٦. "من ذاكرتي"

35 2 14
                                    

"الجريمة هي الخطيئة التي ترتكبها علناً والخطيئة هي الجريمة التي ترتكبها سراً"

- أناييس نين،
كاتبة كوبية فرنسية أمريكية



-الـ ١٥ من مارس عام ٢٠٠٦-


في ظل السكينة التي عمت الصف، خطت معلمة اللغة الإنجليزية ذات الأصول البريطانية والملامح الأجنبية جملتها الأخيرة على السبورة قبل أن ينطلق الجرس معلناً عن انتهاء حصتها.

"هل أنت مستعد؟"

سألت جويون جونجداي في حماس وقد بدا ذلك الأخير غير متحمس إطلاقاً.

" مستعد لماذا؟"

سألها بملامح بملامح مبهمة لا يملك أدنى فكرة عما تتحدث عنه

"اليوم ستسبح، أنسيت؟"

أجابته في عتاب وقد تناسى جونجداي ذلك الأمر بالفعل وتمنى أن تنساه هي أيضاً.

" لست مستعداً حقا "

تحدث بحزن وقد ذكره أمر السباحة ذاك بشيء يشقيه أشد الشقاء

"هل هناك شيء يزعجك بخصوص السباحة؟ نحن صديقان و يمكنك إخباري."

تأملها للحظات متردداً. أيخبرها و يُعَكِر صفو مزاجها ذا الأفكار الوردية والحماس المشرق، أم يحتفظ بمشاعره لنفسه كما فعل طوال السنوات القليلة الماضية؟

" حسناً يا شباب وفتيات، من مستعد للسباحة اليوم ؟"

هتف بها أستاذ الألعاب الرياضية ما إن دخل الصف مرتدياً زيه الرياضي الأزرق وقد بادله الطلاب الحماسة.

تشَوَّقَت الفتيات لارتداء ملابس السباحة خاصتهن وإبراز مفاتنهن امام الفتية، وشرد الفتيان في تخيل وقوع الفتيات في حبهم بعد رؤية عضلاتهم التي كانوا يقومون بالتدريب في الصالات الرياضية من أجل إبرازها استعداداً للحظة مثل هذه.

بينما جويون كانت متحمسة لشيء آخر تماماً. لقد أرادت فقط أن تجعل جونجداي يخرج من عزلته و يفعل شيئاً ممتعاً، ولكن الآن ينتابها شعور بالذنب لأنها تجبره على فعل شيء لا يريده وربما يذكره ببعض الذكريات الأليمة.

سار الطلاب وراء أستاذ الألعاب الرياضية يقودهم إلى مكان حمام السباحة "المغطى" كما أخبرهم.

" هذه أول سنة يتم فيها استخدام حمام السباحة قد كان تحت الإنشاء طوال السنتين الماضيتين فكرةً وتنفيذاً. إنكم محظوظون جداً كونكم أول فصل سيحظى بتجربته للمرة الأولى."

قالها الأستاذ بنبرة مرشد سياحي يشرح معالم متحف اللوڤر لفوج من السياح الأجانب وقد كان من الواضح أنه صاحب فكرة انشاء ذلك المسبح وربما وافق المدير ليكون حجة زيادة مصروفات الالتحاق بالمدرسة.

Clean-Handed Murderer || قَــاتِلٌ بَــرِيءWhere stories live. Discover now