١

17.6K 123 21
                                    

صباح مشرق، هواء نقي، عصافير تزقزق، شمس ساطعه وخضره تسعد النظر، هكذا كان الصباح في هذه القرية البسيطه بسكانها البسطاء حيث كل حياتهم تعتمد علي البساطه والطبيعه، كل شئ بسيط وجميل، البسمه ترتسم علي الوجوه والجميع يعمل بجد ودون كلل أو تعب

في داخل ذاك المنزل الفخم الكبير الذي يتوسط القريه ويظهر أن مالکه ذو شأن بالقريه، كان المنزل يعج بالنشاط، الجميع يتحرك بسرعه منظمه، كل فرد يقوم بما هو متوجب عليه، هناك تلك الفتاه التي تقوم بتنظيف المنزل وكنس الأرضيات، وتلك التي تقوم بتجهيز طعام الإفطار، والثالثة التي تقوم بمساعده إمرأه عجوز على الجلوس وهناك من تقوم بتجهيز الشاي والقهوه وهناك من تقوم بالعجن وأخرى تقوم بالخبز وهناك الفتيات والفتيان الصغار الذين ينتشرون بأنحاء المنزل بهمجيه أطفال طبيعيه جداً

خرج من إحدى الغرف شاب بالخامسة والعشرين من العمر، يرتدي جلباب بني وعمامه بيضاء علي رأسه وحذاء أسود لامع وخاتم ذو فص أزرق وساعه جلديه، بشره قمحيه وقوام رشيق وطويل، عيون عسليه وشعر بني ظاهر جزء منه من عمامته، شارب فوق شفتيه المكتنزتين، تقدم من المرأه العجوز وقبل رأسها ويدها بأحترام ووقار

العجوز بصوت متعب:
باركك الله یا صلاح يا ولدي

صلاح بهدوء مبتسماً:
صبحك الله بالخير يا أماه، كيف حالكي اليوم

العجوز تومأ:
بخير والحمد لله، أنظر لزوجتك كيف تترك نفسها هكذا دون ترتیب نفسها في الصباح، أدبها یا صلاح كي لا تستقوي عليك وعلمها النظافه والنظام فهي لم تتعلمه في منزل والدها، هي عروس جديده ويجب أن تهتم بنفسها يا بني

صلاح يبتسم:
أمركي يا أماه، ولكن كما قلتي هي ما تزال عروس جديده ولا تفقه شئ، البركه بكي يا بركتنا، علميها وأدبيها ولكن لا تقسي عليها يا سبب نعمتنا

صوت ضحكه قادمه من خلفه ليظهر شاب أكبر عمراً في الثلاثين من عمره وأطول قليلاً من صلاح وجسده عريض عنه وذو لحيه خفيفه وشارب وبشرته بيضاء ولكن أثرت بها الشمس وعينيه عسليتان وشعره أسود لامع، يرتدي جلباب أخضر وعمامه بيضاء وحذاء أسود لامع وخاتم ذو فص أزرق يزين أصابعه وساعه جلديه، وضع ذراعه حول كتفي أخاه بضحك

بضحك وصخب:
ههههههههه أتركيه يا أماه فهو يخشي علي حبيبه القلب أن تتأذي، لا تعذبيها بحق رب البيت يا أماه حتي لا يتذمر صغيركي ههههههههه

صلاح يبعده بضيق:
أبتعد يا عدنان أنت دوماً هكذا

عدنان يقترب منه ويحتضنه غصب عنه:
أمزح معك يا فتي ما بك

صلاح يحاول إبعاده بضيق:
أبتعد يا غثيث مزاحك مثل وجهك

عدنان مبتسماً بقوه وهو يحرك حاجبيه:
إذاً فهو جميييييل

صلاح بتقزز وهو يبتعد:
بل يثير الغثياااان

تختفي إبتسامه عدنان ليجلس بجوار أمه وما تزال آثار الصدمه علي وجهه ظاهره، تقترب منهم فتاه ترتدي جلباب زيتوني وحجاب أسود وبشرتها قمحيه وعيونها بنیه وجسدها ممتلئ قليلاً وقصيره وملامحها عاديه، تضع الطعام على الطاوله الأرضيه أمامهم وتقترب من عدنان مبتسمه

أقدارWhere stories live. Discover now