وبَعد كُل تِلك المَشاوير والضِحكات المُنتظرة في الأزقة والأمُنيات والأحلام المَركونة في زاوية المَنزل وكُل الذكريات على رفوف الغُرف، وبَعد أمان الأحضان ودفىء المَكان أرتادَ كُل شيءٍ قارص البرودة شحيح الألوان باتت الشوارع مُظلمة رَغمَ إضائتها! باتت العواميد والحيطان وكُل رُكنٍ ومَقهى جلسنا فيه وكأنهُ ينظر اليَّ بأسى! كانت العُتمة الأكبر تتخلل قُضبان رُوحي وتتوسط فؤادي،بات كُل شيئاً غَريباً قاتم اللون بَعدك،ها انا ذا اسيرُ وَحدي تحت زخاتِ المَطر بَعد أن قطعنا وعداً؛بُعداً للأيام الممطرة الخالية مِن وِدّنا....