الفصـل الثّـانِي

5.4K 659 369
                                    

أستَـغفِرُ اللّـه العَظـيـم وَأتُـوبُ إلَـيـه

أستَـغفِرُ اللّـه العَظـيـم وَأتُـوبُ إلَـيـه

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

🥀

تبڪِي هيَ ولَم تدرِي بِأنّه مُذ وُلِد يغمُره التّعب
تبڪِي ولَم تدرِي بِأنّه ليسَ بِمُظهِره حتّى وإن بَان
علَيهِ الغضَب، تبڪِي وَماعلِمَ هوَ أن لَو وقعَ الغُبار
علَى قميصِه مُستقبلاً لاِنثَنَى قلبُها
عليهِ ولَاضطَرَب!

بِذُعرٍ أفاقَ مِن نَومِه علَى بُڪائِها
شَخّص بصَرهُ على سَاعةِ يدِه وڪانت الثّامِنة صباحًا
أدرَك بعدَ لحظَاتٍ قليلَة أنّهُ قد تَأخّر عن عملِه
ولَم يڪد لِربّ عملِه يتصّل إلاّ بِنحيبِها
الغُرفـة عالِيًا يُطرِبُ.

إلتفّ برأسه مذعورًا بغية إيقاظ رفيقة روحه آيلا
لتُداهمه لحظة إدراك أنّها وللأسف قد رحلت عنهُما فتدمع
عيناهُ وقد شردت نظراتُه بالجزء الخاص بها مِن السّرير
وماكان ليوقظه مِن حسرته تلك إلاّ علوّ صوتِ إبنته.

إهتزّ جسدُهُ مِن مڪانِه، وَسدّ مُرتبِكًا بِيدَيهِ آذانَه
فصَوتُها حادٌّ گان على مسامِعهِ، وَهيأتُها الباڪية
الخَوفَ خلّفت بِدَوَاخِلهِ، وَعى على نفسِه وتذڪّر
مَا أوصَتهُ إيّاهُ جـارتهُ مَساءَ أمسٍ أخيرًا.
وَجب عَليهِ إطعـامُها.

«آرِي! أنتِ جـائِعة، صحيح؟!»

نَبسَ بِلڪنةٍ مُبعثرَةٍ غَير سوِيّة، ثمّ
حَملها بِخِفّةٍ وحذَرٍ مُطالِعًا إيّاها بِاِبتِسامةٍ بَلهاء، فِي
مُحاولةٍ مِنهُ لِتهدَأ، وَقد فَرِحَ قلِيلاً حِينَ خفّ نحِيبُها.
ظنَّها فِي بادِئ الأمرِ أنّها وأخيرًا تَستمِعُ له، لَم يعلَم
هُوَ لإنعدَامِ خِبرَتِه أنّها وَفي الحَقيقَة قـد
إعتادَت علَى أن يتِمّ حَملُهـا.

يَقِف بِجسدِهِ الرّجولِي بالمطبخ، يرتدِي حمّالة
أماميّة ڪان قد إشتراها وزوجتهُ عندَ تحضيرهِم
لإستِقبال أوّلِ مولود، والذي لِمشيئة
القدَر ڪان الأخير.

تتألّف مِن حِزامَين للڪتف، يَدعمَـان مقعدًا قماشيّ وهيَ سهلةُ الإرتداء، تُبقي الطّفلَة قريباً مِن صدر
والدها، وَوَجهها مُقابلاً لِوجهه.

والِـد : لأنّكَ أبٌ عظيـمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن