الفصل الثامن: تكوين الصداقات تحت الحراسة المشددة

14 2 0
                                    

كم هو ساحر أن تستيقظ لترى وجه من تحب.

مقرف!.

قرأت هذا في كتاب بالأمس ونمت وهو فوق صدري، لأستيقظ على أصوات ضحكات جنونية صاخبة في غرفة المعيشة.

تفقدت الأمر نصف عارٍ ببنطال بنفسجي فضفاض وجدائلي تذكر من يحجبون الشمس بجدران منازلهم أنها مشرقة وساطعة كعادتها. كانت عمتي تجلس مع توري على طاولة المطبخ، يتبادلان الأحاديث ويشربان الشاي مع قطع الشوكولاته الفاخرة التي لا تظهر إلا للضيوف.

شيء ما حل بفك توري على الأغلب، فهي لا تبتسم وحسب، بل ضحكتها تملأ البيت ويدها تغطي فمها، كالفتيات الطبيعيات إن جاز لي التعبير.

لم أكمل تحية الصباح خاصتي فاركاً عيني وقد قاطعتني واقفة ترزع بيديها الطاولة، لتتحرر بضع قطرات من الشاي لتتناثر جاعلةً عمتي تجفل.

"أتعلم كم الساعة الآن؟" لم تعطني فرصة لأجيب فأكملت حانقةً: "إنها الحادية عشر والنصف وسبع دقائق!. الحافلة ستكون هنا في الثانية عشر، مما يعني أن لديك ثلاثة وعشرون دقيقة فقط لترتدي بنطالاً لا يشبه بنطال جدتك"

لم أنبس ببنت شفة، فقط انحنيت فوق عمتي وأكلت الشوكالاته التي كانت بين أصابعها ثم عدت إلى غرفتي.

نسيت تماماً أننا سنذهب للمعسكر اليوم!. حسناً، لم أنسى تماماً؛ بل تناسيت جزئياً. لقد انشغلت بعودتي للعمل بشكل مكثف، فالجميع يطلب أغراض تافهة لأبنائهم المتجهين للمعسكر أو العائدون للمدرسة مما يعني تغليف وتوصيل مضاعف لي.

إن الإلتحاق (بالبايرون) ليس سيئاً بما فيه الكفاية، لذا لدينا معسكر!. من بحق الله يتمتع بصحته العقلية سيزج مجموعة من البلهاء الأقوىاء في مكان واحد ليراقب غرور كل واحد منهم وهو يلقى على الآخر؟، أراهن بحياتي أنني لن أخرج بها من بواباته.

***

وصلت الحافلة البيضاء الكبيرة مصدرة أزيزاً عندما توقفت، فقد كتب عليها أنها تحمل مئتان راكب، أراهن أن هناك على الأقل ثلاثمئة في الداخل. ذكرني مظهر البلهاء في الداخل بحافلة المدرسة الصفراء المقرفة التي كانت تأتي كل صباح محملة بالأوجه المنزعجة والتي تلفظ رائحة قهوة الصباح والشاي كلما تحدثت.

دخلت توري أولاً إلى الحافلة ثم تبعتها أنا شاداً حقيبتي بقوة على كتفي، أسير وأنظر إلى الأرض.

"ها هو زميل العمل الوسيم خاصتنا!" لعنت حظي عندما برمج عقلي صوت لان المقزز، ولعنته أكثر عندما أفسح لي المقعد بجانبه لأجلس رغماً عني وسط انتظار الكثير من الأعين لما سأفعله.

سطح الأسفلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن