ذكري من الماضي

183 12 0
                                    

ظلت لورنا تنظر الي تلك العجوز في صمت تفكر في كلامها.... ماذا تقصد بعهد الدم....

قالت لنفسها في محاولة تجاهل كلام العجوز: مجرد دجالة... بالتأكيد مجنونة...
تحركت في اتجاه منزل بالقرب من الشاطئ... اخرجت مفاتيحها ودخلت المنزل...

كان منزل بسيط يتكون من طابقين...
لكن رغم بساطة المنزل الا انه يملك نوع من الجمال... هل حقا المنزل هو من يمتلك جمال خاص... ام ان نقاء قلب لورنا ودفئه هو من جعل للمنزل جمال...؟

صعدت الي الطابق العلوي القت بنفسها علي الفراش وظلت تنظر لسقف الغرفة بشرود.....
تفكر في كل شيء يحدث معها الان كم اصبحت وحيده مجرد كاتبة مجهولة لا يسمع عنها الناس لا تملك شيء سوي كتبها.. تمنت لو تركت هذا العالم وتبتعد عنه تمنت لو يمكنها الرحيل دون عودة..

اتجهت لشرفة غرفتها... نظرت الي البحر الواسع وبدأت تصرخ بشدة.... وسالت دموعها علي وجنتيها في حزن بالغ.... لم تكف عن الصراخ لفترة... وعندما توقف صوت صراخها... قالت بصوت عالي وهي توجه كلامها... الي البحر الذي امامها...

وقالت : انت الشاهد الوحيد علي ما حدث لا اعلم لماذا مازلت اتذكره.... اريد ان انساه قلبي لم يعد يتحمل....
كانت تقول كل كلمه بصراخ....
هي لم تكن مذنبة... الا اذا كان الحب جريمة يجب ان تعاقب عليها...

قبل سنة واحدة علي شاطئ البحر...

تقف لورنا ومعها شاب طويل القامة.. وسيم الملامح....
لورنا : لماذا تقول هذا يا ليث هل تعلم كم احبك لا استطيع العيش اذا تركتني..

ليث : سامحيني لا اقدر علي الاستمرار في هذه العلاقة.....

تركها ليث تبكي وتتوسل اليه...ان يبقي معها ولكن لم يرجف له جفن.. وهي تبكي امامه تركها تواجه ما امامها من صعاب.... دون اي رحمة...

افاقت من كل هذا ومسحت دموعها وقالت: اريد ان اترك هذا العالم وهذه الحياة....

ثم القت علي البحر نظرة اخيرة قبل ان تلتفت متجهة الي حديقة منزلها

بمجر فتحها باب المنزل... وجدت اقرب صديقاتها اذا لم تكن الوحيدة امامها تركض نحوها لتحتضنها في قلق قائلة: شعرت بالقلق عليكي لم اراكي منذ ثلاثة ايام.....
كانت تلك هي صديقة لورنا... تقريبا لا يوجد شيء لا تقوله لورنا لها وتُدعى ميرفيا

لم تنطق لورنا بحرف واحد عندما وجدت تلك العجوز الدجالة... امامها تبتسم بخبث....

شعرت وكأن جسدها قد شلت حركته...

نظرت ميرفيا الي لورنا في عدم استيعاب لصمتها....
ميرفيا : لورنا الي ماذا تنظرين...؟

التفتت ميرفيا ورأت العجوز ولكن لم تبتدي للامر اهتماما... وسحبت لورنا لداخل المنزل...

لورنا : ميرفيا ارجوكي هل يمكن ان نتقابل لاحقاً

ميرفيا: لا بأس ولكن ارجوكي اعتني بنفسك....

بعد نصف ساعة من ذهاب ميرفيا... خرجت لورنا من المنزل بحثًا عن تلك العجوز الغريبة....

فجأة سمعت من خلفها صوت مألوف يقول : هل تبحثين عني؟
التفتت لورنا بحثًا عن مصدر الصوت لتجدها خلفها تنظر لها وتبتسم...

لورنا : اعتقد انكي يجب ان تفسري لي كلامك الغريب...

العجوز : انا أُفضل ان ترى بنفسك..

نظرت العجوز في عين لورنا وفجأة سقطت و اصبحت لا تري سوي الظلام...
__________________________

تُري من هي تلك العجوز.؟
وماذا فعلت ب لورنا؟

وماذا تريد ان تريها؟

 عهد الدم Where stories live. Discover now