00° خَـاوِيَّـة

738 90 263
                                    


استفاق من دهشـته،
و تماسك في وفقـته،
و هلع إلى رفيقتـه،


التـي تناثرت على الطريِقِ دماؤها،
ممتزجِة بشظـايا زُجاج سيَّارتِها،
المصطدِمة بشاحنـة للنـقل،
فِي قلـب الطريق شِـبه المعتِم؛
إلا من أضواء حفلةِ يوم ميلاده،

و كمفاجأة كذلكَ، بمُقتضى المشيئة؛
أن يكون يوم فقدانه لها؛
رفيقته، أو قل " كانت ".

راعَـهُ منظرُهـا،
فإقترب مضطرِبـاً،
وجِلاً، لا يدري ماذا هو بفاعـل؟

انتشلها إليه،
محتمِلاً إيّاها،
بين ذراعيه.


و جلسَ قريباً،
يحاول ألا تُغـشي الدُموع عينيه.



فأردف بإحتقان؛
" مالُـوري، أتسمعينني؟،
أبخير أنتِ؟ "


تبسمّت بوهن،
مُحاوِلة فتحَ عينيها؛
فلربما تحصد نظرة أخيرة،
تكفيها،
لرحلتِها،
الغير مخيّرة فيها،




فإذا بأعينه تتلقاها،
تعانقُ، تطمئن،
تربت علي عيناها،

فرفعت كفها إلـى حيث خده البارد،
" ميلاداً سعِـيداً،
ميـاو! "




دمعات حارة حرقت وجنتاه،
حينما أقبلت من بُعد حبيبته،
التـي اشتبهت في طول غياب كليهما،
فهَمَّت بالبحث عنهما، متوعدة بعقاب وخيم،
لم يكن ليكون أقسى مما أبصرته عيناها.




صرخ بها صائِحاً:
" هيّو جين، الإسعاف، حثيثاً! "



امتثلت لأوامره في عُجالة،
منفزِعة، تحاول إستجماع أحرفها لوصف العنوان.




آناتها المكتومة مزقت نيّاط قلبه،
فإستعجل بطلب إسعافات أوليّة:
" لا تبتئسي مالوري، ستكونين على ما يُرام،
ابقي معي، مالوري! "





ثم أجهش بالبكاء الحار؛
" إني لآسف أشد الأسف لجفائي،
و سوء معاملتِي و إهمـالِي لكِ،
و لكني سو-"




قاطعتهُ قاصدة ألا تجعل أخر لحظاتِها بائِـسة كما كانت معظـم الوقـت:
" يـون غـي، إن البرد قارص! "



قربها، حتى إحتواها في صدره،
و كم تمنى لو بمقدوره أن يحتويها
داخل قلبه المحترق ليدفئَها.



-" ألـن تُغنِـي لِـي حـتَى أَنـام ؟ "

أردفـت بإرتجـاف، بينـما تتمـوضعُ يـدُها عـلى خـدِه،
مـزيّنةً إِيـَّاهُ بدمَـائِها.



فبكى ما شاء أن يبكي،
و هو يراها تخبو.




" أيّها الصغِـير، لا تبكِ
أنا فقط متعبة قليلاً،
أوّدُ النوم، فقط لخمس دقائـق
أتسـمحُ لـي؟
ألا تُريـحني و تُغنـي لـي حتـى أنـام، يا صغير؟
و أعدكَ عندما تُنـهي التهويـدة،

سيُزال البأسُ، و سأنهض للعب معكَ! "

لم تكتمِل أغنيتهُم قط،
و لم يجدوا لها لحـناً مُنـاسِباً،
كانت قصيرة،
كما أنفاسُها،
فخوت.



و هوت يدها من أعلى خديّه،
فهوت أدمعه من مقلتيّه
فهوى علي قلبه ضارباً،
مستنجداً برد منها:
" أتممتُ أغنيـتي، أفلا تنهضين؟
أم أنكِ بالوعـدِ تحنـثين؟ "




" فإذا بها من الروح تخبو،
و تدنو من الفَناءِ،
تدنو،
شهاقاتهُ في الأرجاء،
تعلو،
نادمة على جفاءٍ،
تجثو،
و إذا بِها في صقيع تلك الأمسية،
بين شهاقاتِه، أمست
خاويّة،
فهوى علي قلبه ضارباً،
مردداً؛
يا ليّتها كانتِ القاضِيّة
فالويّل لي،
كل الويّل،
أعيش و هي عني قاصيّة."










SING ME
TO SLEEP.

© Black-gucci

Wednesday,
first of May,
2019.



You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 04, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

SING ME TO SLEEP; MYGWhere stories live. Discover now