1

5.9K 275 112
                                    

"في صباح أحد الأيام، كنت أتمشى كالعادة، وأثناء عودتي إلى البيت، التقيت في طريق شابا مزعجا

كان يقطع عليا الطريق كالأحمق، وما كان مني إلا أن صرخت بوجهه

"يا هذا، ما اللعنة معك؟ابتعد ودعني أمر "

ليطرح سؤالا غريبا "مهلا لحظة، هل تستطيعين رؤيتي؟"

أحقا؟!لا بد أنه يمازحني الآن؟لأصيح به مجددا "سحقا لك،فقط انقلع من أمامي،ولماذا تظن أنه لا يمكنني رؤيتك أيها المتحادق ؟"

ليقول بعدم مبالات "هذا لأنه...."بتر كلامه على إثر ضحكة صاخبة جاءت من الجهة الأخرى للشارع

مما زاد من غضبي، التفت إلى ذلك المزعج وقلت "هي أنت، هل أبدو لك كمهرج هنا لتضحك هكذا؟"

حاول كتم ضحكاته وقال "هل تكلمين ذلك العمود،؟إختيار موفق، إنه يبدو وسيما جدا "  ثم أكمل ضحكه مجددا وغادر

التفت مجددا إلى الواقف أمامي يكتم ضحاكاته بغباء، لأقول بصوت مرتجف "ه...ه..هو..ل.لم يرك...هل..أ..أنت ش..شبح؟"

ليقول بابتسامة، حسنا علي أن أعترف أنها أجمل ما رأيت في حياتي، المهم قال:"اسمعي عزيزتي سارة، لا أحد على الإطلاق يستطيع رؤيتي عداك أنت "

مهلا، لماذا أنا، ومهلا أخرى، من يكون هذا الوسيم كاللعنة أمامي؟

سأفقد عقلي، مشيت من أمامه بملامح مصدومة، عليا العودة إلى البيت وأخذ قسط من النوم ربما؟

"هي سارة، مهلا، سآتي معك أنت لا يمكنك التخلي عني بعد الآن "

هذا ما قاله وهو يلحق بي، التفت مجددا بحدة، وقلت "سحقا، ما أنت وماذا تريد مني، و مهلا لحظة..كيف تعرف إسمي؟"

الغريب "سارة، أنا صديقك الخيالي، وأيضا أعرف عنك كل شيء  ،فأنا لطالما كنت بجوارك "

هذا مجرد حلم مزعج سأستيقظ منه قريبا، قلت بنفاذ صبر، "اسمع يا هذا.."قاطعني وقال

"إسمي رعد "

لأكمل "أيا يكن، توقف عن ملاحقتي، وأنا لا أذكر أنه كان لي صديق خيالي "

ليرد بهدوء مستفز كجمال وجهه واللعنة "هذا طبيعي أنت لن تتذكري شيء عني، كان لا بد أن تنسيني"

ثم أردف "لا يمكنني التوقف عن ملاحقتك، سأبقى معك، هيا إلى المنزل "

ماذا أقول، فقط واصلت المسير دون كلمة،وهو يمشي خلفي كظلي

وصلت إلى باب البيت ثم قرعت الجرس، بعد لحظات فتحت لي أمي قائلة "أوه...أهلا صغيرتي...هيا أدخلي الفطور جاهز "

قبلت أمي ونظرت خلفي لأجده واقفا كالصنم وقلت بحدة "ماذا؟هل تنتظر دعوة،؟ حرك قدميك السخيفتين وادخل "

التفتت إلي أمي قائلة بتعجب "سارة؟!هل تكلمين أحدا؟"

أجبت بارتباك "لا..لا أحد،...هههههه سأذهب لأستحم "

سحبت ذلك المغفل الذي كان يضحك علي وهمست من بين أسناني "اللعنة، توقف عن إحراجي طوال الوقت "

قال هامسا "أنا بريء..أنت من تبالغين في غضبك"

نظرت إليه شذرا مما جعله يبتلع لسانه، أدخلته إلى غرفتي وطلبت منه البقاء بهدوء إلى أن أنهي استحمامي

لا أعلم ما المصائب التي تنتظرني

انتهى 

صديق خيالي Where stories live. Discover now