هديل بنت في نهاية العقد الثاني من عمرها جميلة خلوقة من عائلة راقية تدرس باحدى الجامعات المشهورة في فرنسا (الصربون) تنحدر من قبائل الجزائر (تيزي وزو) انتقلت من بلدها الام وهو الجزائر الى البلد المستعمر .عندما كان عمر البنت هديل 17 سنة لايقل عنها ولايزيد كانت البنت الصغيرة ذات شعر اسود اشعث و وجه شاحب عائلتها كانت تعاني كثيرا والدها مريض وامها تظل تعمل جاهدة ليلا ونهارا من اجل جمع القوت لاسرتها اللي كانت تتالف من والدين و اخ اكبر وبنت في العقد الثاني من عمرها لكنها تعاني من مرض السكري والبنت الصغرى هي هديل كانت عندما تكون متوجهة الى المدرسة تتلقى الكثير من الاعتداءات والكلام الجارح ... عندما تلتحق بصفها من اجل الدراسة لاتتمكن من التركيز مع معلمها او حتى الاجابة على الاسئلة لانها تظل تفكر وتردد ماقاله لها زملائها والناس مما سبب لها ضعف بصري وغيره من الاعراض التي تطرا عليها من خلال التوتر والقلق .كانت لها صديقة لها نفس المستوى المعيشي معها تروي قصتها لهديل قائلة = توفي ابي عندما كان عمري ثلاث سنوات كنت احظى باحلى اب في الدنيا هو الذي لم يمنعني من اكل اي شيء داعبني حتى كرهت ...اتذكر ذلك مع انه عمري لايتجاوز ثلاث سنوات فاللحظات الجميلة كاوراق الخريف تسقط ولن تعود ابدا.واللحظات السيئة تبدا بعد وفاة ابي عندما تم رمينا من بيتنا الى الشارع لم تعلم امي مايحدث لكن بعد مرور اشهر اكتشفت ان ابي كان مستاجر بيتنا فقط وكل تلك الاكلات الشهية والالعاب الثمينة وكل شيء كان مستقرض من اجل فرحتنا فقط وظلت المشاكل تلاحقنا الى يومنا هذا ردت عليها هديل قائلة لي تقريبا نفس الشيء معك فيجب عليك التحلي بالصبر فالصبر حليفنا . في اليوم التالي قامت هديل من نومها لكي تحضر نفسها للمدرسة لكن اثناء تناولها فطورها (حليب وخبز) وقفت شاردة وهي تفكر فيما سيقوله لها الناس واصدقائها العنصريين فبدات تردد "انا محطمة انا فتاة لاتستحق العيش انا هي الفتاة تحملت المسؤولية منذ صغرها لماذا اطاحني الله بهذه العائلة الفقيرة التي لاتوفر لابناءها اقل الاشياء ليتني ابنة اغنى رجل في العالم ياترى ماذا سيحدث اذا صرت اعيش في قصر اتناول اشهى الماكولات كم ساكون سعيدة وقتها .وبعد ايام من هذا الكلام الجارح استقبلت الفتاة هديل خبر مفزع وهو وفاة والدتها التي لطالما تمنت ان تفرح اولادها ولو بحبة بسكويت كان هذا الخبر خبر فاجع بالنسبة لها وفي نفس الوقت تراودها افكار وهي تقول = "لماذا لا استغل هذه الفرصة الثمينة واهرب من هذا الكوخ لاجد ماينفعني في هذه الحياة ". عندما ذهبت هديل بسرية من اجل جمع اشياءها الصغيرة فاذا بها تجد ورقة مطوية فوق كرسي ابيها فذهبت باتجاهها لتتطلع عن مابداخلها فبدات تقراها كلمة بكلمة ووجدت اسم امها على زاوية الورقة فقالت =كيف لامي ان تكتب مثل هذه الرسالة المؤثرة وهي جاهلة .وبدات الدموع تتسايل وكان مضمون الورقة هونصيحة من امها المتوفاة قائلة =عليك بالقناعة... والسمع والطاعة ...والعفة والوداعة ... فقالت في نفسها =اعدك يا امي باني ساسير على الطريق الصحيح وافعل ما بوسعي من اجلك .قررت هديل الهروب من بيتها والذهاب الى مكان اخر ترى فيه الحياة لكنها ظلت في وعد امها .ركبت البنت الحافلة متوجهة الى المطار الذي كان يبعد عنهما ب2 كيلو متر جلست على كراسي المحطة فاذا بامراة ذات شعر ذهبي وعينان زرقاوان تجلس بجانبها لمدة طويلة فاستغربت الامراة مايحدث مع هديل لانها لم تتفوه باي كلمة بدات المراة ذات الشعر الذهبي بسؤال هديل عن حياتها روت لها قصتها فسقطت دمعة من عين الامراة فقالت لها = يا ابنتي لماذا لاترجعي الى بيتك وتكملي بقية حياتك مع عائلتك فاجابتها هديل =ياسيدتي انا لااريد من احد ان يقول لي اي كلمة بشان حياتي انا امشي على الطريق الصحيح فقالت لها السيدة = حسنا .سوف تذهبي معي في رحلة الى لندن وساتدبر امورك ومن اليوم فصاعدا انتي ابنتي هيا من اجل استخراج الوثائق اللازمةللسفر وذهبت الى بيت هديل واعطت الى ابيها واخوها الاكبر المال من اجل عيشهم ووعدتهم بانها سوف تاتي هي وهديل لزيارتهم .ذهبت هديل مع السيدة الى باريس وعاشوا في سعادة لكن بالرغم من شقاء السيدة من اجل فرحة هديل لكن ظل هناك فراغ كبير في قلبها رغم الرفاهية التي توفرها لها الامراة ذات الشعر الذهبي فقد ازداد شوقها الى عائلتها ووطنها كانت هديل قد التحقت بجامعة السوربون وهي اشهر جامعة بفرنسا وهي من أعرق وأرقى الجامعات في العالم وصارت هديل من اكثر البنات شهرة بالجامعة لانها لم تنسى نصيحة امها وبقدر