز و سخان اشتراهم من رجل يسمى البرنس يمتلك معرضا للأدوات الكهربائية تحت منزلهم ، قام بإمضاء وصولات أمانة بثمن الاجهزة و فوائدها
وسن كانت محط اعجاب البرنس ، بجمالها و أدبها ، طلب البرنس يدها من أمير عدة مرات ، و في كل مرة كان أمير يرفض بأدب و يصوغ الحجج ، لكن البرنس لم ييأس ، و أمير لم يكن ليقبل ، فكيف يزوج أخته صغيرته لرجل مزواج لديه بدلا من الزوجة ثلاثا و يريد أن يختم سلسلة زوجاته بها ،
، زوج أمير همس ليامن مطمئنا عليها ،فقد سلمها لرجل يعلم أنه سيصونها ، أمير كان منتظما في السداد إلى أن أغلق المصنع ابوابه و فقد امير وظيفته النهارية و لم يفلح في ايجاد وظيفة أخري فتراكمت عليه الايصالات غير المسددة فما كان من صاحبها فكري البرنس إلا أن تقدم ببلاغ ضد أمير بعد أن وضع بالإيصال مبلغا يفوق ثمن الأجهزة بعشرات المرات حاول الكل التوسط لدي البرنس لكنه رفض و فضل أن يحبس أمير انتقاما منه لرفضه تزويجه وسن
و تنص المادة 341 من قانون العقوبات على إنه : كل من أختلس أو أستعمل أو بدد مبالغ أو أمتعة أو بضائع أو نقود أو تذاكر أو كتابات أخرى مشتملة على تمسك أو مخالصة أو غير ذلك إضرار بمالكيها أو أصحابها أو وضع اليد عليها وكانت الأشياء المذكورة لم تسلم إلا على سبيل وجه الوديعة أو الإجازة أو على سبيل عاريه الاستعمال أو الرهن أو كانت سلمت له بصفة كونه وكيلاً بأجره أو مجاناً بقصد عرضها للبيع أو بيعها أو استعمالها في أمر معين لمنفعة المالك لها أو غيره يحكم عليه بالحبس ويجوز أن يزاد عليه غرامة لا تتجاوز مائة جنيه مصري .
و حكم علي أمير بالحبس سنة
................
((سليم الحديدي )) طويل القامة ، عريض المنكبين ، ذو جسد رياضي فهو بطل من أبطال الملاكمة مقاتل لا يشق له غبار، ، وحيد لا أهل له بعد أن قضوا نحبهم في الحج لكنه كان متعلقا جدا بهم، يسامح في أي شيء في الدنيا إلا أن يأتي أحد علي ذكرهم بسوء و كان هذا ما حدث ، بعد انتهاء جولة الملاكمة مع خصمه نادر محسن و فوزه بالضربة القاضية علي نادر و انتهاء المباراة أقسم نادر أنه سيحطمه و سبه بوالدته، فنادر لم يكن يملك أية روح رياضية و كان يضع أمله أنه سيفوز علي سليم، و لكن سليم قضى علي أمله ،فلم يدر بم يتفوه و سب والدة سليم في عرضها و كانت هذه آخر غلطة يرتكبها نادر فلقد عاجله سليم بلكمات متتاليه فزاد نادر من سب سليم بوالدته طعنا في شرفها ، فلم يدر سليم بم يفعله إلا بعد أن سكن نادر بين يديه و فارق الحياة
و طبقا للقانون
تجرى المادة 238 من قانون العقوبات بالآتي:ـ
من تسبب خطا في موت شخص اخر بان كان ذلك ناشئا عن اهماله او رعونته او عدم احترازه او عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والانظمة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة اشهر وبغرامة لا تجاوز مائتي جنية او بإحدى هاتين العقوبتين .
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد علي خمس سنين وغرامة لا تقل عن مائة ولا تجاوز خمسمائة جنيه او بإحدى هاتين العقوبتين اذا وقعت الجريمة نتيجة اخلال الجاني اخلالا جسيما بما تفرضه عليه اصول وظيفته او مهنته او حرفته او كان متعاطيا مسكرا او مخدرا عند ارتكابه الخطأ الذي نجم عنه الحادث او نكل وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة او عن طلب المساعدة له مع تمكنه من ذلك .
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد علي سبع سنين اذا نشا عن الفعل وفاة اكثر من ثلاثة اشخاص فاذا توافر ظرف اخر من الظروف الواردة في الفقرة السابقة كانت العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد علي عشر سنين .
حكم علي سليم الحديدي بالسجن خمس سنوات
..................
((يوسف بدوي )) طويل القامة ، متوسط البنية ، أسود الشعر و العينان ، سجن في قضية قتل خطأ ،
يوسف شاب محترم متفوق ،خريج كلية تجارة بحث كثيرا عن عمل إلي أن وجد وظيفة في بنك ، خطب يوسف جارته لمياء ، تعرفه و يعرفها و يعرفان ظروف بعضهما و سيجهز كل منهما ما يستطيع ،و ما ينقصهما سيشتريانه تدريجيا ،وسيعيشان مع والدة يوسف في شقتها ، في اليوم الذي يسبق الزفاف خرج يوسف مع اصدقائه للاحتفال بآخر أيامه في العزوبية ،
و بعد انتهاء الاحتفال و في طريق عودتهم صدم يوسف عادل محمود أحد المارة بالسيارة و قضى نحبه في الحال ، و وفقا للقانون تم الحكم عليه بخمسة سنوات
، رفض والد لمياء أن تنتظر ابنته يوسف و قام بإلغاء الزواج ، لم تتحمل والدة يوسف هاتان الصدمتان ، أن يفقد ابنها حريته و يخسر من أوشكت على أن تكون زوجته قلبها الضعيف لم يقو على ذلك و أعلن اضرابه و توقف النبض ساعة أن انفرجت شفتا القاضي ناطقتان بحكم سلب حرية ولدها وحيدها ، و سقطت في قاعة المحكمة مسلمة روحها لبارئها وسط هرج و مرج صادرين عن الموجودين بالقاعة ووسط صرخات يوسف " أمي ،أمي "
سمح ليوسف بالخروج لدفنها و عاد وراء القضبان وحيدا يتذوق مرارة فقد الأم و الحرية سويا
..............
تعرف يوسف علي سليم أولا فلقد دخلا الحبس سويا في يوم واحد
الحبس عالم آخر ما أن تدخل من بوابة السجن الكبيرة يجب أن تنسي العالم الخارجي و تنسى كل ما تعرفة و تعلمته بالخارج ، تلقيه أرضا و أنت تخلع ملابسك و تبدلها بملابس السجن الزرقاء ، فلتلق أدبك و أخلاقك خارجا أو ادفنها عميقا فلا تصل لها ، هناك لا مجال إلا للقوة و القوة فقط ، إما أن تكون أسدا يقود القطيع ، أو عضوا فاعلا فيه بقوتك ، و إما أن تسحق تحت الاقدام ، و تكون خادما لمن يمتلك القوة ، أو قد يجتمع عليك حظك السيء و مصائب الدهر في يوم واحد ، فتكون أنت مصدر المتعة بالداخل ، إن دخلت هذه الدوامة فلا مخرج لك .
ارتدي يوسف و سليم ملابس السجن الزرقاء اقتادهما الحارس للعنبر الذي سينامان فيه، فتح الباب و ألقاهما بالدخل صائحا
" هذا واردنا لليوم استلموه"
و نظر لكل منهما بشماتة و احتقار
" العنبر هنا سيعجبكم بالتأكيد"
ثم أعلن صرير الباب اغلاقه
لينظر يوسف لسليم و ينظر للعنبر و هؤلاء الرجال الذين ينظرون لهما و يتفحصونهما ظل يوسف واقفا قليلا بينما سليم تقدم نحو السرير الخالي والقي ما يخصه من متاع عليه ناظرا ليوسف
" أنا افضل النوم علي السرير السفلي فلتنم أنت بالأعلى "
ليعتبر يوسف أن هذه اشاره له و يتوجه مسرعا ناحيه سليم ،
و يأتي من آخر العنبر رجل ضخم تنبئ ملامحه بالإجرام يحمل على وجهه عدة علامات غائرة قائلا
" ما هذا ؟ تدخلون هكذا ،تصولون و تجولون بالعنبر و كأنه ليس له كبير، أتظنونه بيت والدكم "
و ينظر للرجال في العنبر صائحا " أليس لهذا العنبر كبير يحكمه؟!"
فيردون عليه في نفس واحد و كأنهم كورال الأوبرا
"أنه أنت أيها الكبير "
فيصيح مناديا علي يوسف و سليم
" اقتربا هنا لنتعرف"
كاد يوسف أن يتحرك من مكانه، لكن سليم أوقفه بإمساكه من معصمه فلقد فطن إلي أنه يستدرجهما ليفرض سيطرته عليهما و نظر لذلك الرجل قائلا
" أنا سليم "
و قال يوسف بدوره " و أنا يوسف "
فقال الرجل " و أنا الكبير ، كبير العنبر ، قدورة أبو غزال ،بلقب سلاحي الابيض ، الكفيل بإحداث العلامات علي من تسول له نفسه الاقتراب مني "
فقال سليم ساخرا " بالتأكيد واضح من تلك العلامات التي تملأ وجهك "
فانتاب الغيظ قدورة و استعرت به نيران الغضب
" أتظن نفسك ظريفا يا ابن العاهرة"
فيصيح سليم " إلا سب الأهل أيها المأفون"
و يهجم علي قدورة بسرعة لم يتوقعها لا هو و لا رجاله ، فكان و كأنه سهم انطلق من قوسه نحو الهدف و اصابه حقا ، حاول قدورة استجماع شجاعته و الرد علي تلك اللكمات المتلاحقة التي وجهت له من قبضه سليم الحديدية ، لكن هيهات
فاستل قدورة سلاحه الابيض و حاول طعن سليم لكن سليم ابتعد عنه و اصبح الاثنان يدوران في دائرة كل منهما يتوعد للآخر
و يلوح قدورة بسلاحه الأبيض قائلا " لقد أخذتني علي حين غرة ، لن تفلت من غزالي "
فيرد سليم " أنت لا تعرفني، من الأفضل لك أن تبتعد عني طوال فترة تواجدي هنا، و لا تمس أهلي بسوء بكلامك، و إلا نلت ما لا تحمد عقباه "
فيضحك قدوره "أهلك، عن أي أهل تتحدث، أنا علي يقين من أمك لا تعرف من هو أبوك"
قالها و هو ينقض علي سليم ليطعنه لكن سليم تفادي الطعنة بان قفز جانبا و استدار ممسكا بقدورة
ليصيح قدورة برجاله "ما بكم ايها الأوغاد ؟أتتركونني له"
فينقض رجاله علي سليم و علي يوسف كذلك و تدور معركة طاحنه
لم يكن يوسف بالضعيف أبدا و قاوم و دافع عن نفسه و انطلق ناحية سليم ليكونا ظهرا بظهر بعد أن افلت قدورة من سليم
أيقن سليم بأن نجاته لن تكون الا بتكسير من يقع تحت يديه منهم لن تفلح الضربات الخفيفة
و قد كان كسر ذراع أول من اقترب منه ليصيح الرجل و هو يستمع لصوت عظمه يتكسر ، و كسر معصم آخر ليتخوف الرجال من الاقتراب أثر ما اصاب أقرانهم ، أما يوسف فكان يدافع عن نفسه و يضرب هذا في معدته و يضرب ذاك ، لكن قوة ضربات سليم كانت أقوي و أعنف ،كانت ضربات يوسف متخوفة و لكن ضربات سليم كانت قوية تعرف أين تتجه توقف الرجال عن ضرب يوسف و سليم خائفين من هذا الذي لا يصيب إلا بكسر أو ضربة قاضيه تجعل من تناله يتكوم ارضا متألما صارخا ، أنفسهم ليصيح قدورة محاولا الذود عن ما بقي من كرامته
"ايها الجبناء أتخافون من هذا التافه! "
و يطلق صيحه قوية و هو ينقض علي سليم فيمسكه سليم من كلتا ذراعيه و يقلبه علي ظهره رابضا فوقه كما الليث فوق فريسته و يأخذ منه سلاحه الابيض قائلا
" فلتعرف بم تلعب أيها الماهر لكي لا تجرح نفسك فوجهك لم يعد يحتمل "
ثم نظر للرجال المرتعبين من حوله " أنا لم ابحث عن عداوة أحدكم ، و لا شأن لي بكم ، فلتكونوا في حالكم و تتركوني لحالي"
و نظر لقدوره "ما رأيك أيها الكبير ، أسنكون أحبابا ،أم تريد نيل عداوتي؟!"
فقال قدوره و هو يداري علي خيبته " لا حب إلا بعد عداوة ، أنا اقدر الرجال الاشداء"
فيمسك سليم بيد قدوره و يعاونه للنهوض، و يتجه مع يوسف لسريرهما ليتعرفا
" أنا سليم الحديدي "
"و أنا يوسف بدوي "  

العهد  للكاتبه نشوه أبوالوفاWhere stories live. Discover now