(1)

45 4 7
                                    


.


.

في غرفة هادئة ضئيلة الحجم وكأنها صندوق لعين..

صوت تكات الساعة وشهقات تلك المتكورة على نفسها في زاوية الغرفة وحده ما يمكن سماعه...

أنين لبعض الوقت، ثم ضحك كالمجانين..

معصمها الأيمن مشلول لا يمكنه الحراك، وكأن تلك الشفرة انغرزت في عظامها!

تتنفس بصعوبة من بين شهقاتها، فلوهلة كادت تموت غارسةً رأسها داخل إناء مملوء بالمياه.

شعرها المزعج على وجهها كاللعنة.. خسرته بعد أن كان كشلال مياه متدرجٍ لآخر ظهرها ~

نهضت لتتمايل بتعب بينما كريستالات الزجاج المتناثر على الأرض يخترق قدميها العاريتين..

لترمي بجثتها على ذاك السرير واضعة رأسها بين يديها محاوِلةً إيقاف الأفكار عن التدفق..
لكن بلا جدوى.. لم ولن تفلح في ذلك.

أجل سأفعلها!!
سأهرب من هذه الجحيم ولو كلفني الأمر حياتي..

بدون أن تتوقف دموعها عن السيل لثانية واحدة!! أفكارها تصارع ألمها وتتضارب بقوة مع  أخرى...

إلى أن سلمت روحها أخيراً للرب...

كلا لم ترتاحوا منها بعد! مازالت ضربات قلبها على ما يرام.. هي فقط نامت لوقت ما ~

لم تخشى الظلمة ولا الوحدة يوماً..
لطالما عاشت أجمل لحظاتها مع نفسها في ظلام الليل..

_استيقظت قبل طلوع الضوء، نظرت لسرير أختها الفارغ ناسيتاً ما حدث البارحة..

تحسست شعرها الذي يلامس رقبتها... لا بد أنني أحلم.. أجل أنا أحلم!!

هرعت بسرعة لتخرج من الغرفة إلى أن عادت بخيبة تجلس على فراشها .. الباب مقفل أجل..

عقلها فارغ كصحراء تهب بها الرياح!!

بعد طلوع الضوء لم تفارق المرآة..
تشفق على نفسها!!!

ليتكِ هنا أمي!!  لو كنتي معي لما حصل شيء من هذا لي..

ليتني لم أبكي يوماً لانني بحاجتك..

ليتكِ لم تكوني أُمي !!

لتنفجر باكية ً بعد أن نطقت هذه الكلمات..

⭐كم هي صعبة الحياة بدونك أمي !
لهذا أكرهكِ!! لأنكِ سبب تعاستي! ⭐

أخيراً قررت أن تجمع روحها المتناثرة...

خلعت ملابسها الملطخة بالدماء والماء لترميها على الأرض بإهمال وترتدي غيرها..

أمضت يومها تحاول خلع حديد النافذة.. لم تترك شيئاً إلا وجربته لكن بلا فائدة.

استسلمت وجلست كعاجز مقيد على الأرض.. أخذت تناجي صديقتها المذكرة خاصتها...

تحاول أن تكتب.. لكن لاشيء سوى؛
أنا جثة هامدة..
تصارع الموت.
عاجزة عن التنفس؛ أقاوم آلامي..

أخذت تكرر كلامها المتناقض بصيغ مختلفة ومفردات متنوعة.. وكأنها لم تعرف الكتابة يوماًيوماً !

بعد مدة.. صوت قفل الباب!
أجل إنه يفتح!!

تظاهرت بالنوم على السرير بشكل عشوائي لتجنب أي جرح آخر..

دخلت أختها الصغرى متجاهلةً لها.. لكنني لن أنكر نظرة واحدة منها؛ وكأنها تموت حزناً على حال أختها وتقول ليتكِ لم تفعلي!

ثم خرجت من الغرفة بعد أن أخذت ملابساً لها..

لتنهض وتلقي نظرة على نفسها في المرآة..

لطالما كنتِ مثيرة للشفقة!!
أريد إنقاذ نفسي منكِ أيتها الغبية..
فاليخرج ذلك الشيطان من أعماقك!

أخيراً!!
إنه الليل حان الوقت..

في الساعة    08: 10 pm

حملت حقيبة ظهرها التي جهزتها ..

_يالها من طفلة!! جمعت ألعابها لتبيعها!
ظناً منها أن ما ستجنيه من نقود سيساعد في عيشها في الخارج..

استغلت جلوس الجميع في غرفة المعيشة لتتسلل لشرفة المطبخ..

ليست مرتفعة! أجل لا يجب أن ابقى هنا..
نحن في الطابق الأول.. لن أموت إن قفزت منها..

.
.
يتبع.. ❤


_______________________________

Oups ! Cette image n'est pas conforme à nos directives de contenu. Afin de continuer la publication, veuillez la retirer ou télécharger une autre image.

_______________________________

رأيكم؟

توقعاتكم؟

⭐تصويت وتعليق من قلبكم ☺❤

.
.
.

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Aug 22, 2019 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

لُعبةُ القَدر Où les histoires vivent. Découvrez maintenant