1-

309 87 54
                                    

-طرقات خفيفة تعاقبت على الباب جعلته كالملسوع ينتفض،و يخمد سيجارته بينما يقطع ذالك الفلم الإباحي الذي كان يناظره،نبضات مضظربة لقلبه الذي يكاد يصَّعَدُ في السماء،و جبين يتصبب عرقا بينما يضخ ذالك العطر بالأرجاء حتى يغطي على رائحة السجائر

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

-طرقات خفيفة تعاقبت على الباب جعلته كالملسوع ينتفض،و يخمد سيجارته بينما يقطع ذالك الفلم الإباحي الذي كان يناظره،نبضات مضظربة لقلبه الذي يكاد يصَّعَدُ في السماء،و جبين يتصبب عرقا بينما يضخ ذالك العطر بالأرجاء حتى يغطي على رائحة السجائر..معظلة ستحدث ان اكتشف امره..

-بخطوات متوترة تجاه الباب تقدم،ظنا منه أنهما والديه الذين عادا من السفر،تسللت يده للمقبض تفتحه وما قابله كان لا شيء!..سوى صندوق صغير على الأرض..

-رغم استغرابه هو بارتياح تنهد،وحمله للداخل يطبق الباب ويقعد على أقرب أريكة متلهفا لما يحويه..

-بتمهل فتحه يلمح ظرفا أبيض فارغاً من أية إسم للمرسل أو العنوان وزجاجة عطر شفافة..

-بيدين مرتعشتين وعينين مفتوحتين على مصرعيهما،سحب الصورتين من الظرف..الأولى كانت له وهو يشاهد الفلم الخليع والثانية بينما يدخن.
-وضع راحة يده على فاهه يلتفت حوله بفزع ما إذ يوجد مترصد بالمنزل،وللأسف هو نسي ! نسى أن الله هو المترصد الحقيقي..
-بأنامل مرتجفة مزق كلا الصورتين لعله يوقف رجف قلبه،أمسك الظرف ثانية يتحقق من وجود أي اسم عليه قبل أن يتحسس وجود ورقة ما داخله..

-"خائف أنت مما سيحدث إن رأى والديك الصورتين؟تخشى حدوث ذالك بشدة! ولكنك للأسف لم تفكر بما سيحدث حين تقضي نحبك وأنت لم تعتزل هذه الاشياء..حين تقف بيوم مقداره خمسين ألف سنة مثقلا بكل ذنوبك وخطاياك التي ستؤول بك لأجيج السعير..حينها فقط،لن تنفعك توبة ولا استغفار..
-إلى متى يا رجل!
متى ستظل ضائعا بمتاهات شياطينك؟..متى ستظل غارقا ببؤرة آثامك؟..حتى تبلغ روحك ذروتها يوما وتغادر للعلى!..
من المؤسف أن تضيع صلاتك هباء منبثا..
-"رش عليك العطر بالصندوق"

-أنهى قراءة محتوى الورقة مع ضمير لا ينفك عن تأنيبه وإحساس بالقرف من نفسه وأفعاله..
-انتبه للعطر المقصود،شفاف كالمياه السلسالة،رش بعضا منه مستغربا بانعدامه من أية رائحة..كان ذالك قبل أن يباغته خمول عظيم يسري بجسده بشكل مهيب منعه من الوقوف حتى..
-ثانيتين كانت كافية لتجعله يهوي محتضنا الأريكة..

-بروع حدق للأجساد الملتهبة بذالك القعر الجليل من النيران المضطرمة..
-ألسنة بالنجدة تصرخ،تصيح أن ربي ارجعون،منظر تقشعر له الأبدان..

"-إذا بلغت التراقي وقيل من راق،وظن أنه الفراق،والتفت الساق بالساق،إلى ربك يومئذ المساق"

-صوت عذب تلى من حوله قبل أن يشعر بيد تقبض على ذارعه وتسحبه للخلف،وما إن التفت دماسة كانت قد أحاطته..
-انتفض من مكانه محدقا بجزع للفراغ،وذالك جعله يحمد الله أنه لم يكن سوى كابوس..كابوس بمثابة تحذير،وخزة إبرة تصحيه من غفلته..
-شيء دافئ لامس وجنتيه،يستشعر بأنامله تلك السوائل الشفافة..ويعصر قبضة يده بأسى..

-------------------------------

-وقف قبالة الحاسوب خاصته يحذف جل تلك الأفلام البذيئة،بينما يلقي نظرة بين الحين والآخر على علبة السجائر فوق الطاولة..
-تردد يمنعه،قبل أن يمسكها بعصبية يهرول تجاه دورة المياه ويفرغها متخلصا منها..متخلصا مما يقتله ببطئ،بما يهلك جسده وروحه،والله قال في كتابه:

{ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}

-رسالة من رقم مجهول اقتحمت هاتفه:

-"هذه بداية جديدة،فرصة ثانية،فلا تكرر الخطأ ذاته.."
"-.فقط تأكد أن الله بعثني بطريقك لعلك تهتدي"

-ابتسامة صغيرة شقت ثغره..

-"أيا كنت أنا ممتن لك...كنت بمثابة طوق نجاة لي"

"تمت الحمد لله"

"إذا بلغت التراقي"✔||One ShotWhere stories live. Discover now