رسالة ختامية.

2.6K 78 31
                                    

كنت أفكر لمدة ليست بالقصيرة أثناء سنوات فراري ( هل أصبحت سنوات؟ لم أحصها إلا أنها بدت سنينًا ) والآن اتخذت القرار في التصريح والاعتراف بالأمر وهدّ كل الحواجز والعوائق الهاجسية والفكرية التي تحول بيني وبين العودة للكتابة ناهيك عن الاسراف فيها بشكل إنتاجيّ ومُرضي ( بجانب الكسل بالطبع والتفرغ والمزاج وكل تلك الذرائع السخيفة ) إلا أن الجانب الوجداني كان يتمزق ويهرش بأظفاره نفسه مُلحًا، حان وقت المواجهة التي أُجِلت كثيرًا.

بالطبع، مازلت أضع في الاعتبار تلك الفعلة التي كنت أعتبرها مشينةً ومخجلة ( تخلصت من هذه المشاعر بالمناسبة من باب التخفيف للاستمرار ) في حذف قصصي والهرب للظلال وترك أفواج من القراء بلا مبرر بفضل تخاذلي ومع كل ذلك الاختباء خلف وعود واهية مثل " ستعود يومًا ما، أحاول الكتابة " وإلخ....

ما مصير القصة؟ هل سأكمل كتابتها؟ الإجابة هي لا. لن أفعل. أعرف إجابة نذلة وقد تستفز البعض وتخلق نوع من العداوة تجاهي لكنّي أتحدث هنا بكل صراحة من باب الوضوح والأمانة. ربما قد يحصل ذلك في يوم من الأيام لا أنفي الاحتمالية نفيًا كاملًا فأنا أحد المزعجين المتراجعين الذين لا يستقرون على قرار ويُسيّرهم المزاج لا الإحساس بالواجب أو الالتزام. لكن حاليًا الإجابة هي هذا العمل انتهى وتم هجره بلا رحمة.

ومع هذا مازلت أفكر بشأن " هل أعيد نشر الفصول الموجودة بالفعل أم لا؟ " وأتركها ورائي كأثر أو ذكرى أو أيًا كان وإن كانت نسبة رضايّ عنها صفرًا... على أنني أعتبر الموضوع ينطوي على قدرٍ من الجُرأة والتهور والوقاحة، لكنني سأحسم الأمر في الوقت القريب.

ما عدتُ حتى أكون كاتبًا ( في هذه اللفظة شيء من القداسة والسطحية أيضًا لا يناسبان وضعي ) وسأحارب بضراوة دفاعًا عن نفسي ضد هذه التهمة وهذا القيد الهائل الغير مرغوب، في العالم كتّاب جيّدون ينهضون بالأدب وآخرون سيئون لكن لديهم حسنة الإلتزام لقرائهم، ونقصان واحد مثلي لن يخل بتوازن الكون. تخليت عن السعي وراء هذا الطموح ولم أترك السلوك بعد ( من باب العادة غالبًا، مازلت لا أدري )

وتبنيتُ لنفسي فلسفةً وحجةً تحفظ إحترامي لذاتي وبقايا كبريائي، لا لن أكتب لأختم عملًا ما ولن أسعى لإكماله، سأترك الأشياء كما هي ناقصة. سأكتب طالما شعرت أن بمقدوري الكتابة ومتى سئمت من شيءٍ ما تخليتُ عنه وانتقلت لغيره وهكذا، سأكتب بل بدأت أكتب بطريقة همجية وغير متحضرة ( لن تلائم غالبية القراء/ ومن هنا رأيت أهمية الفصل بين المكانين ).... قد أصل يومًا ما إلى إتمام قصة عن طريق الصدفة، أما أن أتخذ تلك غايةً ومسؤولية فلا وألف لا.

ومن هذا المنطلق كما ترون، فإنني وباختصار شخصٌ لا يُعوّل عليه ويجيد تخييب الآمال بأساليب بارعة وينكفئ على نفسه ويفر هاربًا كلما أنبهُ ضميره.

لكنني أيضًا لستُ بجاحد وكافر بالفضل والجميل. ولن أنكر وجودكم ومسايرتكم وتشجيعكم لي على طول الطريق القديم. أحببتكم صدقًا ( إن كان ما يزال لدي الحق في قول ذلك ) أحببتكم وما زلت أميّز وأحفظ معظمكم وحتى القراء الغرباء من الظلال أشعرُ نحوكم بذات المشاعر. بعضكم أصبح صديقًا لي بالفعل وبعضكم سيكرهني أو يحقرني. لكم ما تشاؤون.. الذي أعرفهُ وأهتم لأجله أن هذه القصة وذاك التفاعل المتبادل بيني وبينكم قد أتى بنتائجه وإن بدت لكم الآن جهودًا عبثية ولم تظهر لكم جليًا، وسيظل أثرها فيّ ما حييت مهما هربت وتواريت واختبأت وتشاغلت، سأترك جزءًا من روحي  هنا وأواصل الركض.

بعد أن اتضح موقفي ( على أمل أنه اتضح ) إن رضيَ أحدكم بهذا النظام العشوائي الجديد لنفسه ووجد عنده قدرًا من الصبر والاحتمال واستمرارية الرغبة قبل كُل الشي، فأجد أنّ من أحد حقّوقكم عليّ ( لا يخلو العرض من مصالح ذاتية وأنانية بكل تأكيد ) إعطائكم الحق في الاطلاع على سير تخبطي الأدبي. فليُخبرني من يشاء بذلك.

أخيرًا شكرًا لكم. وسأعتذر لمرةٍ أخيرة فقط. آسف أعين فارغة تنتهي هنا، وستكتمل في مكان آخر بطريقةٍ ناقصة أيضًا.

الوداع/ أراكم لاحقًا

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 19, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أعين فارغة.Where stories live. Discover now